IMLebanon

48 ساعة.. هل تندلع الحرب؟!  

 

لا ثقة بالمجتمع الدولي الذي يقف متفرّجاً مرّة تلو الأخرى أمام مشهد الموت الجماعي في سوريا باستخدام الأسلحة الكيميائية والغازات السامّة، ولا ثقة بأميركا ولا بأوروبا، ولا بالعرب بالتأكيد!!

 

ربّما نستطيع أن نتكّل على جنون الرئيس الأميركي دونالد ترامب هذه المرّة، بل نتمنّى أن يترجم تهديداته لنظام المجرم بشار الأسد الذي وصفه بـ»الحيوان»،  علّنا نستيقظ أو ننام في الساعات الـ 48 المقبلة على أخبار قصف الجحر الذي يختبىء فيه هذا المجرم أو قصره الرئاسي وطائراته الإرهابيّة، لا نريد أن يُضحك على الشعب السوري وعلينا وعلى العالم مجدداً بقصف بضعة صواريخ كروز على مطار كـ»الشعيرات» بعد إنذار القوات الروسيّة مسبقاً بالقصف، ثمة مدمرة تقف في عرض البحر أمام قبرص ومحمّلة بـ 60 صاروخ كروز، حسناً.. هكذا تمثيليّات فارغة لم تعد تنطلي على أحد!

منذ العام 2013 والعالم يشاهد المجازر التي ترتكب بحق الشعب السوري، كم مرّة قصف بشار الأسد الغوطتين الشرقية والغربيّة وجوبر وترما وزملكا وخان شيخون وخان العسل وحمص وسراقب وكفرزيتا بغاز السارين وغاز الكلورين، كم مجزرة علينا أن نعدّ؟ كم قرار صدر عن الأمم المتحدة متعلّق باستخدام الغازات السامّة ضد المدنيين السوريين، وآخرها البيان رقم 2209 الذي يدين استخدام غاز الكلورين في سوريا، وهدد باستخدام إجراءات تحت الفصل السابع إذا استمر استخدام غاز الكلورين، نهاية الأسبوع الماضي تم استخدام غاز الكلورين مجدّداً فأيّ فصل سابع سيتمّ تطبيقه بحق بشّار ونظامه وحماته مثلّث الشرّ الجديد التركي ـ الروسي ـ الإيراني؟!

دونالد ترامب يهدّد بشار الجزار بأنّ دمشق «ستدفع ثمنا باهظاً نظير هذا الهجوم»، أمّا فلاديمير بوتين فيحذّر من أي «استفزازات وتكهنات بشأن الهجوم الكيميائي المفترض في سوريا»، فيما سارع النظام المجرم إلى الدعوة لزيارة دوما والتأكد من عدم استخدامه الغاز السام، مع معرفة النظام طبعاً بأنّ هذه الغازات تتبخّر بعد ساعات على استخدمها، وما بين هذه جميعها فاجأ الطيران الإسرائيلي الجميع بقصفه الذي نفذّه على مطار الـ»T4» مستهدفاً الحرس الثوري الإيراني.. المنطقة تغلي وللمناسبة ما لم يوضع حدّ لهذا السلوك الإجرامي السوري الإيراني الروسي، وإن بقيت دول العالم تكتفي بمجرّد الفرجة فإنّ دور الجميع آتٍ لا محالة، الدول الإرهابيّة تخيف العالم بقدرتها على زعزعة أمنه إلا أنّ هذا العالم ينطبق عليه المثل المصري الشعبيّ «سكتنالو.. دخل بحمارو»!

إعلان دونالد ترامب بأنّه «سنتخذ سريعا جداً قراراً بشأن سوريا ربما بنهاية اليوم»، نحن ننتظر لنشاهد، ومن المؤسف مسبقاً أنّ ما قد نشاهده لن يكون كافياً، خصوصاً مع التصريحات العربيّة المؤسفة التي سمعناها بأنّ «الأسد باقٍ»! بعد كلّ الدماء التي دفعها الشعب السوري وكلّ المليارات الخليجية التي دفعت لروسيا وبوتين رشوة ثمن صفقات سلاح علّها تعدّل قليلاً في مأساة الشعب السوري لم يستطع العرب أن يغيّروا حرفاً في مصير سوريا، وهذا أمرٌ وحده يمثّل مأساة عربيّة كبرى!

كلّ حديث جديد عن ضرورة إجراء تحقيق في استخدام عاز الكلورين في دوما، هو مهزلة حقيقيّة، عشرات التحقيقات أجرتها الأمم المتحدة حتى اليوم لن تكن كافية لمنع بشار الأسد من تكرار استخدامه للغازات السامّة، وكلّ حديث عن دعوة عاجلة لمجلس الأمن بشأن مجزرة دوما هي أيضاً مهزلة، هذا السيناريو تمّ تمثيله على دول العالم مئات المرّات ونتيجتها معروفة «فيتو روسي»!!

لا أحد يعرف إلى أين ستذهب المنطقة، وما هو حجم الضربة المترقبة، ولا حتى الدول التي قد تشارك فيها مع أميركا، ولكن ثمّة قناعة شبه جامعة بأنّ الحلّ الأمثل هو في أن يذوق بشّار الأسد وحلفاؤه ما أذاقه لشعبه وبمنتهى البساطة.