منشآت الغاز الاسرائيلية أهداف استراتيجية في الحرب المقبلة
توفير الحماية لمنشآت الغاز الاسرائيلية في وجه تهديدات حزب الله يشغل تل ابيب والجيش الاسرائيلي، وسط تحذيرات من ان استهداف هذه المنشآت، من شأنه ان يسبب أضراراً استراتيجية للدولة العبرية، وهو ما دعا تل ابيب الى التزود بوسائل قتالية جديدة، آخرها صفقة مع الجانب الالماني لتزويد اسرائيل بأربع سفن حربية جديدة
ذكرت الاذاعة العبرية، امس، ان وزير الأمن الاسرائيلي موشيه يعلون، وقع ووزيرة الدفاع الالمانية أورسولا فون درلاين اتفاقية لتسليم إسرائيل أربع سفن حربية, وذلك على هامش زيارة الأخيرة لإسرائيل، بمناسبة مرور 50 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مشيرة الى ان قيمة الصفقة بلغت 430 مليون يورو، تدفع اسرائيل ثلاثة ارباع المبلغ، فيما تمول الحكومة الالمانية المبلغ الباقي، كما تعهدت احواض بناء السفن الالمانية بعقد صفقات مشتريات من اسرائيل بنحو 700 مليون شيكل (162 مليون يورو).
وذكرت القناة العاشرة العبرية نقلاً عن مصادر عسكرية اسرائيلية ان السفن الحربية الجديدة، التي باتت من الآن تسمى ساعر (6)، تعد قفزة كبيرة جداً لسلاح البحرية الاسرائيلي، اذ انها قادرة على العمل في مديات بعيدة لحماية حقول الغاز، وسيجري تزويدها بمروحية كبيرة ومنظومة مضادة للصواريخ، وبرادار هو الاضخم والافضل لدى التكنولوجيا الاسرائيلية، اضافة الى انها ستتزود بمنظومات هجومية تحولها الى جزء مهم من المعارك والحروب المقبلة لاسرائيل.
وكان حزب الله وإمكاناته العسكرية موجوداً الى جانب صفقة السفن الالمانية في التقارير العبرية امس. فأشارت القناة العاشرة الى ان (الامين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله سبق أن هدد اسرائيل بأنه قادر على استهداف المنشآت الغازية في عرض المتوسط، وانه ينظر اليها كأهداف استراتيجية مشروعة في الحرب المقبلة، مشيرة الى ان «بإمكان هذه السفن ان تشكل سوراً واقياً لتوفير الحماية لمنابع نصف الطاقة الكهربائية في اسرائيل».
وأكد تقرير القناة الاولى حول صفقة السفن ان قرار ابتياعها جاء على خلفية تأمين الحماية ازاء تهديدات حزب الله، الا ان اولى هذه السفن لن تصل الى اسرائيل قبل خمس سنوات، ما يعني ان على السفن الموجودة حالياً في الخدمة، من طراز ساعر (5)، توفير الحماية لمنشآت الغاز في عرض المتوسط في حال اندلاع المواجهة مع حزب الله، الذي يعلن طوال الوقت ان لديه النية والقدرة على استهدافها.
في حال نشوب حرب ستكون الطائرات الاسرائيلية عرضة للاستهداف
وأضافت القناة ان خطر حزب الله لا يقتصر فقط على الجانب البحري والبري، بل أيضاً على سلاح الجو، و»في حال نشوب حرب لبنان الثالثة، ستكون الطائرات الحربية الاسرائيلية عرضة للاستهداف وفي حالة من الخطر الفعلي، وذلك بعد ان طور حزب الله قدراته بصورة ملحوظة جداً في مجال الدفاع الجوي، وليس خافياً ان في نيته اسقاط طائرات اسرائيلية خلال الحرب المقبلة».
وذكر موقع صحيفة «يديعوت احرونوت» ان عملية تزويد السفن الجديدة بأسلحة اسرائيلية ستستغرق على الاقل عاماً واحداً، اضافة الى السنوات الخمس في احواض التصنيع الالمانية، الأمر الذي يعني ان اولى هذه السفن لن تكون عملياتية الا بعد ست سنوات. واشار الموقع الى ان طول كل سفينة حربية من السفن الاربع يبلغ 90 متراً وتزن نحو الفي طن، وبعد تجهيزها من قبل البحرية الاسرائيلية، ستحمل انظمة ووسائل قتالية متطورة جداً، تتيح لها تنفيذ عمليات حربية من مسافات تصل الى مئات الكيلومترات بعيداً عن السواحل الاسرائيلية، كذلك ستزود بأنظمة تعقب الصواريخ واعتراضها، من نوع «باراك 8».
وذكر الموقع ان المانيا زودت اسرائيل بعدد كبير من السفن والغواصات على امتداد الاعوام الماضية، ضمن سلسلة من الصفقات ومعظمها بتمويل جزئي من قبل برلين، ضمن التزام المانيا «الخاص» لإسرائيل بدفع تعويضات عن «المحرقة» النازية بحق اليهود في اوروبا.
وقالت وزيرة الدفاع الالمانية رداً على اسئلة الصحفيين في اعقاب لقائها يعلون امس، ان «إسرائيل هي أعظم صديق لنا في الشرق الأوسط، ولدينا العشرات من المشاريع المشتركة، كذلك ليس هناك اي بلد في العالم لديه علاقات امنية مميزة مع المانيا كما هي الحال مع اسرائيل، وتحديداً لجهة التعاون الأمني بين الجيشين»، مضيفة ان «المانيا تعمل على تعزيز الوضع الامني في المنطقة، ونسعى من خلال قوات اليونيفيل إلى منع إدخال سلاح الى لبنان، اذ اننا نهتم بأمن اسرائيل وهو ماثل امام اعيننا».