IMLebanon

3 قمم في الرياض

أول زيارة يقوم بها الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب هي الى المملكة العربية السعودية وهذا بحد ذاته حدث كبير جداً، فهي المرة الأولى في التاريخ الاميركي يقوم الرئيس بزيارة الى بلد عربي، خصوصاً الى المملكة، هذا أولاً.

ثانياً- بدلاً من أن يذهب الى المكسيك، خصوصاً أنّ هناك مشاكل بين البلدين وبالتحديد بسبب الخلاف على الجدار الفاصل: على مبدأ إقامته وعلى تمويله الخ… بدلاً من ذلك توجه الى المملكة…

ثالثاً- إنّ توقيت الزيارة في لحظة تاريخية بين العواصف الأمنية التي تضرب المنطقة العربية لا سيما سوريا والعراق واليمن له مغزى كبير، إذ في هذا الوقت يأتي ترامب الى هذه المنطقة لينطلق من حرصه الشديد على الأمن في العالم… هذا الامن الذي يبدأ من منطقة الشرق الأوسط.

رابعاً- الهدف الرئيس من الزيارة هو القضاء على الارهاب… وفي الوقت ذاته وللمرة الأولى نشعر بأنّ هناك جدّية من رئيس أميركي يرغب في الوصول الى حل لقضية الشرق الأوسط المركزية التي هي قضية فلسطين، خصوصاً بعد تراكم الأزمات وتفاقمها في عهد السيّىء الذكر سلفه باراك أوباما الذي أصابنا بالخيبات الكبرى فلسطينياً وعربياً عموماً، ولا نزال نذكر موقفه من السلاح الكيميائي الذي استخدمه النظام السوري ضد شعبه فهدّد أوباما بضرب النظام، وحشد البوارج في المتوسط على مقربة من الشواطئ السورية، وكانت النتيجة هدية لروسيا، إذ تراجع الاميركي منكفئاً وبسط الروسي هيمنته على سوريا وقدّم هدية للنظام الذي كان يترنح، وقيد السقوط، فمدّد في عمره وفي جرائمه بحق الشعب السوري.

خامساً- ثلاث قمم لترامب: قمة مع الملك سلمان، وقمة خليجية، وقمة مع قادة العالم الاسلامي بمن فيهم القادة العرب، وهذه أيضاً تحدث لأوّل مرة في التاريخ… وهذا يعني أنّه بدلاً من أن يتوجه هؤلاء الزعماء والقادة والملوك والرؤساء من مختلف البلدان العربية والاسلامية، الى الولايات المتحدة الاميركية ليجتمع بهم ترامب إما في البيت الابيض وإما في إطار أممي في نيويورك، جاؤوا الى السعودية لبحث قضايا السلام والإرهاب ووقف الحروب.

والسؤال: ما هي الفائدة من هذه القمم؟

1- أميركا تقول للقوى وللدول قاطبة إنها ما زالت هي قائدة هذا العالم، وأنّ ما فعله أوباما لم يكن في المصلحة الاميركية بعدما قلّص دور واشنطن العالمي بتردده وتخاذله.

2- يأتي ترامب الى المنطقة ليقول إنّه يريد حلاً للقضية الفلسطينية، ولأول مرة نلمس جدية من قِبَل الراعي الاميركي للسلام العالمي بأنه يرغب فعلاً بتحقيق السلام. للمناسبة الرئيس ترامب رجل جدّي وعندما يقول كلمة فإنه يعنيها وينفذها حتى لو اضطر لاستعمال القوة.

3- أراد ترامب من مجيئه الى المنطقة أن يوجه رسالة الى العالم باجتماعه مع قادة الدول العربية والاسلامية مفادها أنّ أميركا ليست ضد الاسلام والمسلمين، وإلاّ لما كانت حدثت الزيارة أساساً.

4- ثم إنّ الزيارة ستبحث أيضاً في حل لسوريا والعراق… ما يعني سقوط أحلام إيران وحلفائها بالهلال الشيعي… وعلى طهران أن تنكفئ الى الداخل الايراني.

5- إنّ الرسالة من الزيارة ستصل الى الجميع بأنّ العالم كله يشارك في محاربة الارهاب، وبالذات العالم الاسلامي يحارب الارهاب… وهذا في حد ذاته مفهوم أميركي متطوّر وخطوة نوعية في التصدّي للأزمات والقضايا الساخنة في العالم.

عوني الكعكي