جزين لمن ستقترع؟
جزين انتخابات مميّزة بصناديق ثلاثة: نيابية وبلدية واختيارية
صورة التحالفات وحسابات الربح والخسارة في معركة بلدية «عروس الشلال»
الفائزون بالتزكية 5 بلديات و21 مختاراً و8 مجالس اختيارية
خليل حرفوش مرشّحاً لرئاسة البلدية لمواصلة إنماء جزين وتحويلها لمدينة نموذجية
يمتاز الاستحقاق في قضاء جزين عن غيره من الاستحقاقات في الأقضية اللبنانية، بأنه فضلاً عن إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية، ستتم انتخابات نيابية فرعية لملء المقعد النيابي الماروني الذي شغر بوفاة عضو «تكتل الإصلاح والتغيير» النائب ميشال إلياس الحلو (27 حزيران 2014)…
وبذلك يشهد قضاء جزين هذا التميّز بالانتخابات، بحيث ستكون في ذات غرفة الاقتراع الواحدة 3 صناديق مستقلة، لكل من: الانتخابات الاختيارية والبلدية – في البلدات التي تتواجد فيها بلديات، والنيابية، والتي ستوضع في جميع غرف الاقتراع، حتى التي فازت بلدياً واختيارياً بالتزكية…
ويتردّد في أوساط المواطنين، طالما أنه بالإمكان إجراء انتخابات نيابية فرعية، تزامناً مع الانتخابات البلدية والاختيارية، لماذا لم يتم إجراء الانتخابات النيابية للمجلس النيابي الممدّد لنفسه، ولكان وفّرت الدولة مبالغ طائلة على الدولة، بدلاً من الاضطرار إلى إجراء هذا الاستحقاق في العام المقبل 2017؟…
يتنافس على المقعد الماروني الثاني الشاغر في جزين 4 مرشحين، هم: أمل حكمت أبو زيد (مليخ)، العميد المتقاعد صلاح جبران (مزرعة المطحنة)، إبراهيم سمير عازار (مدينة جزين) وباتريك رزق الله (قيتولي)…
يبلغ عدد الناخبين في قضاء جزين (58349).
وهناك (37 بلدية) يبلغ عدد أعضائها (384 عضواً) ترشّح للتنافس عليها (816) استمر بالترشّح (719 مرشحاً)، وسجل فوز 5 بلديات بالتزكية وهي: بنواتي، قطين وحيداب، كفرجرة وصباح، الحمصية…
وهناك (72 مختاراً) ترشّح للتنافس عليها (148) استمر منهم (137)، فاز منهم (21 مختاراً) بالتزكية، ومطلوب (168 عضواً) للمجلس الاختياري، ترشّح إليها (133) وسجل فوز 9 مجالس اختيارية بالتزكية، وبعض المجالس الاختيارية لم تستوفِ العدد المطلوب، وهو 3 لكل منها، فتم فتح باب الترشّح لها، وتعجُّ قائمقامية جزين بالحركة الدؤوبة من خلال وصل الليل بالنهار لفريق العمل من الموظفين بإشراف السيدة لينا سليم…
«لـواء» صيدا والجنوب» جال في قضاء جزين واطّلع على واقع التحضيرات والاستعدادات للانتخابات البلدية والاختيارية والنيابية الفرعية، وعاد بهذه الانطباعات…
تخوض منطقة جزين هذا الاستحقاق بصورة مغايرة عن الاستحقاقين النيابي والبلدي السابقين في العامين 2009 و2010، حيث برز تطوّر هام تجلّى بإعلان التوافق بين «تيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» (18 كانون الثاني 2016)، والذي برزت ثماره تحالفاً في أكثر من دائرة انتخابية خلال المرحلتين السابقتين في بيروت، وإن بنسبٍ متفاوتة، لكن يبدو أن بوادر التحالف ستنسحب في قضاء جزين، هذا فضلاً عن دور «حزب الكتائب» والفاعليات والبيوتات السياسية، التي لها وضعها، وتحديداً في الاستحقاق البلدي.
ويبرز هذا في المناطق ذات الغالبية المسيحية، فيما يبرز دور حركة «أمل» و«حزب الله» في البلدات ذات الغالبية الشيعية.
فشل التزكية النيابية
لم تثمر الاتصالات عن فوز مرشح بالتزكية للمقعد النيابي الماروني الثاني الشاغر في قضاء جزين، خلفاً للنائب الراحل ميشال الحلو والذي رشح «التيار الوطني الحر» أمل أبو زيد، مع الإعلان عن تحديد موعد لإجراء الانتخابات الفرعية، تزامناً مع الانتخابات البلدية والاختيارية لأسباب عدّة:
– أن البعض لا يريد تكريس أبو زيد نائباً بعد انتهاء ولاية المجلس النيابي العتيد.
– التركيز على أن المقعد الذي شغر هو لنائب من مدينة جزين وليس خارجها، وبالتالي يجب أن يتم اختيار مرشح من عائلة الراحل أو من المدينة، علماً بأنه كان نائباً عن تيار سياسي.
