Site icon IMLebanon

3 معارك عسكرية خلال الشهر المقبل

لن يطول الإنتظار لتقرع طبول معارك جديدة على كل الجبهات، من حدود لبنان الشرقية إلى العمق السوري والعراق. القرارات متخذة، والإستعدادات جارية لجولات جديدة من القتال تعيد خلط الأوراق عشية المهلة المحددة لإنهاء المفاوضات الأميركية – الايرانية حول البرنامج النووي.

وتُرجّح المعلومات الإستخبارية الخارجية ثلاث نقاط ساخنة للمواجهات الشرسة، هي:

أولاً: القلمون؛ حيث ينتظر الجيش السوري ذوبان الثلوج، ليشن مدعوماً بقوات من النخبة في «حزب الله» وخبراء عسكريّين إيرانيّين هجوماً كبيراً على المسلحين في جرود القلمون، في عملية استراتيجية تهدف إلى سد هذه الثغرة العسكرية والأمنية، في إطار تحصين أمن العاصمة والنظام في سوريا.

لن تكون هذه المعركة سهلة نظراً إلى طبيعة المنطقة الجغرافية، حيث يتحصّن في قممها وأوديتها نحو ثلاثة آلاف مسلح ينتشرون في بقعة تتراوح مساحتها نحو 15 كيلومتراً عرضاً، و70 كيلومتراً طولاً.

لكن السيطرة على جرود القلمون بشكل كامل تُشكّل في حال نجاحها، إنجازاً عسكرياً من شأنه أن يزيد دمشق طمأنة، وأن يسمح للنظام بتحريك قواته من هذه الجبهة لاستعمالها في جبهات أخرى.

ثانياً: حلب؛ يجري النظام السوري وحلفاؤه عملية تقييم للأسباب التي أدّت إلى فشل هجومهم العسكري الأخير في منطقة حلب وريفها، ويدرسون خططاً جديدة لمعاودة الهجوم بشكل أكثر ضراوة، في محاولة لمحاصرة المسلحين وقطع طرق الإمداد عنهم وعزلهم عن الحدود التركية.

وتعتبر هذه المعركة مفصلية في استعادة الجيش السوري المبادرة ميدانياً والزخم معنوياً. غير أن ذلك في حال حصوله، لا يعني حسم الحرب في سوريا وتشعُّباتها الإقليمية المعقّدة.

ثالثاً: الموصل؛ تستعد الولايات المتحدة الأميركية لتأمين الغطاء الجوي والمعلومات الإستخبارية اللازمة لدعم 5 ألوية من الجيش العراقي و3 ألوية من البشمركة الكردية في شن هجوم قد يكون الأوسع على الموصل، وهي ثاني كبرى المدن العراقية، لتحريرها من سيطرة «داعش».

وقد بدأ الخبراء العسكريون الأميركيون تدريب ما يزيد عن 20 ألف مقاتل من الجيش العراقي والأكراد تحضيراً لمعركة إستعادة الموصل المتوقعة خلال شهر تقريباً، من نحو 1500 مسلح من «داعش». وكانت القوات العراقية إستعادت منذ الصيف الماضي ما بين 700 إلى 800 كلم2 من المساحات التي احتلها هذا التنظيم الإرهابي.

في هذه الأثناء، برز تحوُّل لافت في الرأي العام الأميركي، بعد العمليات الإرهابية التي استهدفت أوتاوا وسيدني وباريس وكوبنهاغن، حيث سُجِّل للمرة الأولى أن غالبية 57 في المئة من الأميركيين باتوا يؤيدون إرسال قوات برّية الى العراق وسوريا لمحاربة «داعش»، وإن نسبة الذين يشعرون بأن «داعش» تُشكل خطراً رئيسياً للولايات المتحدة إرتفعت من 58 في المئة في تشرين الأول الماضي الى 65 في المئة الأسبوع الماضي.

لم يعد فصل الربيع بعيداً. إنه على مسافة أسابيع معدودة. لكن السؤال: ماذا تُخبِّئ «داعش»؟