في الوقت الذي قلبت فيه عاصفة «السوخوي» الروسية الطاولة على الجميع وبعثرت اوراق اللاعبين الاقليميين والدوليين، فان زيارة وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي الى دمشق ترى فيها الاوساط المواكبة للمجريات نقطة نور بدأت تلمع في الافق الاسود المسدود في المنطقة كون عمان امهر من يتقن دور الديبلوماسية الهادئة والمنتجة ويشهد لها في ذلك على صعيد الخلاف حول الملف النووي الايراني والذي انتهى بتوقيع الاتفاق بين دول 5 + 1 والجمهورية الاسلامية في ايران، اذ غالباً ما شكلت سلطنة عمان محطة التواصل بين افرقاء الازمة المذكورة، وما زيارة بن علوي الى دمشق ولقاؤه الرأئيس السوري بشار الاسد الا مؤشر للتحضير للمرحلة المقبلة المرتقب ان تكون مرحلة انتقالية بعد اقرار كل خصوم دمشق بأن الاسد جزء من الحل في سوريا بعدما كانوا يرون فيه المشكلة.
وتضيف الاوساط انه في الوقت الذي يسعى فيه الروس الى كسر ظهر الارهاب في سوريا، فان اللاعبين المحليين يتصرفون وكأن البلد يقع في القارة الاوروبية وليس في قلب دائرة الحريق الكبير حيث يتموضع الشلل سعيداً في جميع مؤسسات الدولة من الكرسي الاولى مروراً بمجلس النواب وصولاً الى حكومة الرئيس تمام سلام الذي سجلت فائضاً في العجز قياساً على سابقاتها منذ الاستقلال كونها حكومة متناقضات واذا كان كيل سلام قد طفح وفق عارفيه فان الكلام عن استقالته اذا لم تحل ازمة النفايات غير دقيق لا سيما انه يتحضر للقيام بزيارة الى السعودية لحضور مؤتمر القمة الرابعة للدول العربية ودول اميركا اللاتينية في 10 و11 تشرين الثاني المقبل، حيث سيلتقي على هامشها المسؤولين السعوديين والرئيس سعد الحريري يبني على الشيء مقضتاه، كون تقديم الاستقالة ليس بيده.
وتشير الاوساط الى انه وسط هذه الصورة القاتمة لا يمر يوم الا وتقوم فيه الاجهزة الامنية بتوقيف عناصر ينتمون الى «داعش» و«النصرة» في حرب استباقية على الارهاب، ما يعني ان المرحلة الراهنة بالغة الخطورة وان لبنان لا يزال في دائرة الزلازل الارهابية لا سيما ان التنظيمين التكفيريين يطمحان الى التعويض عن خسائرهم في سوريا بالضرب في الخاصرة اللبنانية الرخوة. ولعل اكثر ما يقلق الامنيين التزام «داعش» و«النصرة» بالصمت المطبق وايقاف المفاوضات في ملف العسكريين المخطوفين، اضافة الى ان ثمة معلومات تشير الى ان الفصيلين التكفيريين وحدا قوتهما العسكرية في جرود عرسال ورأس بعلبك بعد وصول 3 امراء شرعيين من الرقة عملوا على الامر بإمرة الداعشي ابو محمد الشامي ويليه في القيادة ابو مالك التلي.
وتقول الاوساط ان الزيارة الخاطفة التي قام بها منذ اسبوع نائب مدير جهاز الاستخبارات الاميركية دايفيد كوهين لبيروت ولقاءه رؤساء الاجهزة الامنية اللبنانية ان دل على شيء فعلى ان واشنطن تملك معلومات مقلقة حيال الخلايا النائمة في لبنان، لا سيما وان المجريات تدل على ذلك، فاطلاق النار من قبل مسلحين مجهولين على احد عناصر مديرية المخابرات في طرابلس كانا يستقلان دراجة نارية يحمل الكثير من الدلالات الخطرة يعيد الى الاذهان ما حصل سابقا في الفيحاء وبعدها في بحنين، خصوصا ان ثمة معلومات تشير الى عودة شادي المولوي رجل «القاعدة» من «عين الحلوة» الى طرابلس ويتجول بهوية مزورة والمعروف ان المولوي العقل المدبر للخلايا الارهابية النائمة، وبموازاة ذلك ذكرت معلومات امنية ان شاهين سليمان الذراع اليمنى لاحمد الاسير دخل الى مخيم «عين الحلوة»، معقل الارهابيين بمهمة معينة، حيث «لداعش» غرفة عمليات تشرف على عمل الخلايا القائمة وتنسق بينها وفق اعترافات اميرها الشرعي الذي القي القبض عليه جهاد فضل كعوش، وهي على اتصال دائمة بالمسلحين التكفيريين في جرود عرسال ناهيك بالخلايا المنتشرة في عكار والتي تتواصل مع الجندي الفار عاطف سيف الدين الذي سرق بندقيتين والتحق «بالنصرة»، اضافة الى عودة نشاط حركة تهريب السلاح من سوريا الى لبنان ويؤدي الدور الاكبر في ذلك بعض المهربين من وادي خالد والهجرة المعاكسة للتهريب تعتبر احدى علامات الازمنة الخطرة.