هذا الرقم حسب أرقام وبرنامج الأجندة الوطنية لمستقبل سوريا الذي يشرف عليه خبراء سوريون ودوليون تحت مظلة لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (اسكوا) فقد بلغت تكلفة الحرب السورية 327.5 مليار دولار هذا من دون حسبان خسائر مدينتي الرقة ودير الزور.
بالمناسبة فإنّ هذا الرقم لتعود سوريا كما تسلمها الرئيس المجرم عام 2000 أي منذ 17 سنة، وهنا السؤال الذي يطرح ذاته:
أولاً: من أين ستأتي الأموال لكي يُعاد إعمار سوريا؟ أي من هو الذي سيدفع؟ أميركا؟ روسيا؟ إيران؟ أم “حزب الله”؟ طبعاً سوف يكون الشعب السوري مديناً بمبلغ 327 مليار دولار.
ثانياً: كم سنة من العمل سوف يعمل الشعب السوري لكي يسدّد هذه المبالغ؟
ثالثاً: وهنا أيضاً سؤال يطرح ذاته: هل تستأهل هذه الأرقام لكي يقضوا على الإرهاب؟ والأهم ماذا لو أنّ هذه الأرقام، أي 327 ملياراً، استعملت في بناء سوريا اقتصادياً وزراعياً وصناعياً وسياحياً أين كانت سوريا وكيف ستكون لو أن هذه الأموال استثمرت على صعيد البناء والتطوير؟
من ناحية ثانية، يقولون إنّهم انتصروا، فنسأل: هل يستأهل «داعش» وغيره من المنظمات الارهابية مثل هذا الثمن الباهظ؟ والسؤال الأكثر إلحاحاً: من أين أتى «داعش»؟
تقول هيلاري كلينتون إنّ «داعش» من اختراع الاميركيين بالإضافة الى الجيش العراقي الذي كان القرار الأوّل الاميركي بتحرير الدواعش من السجون، والمصادفة الأكثر غرابة أنّ الرئيس المجرم بشار الأسد هو الذي أطلق سراح جماعة الإرهاب من السجون السورية ومعه طبعاً حليفه الدائم الرئيس الموقت في العراق نوري المالكي، كل واحد أخلى نحو 1000 متطرّف إسلامي من السجون العراقية والسورية… كانوا نواة «داعش».
من الناحية السياسية، هل الحرب التي أعلنها الرئيس المجرم بشار على الإرهاب صحيحة أم انه اخترع ما يسمّى بـ»داعش» لكي يحوّل الثورة الشعبية ضد نظامه والتي كان عنوانها نريد التغيير، نريد انتخابات حرّة، نريد إطلاق الإعلام التلفزيوني الحر والصحف والمجلات الحرّة… من هذه المطالب المشروعة الى الإرهاب؟
ويقولون إنهم انتصروا!
نعم؟ انتصروا على الشعب السوري، قتلوا اكثر من 500 ألف مواطن، واعتقلوا 500 ألف لا أحد يعرف أين هم وما هو مصيرهم!
دمروا مدناً بأكملها، وكذلك مساجد ومدارس وجامعات ومستشفيات ودوَر عبادة… ومدن وقرى بكاملها أصبحت اليوم غير موجودة.
بالمناسبة إذا كانت إيران و»حزب الله» والرئيس المجرم بشار الأسد قد انتصروا فهل هذا الانتصار كان على إسرائيل مثلاً؟ في تاريخها لم تحصل إسرائيل على استقرار وأمان كما تحصل عليه اليوم، إذ بنظرة سريعة نرى أنّ الجيش العراقي دُمّر ولم يعد موجوداً.
والجيش السوري أيضاً لم يعد موجوداً والباقي منه مجموعة من الميليشيات العلوية وقلّة قليلة من الجيش القديم أي بعض الضباط السُنّة للديكور فقط إذ لا حول لهم ولا قوة وممنوع أن يكون بين أيديهم أي سلاح ولا حتى حق إعطاء الأوامر.
والجيش الليبي أصبح ميليشيات مسلحة.
والجيش اليمني دُمّر ودمّر معه اليمن، وزيادة على فقره كدولة أصبح أكثر تدميراً وأكثر تخلفاً وغارقاً في الديون…
ويقولون إنّهم انتصروا.
عوني الكعكي