– أن عدم تزكية القوى الأخرى لمرشح التيار الذي فقد نائباً من أعضائه، خروج عن المبدأ المتعارف عليه في منطقة جزين، والذي جرى سابقاُ عند وفاة النائب رشاد عازار، فانتخب شقيقه إبراهيم (جد المرشح إبراهيم عازار) نائباً بالتزكية ليخلفه.
– هناك من يريد توجيه رسائل إلى من يعنيهم الأمر بأنه موجود في الميدان، ولن يتخلّى عن حقه وطموحاته، أو من يريد صرف ذلك في مكان آخر.
– عدم التوصّل إلى تشكيل لائحة توافقية في الانتخابات البلدية في مدينة جزين، أدّى أيضاً إلى ترشيحات نيابية.
وجاء إعلان «تيار الوطني الحر» لترشيح أبو زيد ليحسم الأمر بأنه المرشح الرسمي الوحيد للتيار عن المقعد النيابي، وإعلان «القوات اللبنانية» تأييد دعم ترشيحه ليؤكد على التحالف بين القوتين الرئيسيتين المسيحيتين، كما إعلان «حزب كتائب» تأييده ترشيح أبو زيد، انطلاقاً من تأكيده على التوافق المسيحي.
بينما ترشّح إبراهيم عازار ليؤكد استمرار العمل السياسي لعائلة عازار، والدور الذي اضطلع به والده النائب السابق سمير عازار، وجدّه النائب الراحل إبراهيم عازار، وهو مدعوم من عدّة عائلات جزينية.
فيما ترشّح العميد المتقاعد صلاح جبران قائد الدرك الأسبق (من مزرعة المطحنة)، مدعوماً من الأصدقاء، وهو الذي امتاز بتقديم خدمات متعدّدة لأبناء القضاء كما غيره.
أما ترشّح باتريك رزق الله، المفصول من «التيار الوطني»، فجاء بدعم عدد من «مناصري التيار» المغتربين المعترضين على خطوات رئيسه الوزير جبران باسيل.
الصوت الشيعي
أما الصوت الشيعي في قضاء جزين فيتوزع على محورين:
– المنضوي ضمن حركة «أمل» والمؤيّد للرئيس نبيه بري، والذي كان قد صبّ أصواته في الانتخابات النيابية السابقة لصالح النائب السابق سمير عازار الذي نال 85% من أصوات المقترعين الشيعة، ما يشير إلى أن بينها نسبة من مقترعين مؤيّدين أيضاً لـ «حزب الله».
– المنضوي صمن «حزب الله» والداعم للمقاومة، وهم الذين صوّتوا في الانتخابات النيابية السابقة إلى مرشّح «التيار الوطني» النائب زياد الأسود بنسبة 52% من أصواتهم، فيما اقتصرت نسبة الأصوات الأخرى التي نالها النائب ميشال الحلو على 13%.
لكن في هذا الاستحقاق، فإن الرئيس بري لم يعلن دعم أي من المرشحين، ولن يقود معركة نيابية في قضاء جزين طالما أنها فرعية، وإن كان يميل إلى صديقه عازار، لكن خط العلاقة مع أبو زيد ليس مقطوعاً.
وهناك نقطة هامة، وهي أن أبو زيد (هو ابن مليخ في جبل الريحان) – أي المنطقة التي تعتبر الثقل الشيعي الرئيسي في منطقة جزين، والتي تبلغ حوالى 10 آلاف صوت، يمكن أن يقترع منهم حوالى 6 آلاف، وتربطه علاقات منذ الطفولة مع أبناء: مليخ، اللويزة، سجد، الريحان، عرمتى، العيشية وكفرحونة، ويعتبرونه ابن منطقتهم ومرشّحهم، وبالتالي سيكونون أكثر انحيازاً له، وهذا ما كرّسه على مدى السنوات السابقة من علاقته بهم، كما أبناء الجنوب والمناطق التي نسج معها علاقات على صعيد الوطن وخارجه.
ويبدو أن المعركة ستتركز بشأن الانتخابات النيابية في جزين على من سينال أعلى الأصوات في المدينة في رسالة تحمل أكثر من دلالة، إلى من يعنيهم الأمر، خاصة أن عازار هو المرشح الوحيد من داخل البلدة.
وإذا كانت أصوات «التيار الوطني الحر» قد صبّت في الانتخابات النيابية السابقة لصالح مرشحيه الحلو والأسود، فإن أصوات «القوات اللبنانية» أيضاً ستصبُّ في هذه المرة إلى صالح أبو زيد كما حزب الكتائب، بينما باقي الفاعليات بعضها قد يدعم عازار تأييداً له أو لتشكيل كتلة مسيحية ضاغطة داخل مدينة جزين، من بين أصوات الناخبين البالغة (8412) قد يقترع منهم حوالى (4000).
الانتخابات البلدية والاختيارية
تستعد بلدية جزين – عين مجدلين لاستحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية أيضاً في 22 أيار المقبل لانتخاب 18 عضواً بلدياً (16 جزين و2 عين مجدلين)، و8 مخاتير (6 جزين و2 عين مجدلين) حيث ترشّح للتنافس على المقاعد البلدية (54 عضواً).
