IMLebanon

3 ركائز للتحرّك القطري الرئاسي: الانفتاح على كلّ الأطراف اللبنانيّة والخبرة في دور المفاوض والوسيط بالمنطقة وتجربة مؤتمر الدوحة 

 

 

تجري الدوحة منذ فترة سلسلة مشاورات ناشطة مع اطراف اساسية لبنانية حول الملف الرئاسي وسبل التوصل الى مقاربة جامعة تؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية.

 

وتحرص في الوقت نفسه على التأكيد بان حراكها هذا ليس بديلا او خارجا عن اطار عمل اللجنة الخماسية، مؤكدة ان الغاية منه اولا واخيرا المساهمة في تعزيز فرص نجاح اللجنة وتحقيق هدفها اي الدفع ياتجاه انتخاب الرئيس اللبناني.

 

ووفقا لمصدر سياسي مطلع على اجواء هذا الحراك، فان المسؤولين القطريين يحرصون في اللقاءات التي يعقدونها مع قيادات ووفود القوى السياسية اللبنانية على اهمية التوافق اللبناني حول هذا الاستحقاق وعلى مبدأ الحوار، وهو المبدأ الذي لم تخرج عنه اللجنة الخماسية منذ بداية مهمتها وحتى اليوم رغم اختيارها كلمة المشاورات لمراعاة موقف فريق من اللبنانيين (المعارضة).

 

ويضيف المصدر ان الدور القطري البارز في الوساطة والمفاوضات المتعلقة بحرب غزة، وتجربتها السابقة في شان الاستحقاق الرئاسي التي تجلت في مؤتمر الدوحة الشهير، يجعلها لاعبا فاعلا وبارزا الى جانب اللاعبين الاخرين في اللجنة الخماسية، خصوصا انها تقرن مسعاها باستعدادها لمساعدة لبنان في مرحلة ما بعد انتخاب رئيس الجمهورية على الصعد كافة.

 

هل ستنجح قطر في احداث خرق جدي في جدار الازمة الرئاسية؟

 

تحرص الاوساط السياسية من مواقعها المختلفة على الترحيب بالجهد الذي تبذله الدوحة، لكنها ترى في الوقت نفسه ان هذا الجهد وحده غير كاف تماما كما حصل بالنسبة للمبادرة الفرنسية في المرحلة الاولى.

 

واللافت، كما ينقل مصدر نيابي، ان الدوحة في حراكها الاخير تجنبت الخوض او الدخول المباشر في طرح اسماء محددة للرئاسة حتى الان، وهي تركز بالدرجة الاولى على انها تقف على مسافة واحدة من جميع الاطراف وتتمنى ان تنجح في تتضييق الخلافات في ما بينهم حول الخيارات والمواصفات والاتفاق على الالية التي تسهل انتخاب رئيس للجمهورية يحظى بدعم داخلي واسع او الحد الاكبر من التوافق.

 

وبرأي المصدر ان الدوحة الى جانب تجربتها السابقة ودورها كوسيط في ازمات كبرى، تتمتع في حراكها بشان الملف الرئاسي اللبناني بانفتاحها على كل القوى السياسية اللبنانية مثلما تتمتع به فرنسا، على عكس دول اخرى في اللجنة الخماسية مثل الولايات المتحدة الاميركية والمملكة العربية السعودية.

 

ويقول المصدر النيابي ان واشنطن والرياض تعتبران ناخبا خارجيا قويا في الاستحقاق الرئاسي، لكن الدور الذي تلعبه كل منهما لا يوازي حماس كل من باريس والدوحة لاسباب عديدة ابرزها نزعة السعودية الحيادية بانتظار جلاء المشهد في المنطقة بعد حرب غزة، ورغبة الادارة الاميركية في تحقيق تسوية شاملة للملف اللبناني اكان بالنسبة للوضع في الجنوب ام بالنسبة للملف الرئاسي.

 

وفي كل الاحوال فان زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي واستئناف تنشيط لقاءات الدوحة مع القوى السياسية اللبنانية الاساسية، تصادفان بعد اجتماع اللجنة الخماسية الاخير في عوكر الذي لم يكن موفقا في تظهير موقفها تجاه الملف الرئاسي، لا سيما في بيانها الذي تضمن عبارات ملتبسة قابلة لتفسيرات متعددة، عدا عن انه لا يقدم جديدا على طريق الحل.

 

وبرأي المصدر النيابي ان تأكيد اللجنة على وحدة موقفها لا يخفي ولا يحجب التباين بين اعضائها حول الطريقة الواجب اعتمادها لمقاربة الملف الرئاسي، لافتا الى ان مواقف بعض اعضائها ما زالت ملتبسة ولا تساعد على استنباط الحلول بل ربما تساهم في تعقيدها او تاخيرها.

 

ويشير المصدر في هذا المجال الى ان كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الاخير حول ملف رئاسة الجمهورية كان في محله تماما عندما اشار الى ان الخلافات الداخلية والتدخلات والفيتوات الخارجية هي التي حالت وتحول دون انتخاب رئيس الجمهورية.

 

ويشير الى ان احدا من اطراف اللجنة الخماسية لم يضع فيتو بشكل مباشر على اسم مرشح بحد ذاته، لكن المؤكد ان هناك من يشجع بعض الاطراف اللبنانية رفع الفيتوات امام الحوار وبوجه المرشح سليمان فرنجية.