قمة روحية الأسبوع المقبل في بكركي
4 سنوات على بطريركية الراعي: الرئاسة أولوية مطلقة
في مثل هذا اليوم من السنة الماضية، تزامن بدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد مع اكمال البطريرك الماروني بشارة الراعي سنته الثالثة في السدة البطريركية. في ذلك اليوم، قال «السابع والسبعون»: لنكن يداً واحدة في إخراج الوطن من الظلمة ووضعه على خط «ربيع عربي» حقيقي. إلى اليوم، وبعد إكماله سنته البطريركية الرابعة، لم يحل الربيع الرئاسي بعد. وكلمة الراعي امس تصلح لليوم ولكل يوم.. إلى حين ملء الشغور في قصر بعبدا.
ينظر الراعي إلى السنوات الاربع، فيرى محطات كثيرة في شريط لن يتوقف. جمع الاقطاب الموارنة في وقت خيالي ما ان تم تنصيبه. ومذذاك يتواصل معهم باستمرار ومن خلف الاعلام اكثر من امامه. ومذذاك ايضا، يقرأ في الصحف أخبارا عنه ويبتسم. وبعد الابتسامة يصوّب المعلومات: أي لقاء أسعى اليه لجمع الاقطاب الاربعة مجددا ليس بالامر المستحيل، ولكنني قلت مرارا انني ضد اللقاءات الفاشلة، بمعنى انني لن اسير بلقاءات لا تتوج بالحلول المنشودة. فاللقاءات بنتائجها الملموسة. ومن هذا المنطلق، ينظر البطريرك بعين الرضى الى كل خطوط الحوار الحاصلة، سواء بين «المستقبل» و«حزب الله» أو بين الرابية ومعراب. لا بل انه يطالب المتحاورين بـ «الاسراع في الاعلان عن الثمار».
عندما اجتمع الاقطاب الموارنة تحت عباءة البطريرك الجديد عام 2012 قال لهم بالحرف: «لن اخاطبكم في الاعلام، فأبواب بكركي مفتوحة دائماً وآمل أن تكون أيضا في ما بينكم». يسجل متابعون هذا الموقف الجريء للبطريرك الراعي. يقولون: «ربما البطريرك السابق كان يخاف من نتائج سلبية لاي اجتماعات مسيحية ولذلك لم يكن يقدم على رعايتها او الدعوة اليها». لكن «الراعي ماض في هذا المسار أيا كانت النتائج»، يقول عارفوه. في ذاك اللقاء، قال لهم ايضا ما يقوله اليوم: «أنا أحترم خلافاتكم السياسية، ولكن الطريق الى بكركي لها اتجاهات عديدة وان كانت الثوابت معروفة. المهم الا تحولوا اختلافاتكم الى خلافات من شأنها ان تضر بالمسيحيين وبالمصلحة العامة للبلاد».
خلال السنوات الاربع، نشط البطريرك داخل الكنيسة حيث سار بثبات في «مأسسة» البطريركية. ومن قلب الكنيسة إلى داخل الوطن. وفي الوطن الصغير فراغ كبير. ملأ هذا الفراغ القسم الاكبر من اهتمامات البطريرك في السنة الاخيرة.
في آخر نداء وجهه الاسبوع الماضي، خاطب الضمائر في اطار مناشدته بصائر اهل السياسة. يقول عارفوه ان «مساعيه لم ولن تتوقف لا داخليا ولا خارجيا من اجل اقفال هذا الملف، ومن اجل حث النواب على التوجه الى البرلمان وممارسة حقهم الديمقراطي». ومن منطلق كونها «أمّ الصبي»، ستتواصل المساعي البطريركية في هذا الموضوع مع الفاتيكان وفرنسا وايران والسعودية… وكل من من شأنه ان يكون له تأثير على المعنيين بملء الشغور الرئاسي.
ليس بالامر الجديد ان يعقد البطريرك لقاءات مع سفراء الدول ويوظف المناسبة لمصلحة لبنان. هذا ما يعتزم فعله قريبا بالاضافة الى دعوته الى عقد قمة روحية في بكركي مطلع الاسبوع المقبل، اي بعد نحو نصف عام على القمة الاخيرة في ايلول 2014.
في مسيرته، لن يتخلى الراعي، وهو العضو في اعلى محكمة في الكنيسة الكاثوليكية اي «محكمة التوقيع الرسولي»، عن «اسلحته»، وهي كثيرة وأبرزها اثنان: القانون الكنسي الذي يفرض عليه زيارة الابرشيات كل 5 سنوات، وضميره الوطني الذي يملي عليه عدم توفير اي وسيلة لاعادة الحياة الى القصر الجمهوري. وذلك، على ما يؤكد عارفوه، وفق خطوات تصاعدية قد تصل في النهاية الى تحريك المجتمع المدني.