وكانت تجرى اتصالات لتشكيل لائحة توافقية بمشاركة جميع القوى والأطراف في المدينة، لكن دخلت «الشياطين» على الخط، وغلّب البعض الحسابات الشخصية والخاصة على مصلحة المدينة وتشكيل فريق عمل متجانس، ومحاولة تحقيق «محاصصة» وهو ما رفضه رئيس «إتحاد بلديات منطقة جزين» والرئيس المنقذ لبلدية جزين خليل حرفوش، بتركيزه على أن يكون هناك فريق عمل متجانس يساهم بتنفيذ مشاريع في المدينة تنعكس إيجاباً على «عروس الشلال» وتجعلها نموذجاً، كما موقعها الجغرافي نقطة تلاقي بين مختلف بلدات جزين وأقضية: صيدا، النبطية، البقاع والشوف.
ومع كل حل «عقدة» كانت تبرز أخرى تحتاج إلى جهود مضاعفة في سبيل حلحلتها، ومنها داخل الإطار الواحد.
وفي ضوء قرار «التيار الوطني الحر» بدعم ترشيح حرفوش لرئاسة البلدية، فإنه عمل على تشكيل فريق عمل منطلق من احتمالات وإمكانيات التحالف مع «القوات اللبنانية» والوزير والنائب السابق إدمون رزق و«حزب الكتائب» وفاعليات وعائلات جزينية لتمثيل شرائح ونخب، وفي ذات الوقت عائلية أيضاً.
وفي نهاية الأسبوع برزت عقبة بشأن تمثيل «القوات اللبنانية» في جزين التي حسمتها قيادة معراب، بالتأكيد على استمرار التوافق، وأن تتمثل بنائب للرئيس تردّد اسم سامر عون لشغره، مع 3 أعضاء للمجلس البلدي.
كما سيتمثل الوزير والنائب السابق إدمون رزق بعضوين ومختار، و«حزب الكتائب» بمختار.
أما اللائحة الثانية التي يجري تشكيلها وهي مدعومة من النائب السابق سمير عازار ورجل الأعمال فوزي الأسمر، وعدد من فاعليات البلدة، فإنهم توافقوا على تشكيل لائحة سيتولّى رئاستها مداورة يوسف رحال والعميد المتقاعد نادر أبو نادر.
وبقي الدكتور كميل سرحال الذي لم يحسم خياراته بعد كيف سيكون تصويته ولمَن.
وكذلك عائلة الحلو، وهي من العائلات الرئيسية في البلدة، وحاولت تشكيل لائحة أو نواة لائحة تغري في جزين، في ضوء محاولة ترشيح الرئيس السابق لبلدية جزين وليد الحلو لرئاستها، وهو الذي خرج من البلدية على خلاف حاد مع «التيار الوطني».
لكن لم تثمر محاولات شقيقه غازي الحلو، المقرّب من النائب ميشال عون تسوية الأمور مع الرابية.
ولكن مصادر جزينية تشير إلى أن غازي لن يضحّي بعلاقته بالجنرال عون مقابل تشكيل نواة لائحة في جزين، مع تريّث بانتظار لمن ستصوّت العائلة وحلفاؤها، والتي لم تعوّض لا في النيابة التي فقدتها برحيل ابنها النائب ميشال الحلو، ولا برئاسة البلدية التي فقدتها أيضاً بالإصرار على تنفيذ الاتفاق السابق برفض محاولة الحلو الاستمرار برئاسة البلدية بعدما أمضى فيها الثلاث السنوات الأولى.
حرفوش: سنحوّل جزين لمدينة نموذجية
يبدو جليّاً في جزين البصمات التي حققتها البلدية في عهد رئيسها خليل حرفوش، والذي أكد على «أن البلدية هي للجميع، لأن جزين تضم عائلات سياسية كبيرة وكثيرة، وفيها نسيج لبناني مميّز، وكنا نسعى إلى التوافق مع الجميع، لكن لن ننجح وإذا فزنا في الانتخابات سنعتبر المرحلة التي سبقتها خلفنا، وسنمحي آثار الانتخابات، ونعود لمد اليد إلى الجميع في سبيل المصلحة العامة، وبالتالي إنماء مدينة جزين وتحويلها إلى مدينة نموذجبة».
وشدّد على أهمية «رص الصفوف والمشاركة في حق الاقتراع الذي نأمل أن يتخطى 55%، ولدينا مهام عديدة ومشاريع متعددة في العمل البلدي في البلدية، وأيضاً في الاتحاد، ومنها مشاريع استراتيجية ترتكز على رؤية بعيدة الأمل، وقد استطعنا إنجاز الكثير منها، وسنواصل تنفيذ جملة من المشاريع في المرحلة المقبلة – إذا ما انتخبنا لرئاسة البلدية والإتحاد، وأن نحوّل جزين إلى مدينة نموذجية على مختلف الأصعدة، ولن نميّز بين الأفرقاء السياسيين، فجميعهم سواسية أمام الإنماء وتطبيق القوانين، ويدنا ممدودة كل مواطن صالح همّه المصلحة العامة للمدينة وتاريخنا يشهد على ذلك».