IMLebanon

3 قنابل موقوتة تُهدّد وجود لبنان؟!

ثلاث قنابل موقوتة تستهدف لبنان، كيانا ونظاما ووجودا، تتحكم بتفجيرها اصابع خارجية، تريد شرا به، بتواطؤ داخلي، بعضه عن غباء وانعدام بصيرة، وبعضه عن مصلحة، وبعضه عن سابق تصور وتصميم، هذه القنابل الثلاث، ولو انها تتفاوت في الحجم والخطورة، الا ان انفجارها معا، وفي ظرف بالغ الصعوبة والتعقيد، الذي يعيشه لبنان اليوم، من شأنه ان يطيح بالكيان والنظام، وبوجود لبنان كدولة حرة، مستقلة، سيّدة ديموقراطية تعددية.

القنبلة الموقوتة الاولى، هي الامعان المخزي في تعطيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بعد حوالى اربعة اشهر على خلو منصب الرئاسة الاولى، وانعكاساته المدمرة ليس على عمل المؤسسات الاساسية الاخرى، مثل مجلس الوزراء ومجلس النواب، والجيش، والقضاء وحسب، بل هو «خروج على النظام الديموقراطي وانقلاب عليه، وعلى العقد الاجتماعي الذي يرعى علاقات اللبنانيين، وهو اشبه بتعليق الدستور الذي لا يتم الا في ظل حكم عسكري بعد انقلاب، او من خلال عقد مؤتمر تأسيس على ما ورد في مقالة تاريخية للرئيس ميشال سليمان، والمؤسف ان البعض المسؤول عن هذا التعطيل لا يأبه لمخاطر استمراره، جنبا الى جنب مع القنبلتين الموقوتتين الاخريين، وهما وجود «دولة اسلامية»، على حدود لبنان، تعتمد الارهاب والذبح والتهجير والتدمير وسيلة لتحصين تمددها في العراق وسوريا، قبل محاولة اجتياح الاردن ولبنان، غير عابئة لا بالولايات المتحدة الاميركية، ولا بالتحالف الدولي ضد الارهاب، ولا بالضربات الجوية التي يدور حولها العديد من علامات الاستفهام عند بعض الدول والمسؤولين، والعديد من الانتقادات والاتهامات التي بدأت تتصاعد من الاكراد، خصوصا بعد دخول تنظيم داعش الى بعض احياء مدينة عين العرب السورية، المعروفة باسم كوباني، حيث اتهم المتحدث باسم القوات الكردية دول التحالف، بان طائراتها تحوم فوق مناطق القتال ولا تقصف مسلحي «داعش» الذين يملكون اسلحة متطورة، وهم اذا انتصروا في كوباني، «سيتمكنون من الانتصار على العالم»، اما في العراق فان تنظيم «عصائب اهل الحق» الشيعي القريب من نائب رئيس الحكومة العراقية نور المالكي، فقد اتهم التحالف بانه يستهدف المدنيين ويحجم بغاراته تحرك الجيش العراقي، حتى ان رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري، انتقد التحالف الدولي من دون ان يسميه بعد لقائه بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولند، عندما دعا الى تكثيف الضربات الجوية ضد داعش، فداعش يتقدم والتحالف الغربي يجب ان يكون اكثر تركيزا لتدمير كل «داعش» مؤكدا اننا «بحاجة الى ضربات موجعة لداعش وليس لضربات استراتيجية» بما يعني ان الخطر على لبنان سيكون كبيرا، ان لم تتغير خطط الغرب تغيرا جذريا في مواجهة داعش.

اما القنبلة الثالثة الموقوتة، التي سبق ونبهت عليهما في مقالات عدة منذ سنة ونصف السنة واكثر، فهي الفوضى المقصودة التي تعاملت فيها السلطة حيال النزوح السوري المبرمج لاغراق لبنان في اعداد لا قدرة له على استيعابها، اقتصاديا وماليا وديموغرافيا وبنى تحتية وموارد، ورزحت تحتها حكومة الرئيس تمام سلام، «للفيتوات» المتبادلة بين الوزراء المتمتعين بحق «الفيتو» الرئاسي، لان احداث عرسال، وخطف العسكريين والجنود، وبالامس احداث بريتال، اظهرت ان مسلحي «داعش» جعلوا من النازحين ورقة رابحة جدا في تعاملهم مع الدولة اللبنانية المغلوب على امرها، خصوصا في ما خص موضوع الجنود المخطوفين.

ان لم تسرع القيادات السياسية والمسؤولون، الى وضع الخطط القادرة على تفكيك هذه القنابل وبسرعة، فان لبنان في خطر وجودي داهم.