IMLebanon

3 استهدافات يواجهها حزب الله

حين اطلق امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، قبل اربع سنوات، شعارا «من كريات شمونة… الى ايلات»، ظن الكثيرون ان في الامر مبالغة، في قدرة المقاومة على ترجمة هذا الشعار الى واقع، فيما توقف كبار المحللين العسكريين في المؤسسات الامنية الصهيونية مليا، لاستكشاف ما اذا كانت قدرات المقاومة اللبنانية، قد وصلت بالفعل الى هذا الحد، واليوم ها هم يقولون على الملأ… ان لا فرق بين الدفاع عن صفد (في الشمال الفلسطيني المحتل) او عن ايلات (في اقصى الجنوب الفلسطيني المحتل)، لان الصاروخ الي يُطلق من لبنان يمكن ان يصل الى بئر السبع… والصاروخ الذي يطلق من غزة يمكن ان يصل الى حيفا.

…يومذاك قال السيد نصرالله «اذا كان عدد قليل من صواريخ فجر قد هزت الكيان الاسرائيلي، فكيف سيتحمل آلاف الصواريخ التي ستنزل على تل أبيب وغيرها، واذا كان شعاع المعركة مع قطاع غزة من 40 الى 70 كيلومترا، فان المعركة معنا سيكون شعاعها على طول فلسطين المحتلة من الحدود اللبنانية الى الحدود الاردنية الى البحر الحمر… من كريات شمونة والى ايلات»، ويشير تقرير عسكري نشرته صحيفة «يديعوت احرونوت» الصهيونية، الى ان الجيش الاسرائيلي يعمل على تعزيز الخطط البرية التي لم تنجح في عدوان تموز العام 2006، فتفوق الاسرائيليين ليس واضحا، وسط توقعات بان تكون منطقة الشمال الفلسطيني المحتل الملاصق لجنوب لبنان عرضة لمئات الصواريخ بصورة يومية، وعليه، فان خطط وُضعت لاخلاء المستوطنات في اي حرب مقبلة مع «حزب الله».

«حزب الله» الذي وُضع مؤخرا، في المرتبة الاولى في لائحة التهديدات التي يشعر بها قادة الاحتلال الاسرائيلي، بات يمثل التهديد المركزي بعد رفع الملف النووي الايراني، وفق صحيفة «يديعوت أحرونوت» الصهيونية التي لفتت إلى أن تهديد حزب الله لاسرائيل يتضمّن قدرات على توجيه ضربة نارية هامة نحو تل أبيب، بمقدار 100 ألف صاروخ بوتيرة نارية تبلغ 1200 صاروخ في اليوم، من بطاريات إطلاق النار المنتشرة والمخفية جيّدًا في عشرات القرى في جنوب لبنان.

وقال تقرير نشرته الصحيفة، ان الخطوة الأخرى التي تحدث عنها (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصرالله، هي «احتلال» الجليل، ولا يدور الحديث عن عمل تقوم به فرق عسكرية لـ «حزب الله» تتوغل في أعماق الأراضي «الاسرائيلية» بل السيطرة على بلدات مجاورة للجدار وعلى طول خط الحدود الشمالية، ومن يعرف الجبهة يدرك أن لا حاجة للمنظمة للأنفاق كي تتوغّل الى المستوطنات الاسرائيلية، وحتى قبل الانتشار الجديد في قيادة المنطقة الشمالية كان يمكن عمل ذلك بسهولة كبيرة.

ويعتبر التقرير، أن حرب لبنان الثانية التي اندلعت في صيف 2006 والتي استمرت 33 يوما، أكثر بكثير ممّا يمكن لاسرائيل أن تحتمله في مواجهة ضربات الصواريخ التي تغطي كل نقطة فيها بوتيرة نارية مدوّية، ومن أجل التصدي للتهديد تمّ تطوير منظومة الدفاع الجوي ببطاريات القبة الحديدة، بمنظومة العصا السحرية (التي ستصبح قريبًا عملياتية) ومنظومة «حيتس». إضافة الى مناورة دفاع جوي مشتركة تجري مع الأميركيين.

ويتحدث التقرير عن تطور القدرات الاسرائيلية، لناحية العمل الاستخباراتي، وتلفت الى ان بنك الاهداف الاسرائيلي يضم الاف الاهداف النوعية جمعت على طول العقد الماضي، مقارنة بمئتي هدف فقط كان للجيش الاسرائيلي خلال حرب تموز عام 2006، ويؤكد على بناء خط دفاع على طول الحدود الشمالية المتاخمة لجنوب لبنان، لمنع تسلل قوات خاصة من «وحدة الرضوان» (الوحدة التي تحمل الاسم الحركي للشهيد القائد عماد مغنية ) الى البلدات (المستوطنات) الاسرائيلية، اضافة الى العوائق الاخرى الموضوعة امام المستوطنات لحمايتها، وينقل التقرير عن ضباط اسرائيليين، أن «حزب الله» لا يحتاج الى الأنفاق، سواء بسبب ظروف الأرض القاسية أم بسبب قدرة الوصول السريعة الى مستوطنات مثل شتولا، متولا وشلومي، التي لا تبعد إلا مئات الأمتار عن الجدار الحدودي مع لبنان.

وفي اطار التدريبات التي يغرق فيها الاحتلال وقواته، للتخفيف من الاضرار التي تحدثها صواريخ «حزب الله» او «حماس» في الحرب المقبلة، فان يوم غد الاحد تنطلق احدى حلقات مناورة «جنيفير كوبرا 16» المشتركة التي يشارك فيها قرابة الثلاثة آلاف جندي من الجيشين الاسرائيلي والاميركي، وهي مناورة، وفق ما اكدت التقارير الصهيونية، تنفذ على اجهزة محاكاة محوسبة في غرف وليس على الارض، واذ تكتمت قيادة سلاح الجو الاسرائيلي عن معلومات المناورة الخاصة بها، لكنها اشارت الى ان جميع التهديدات ذات الصلة بالمنطقة تؤخذ بالحسبان، ومن بينها التهديدات التي تمثلها الصواريخ الدقيقة الموجودة في حوزة «حزب الله» في الجنوب، اضافة الى صواريخ «حماس» والطائرتين من دون طيار وصواريخ شهاب الايرانية، وقال قائد الدفاع الجوي في سلاح العدو تسيفي حاييموفيتش ان تنفيذ ادارة المناورة جرى بشكل متبادل، والسلاح المنحني المسار اصبح القوة الموجهة الاساسية لدى اعدائنا في الشمال (المتاخم لجنوب لبنان) والجنوب (المتاخم لقطاع غزة)، والسيناريوهات التي ستحصل في المستقبل ستكون اكثر تعقيدا مما شاهدناه خلال عملية الجرف الصلب او خلال حرب لبنان الثانية. حتى لو ضاعفنا اعداد منظومات الاعتراض والبطاريات، الدفاع لن يكون تاما والصواريخ ستتساقط على الاراضي الاسرائيلية، ومهمتنا هي التقليل من الاضرار، الدفاع قدر الامكان عن المنشآت الهامة، لا يمكن الدفاع عن كل شي، اما اذا كانت الحرب على جبهتين، فان الامر سيكون قصة مختلفة، وقال: بالنسبة الينا، لا فرق بين الدفاع عن صفد (في شمال فلسطين المحتلة) او عن ايلات (في شمالي فلسطين المحتلة)، لان الصاروخ الذي يُطلق من لبنان يمكن ان يصل الى بئر السبع… والصاروخ من غزة يمكن ان يصل الى حيفا.