يُتَرجِمُ يومَ الحَشْرِ… رابعُ آبِ
ومرفأُ بيروت… صريعُ رُهابِ
أطاحَ انْفجارٌ فيهِ، بالعَقْلِ، قائلاً
خرائبُ عزرائيلَ بعضُ خَرابي
فَقَتلَى مئاتٌ… قَدّسَ اللهُ سِرَّهُمْ
وجرَحى أُلوفٌ عُفِّروا بتُرابِ…
بيوتٌ تَداعَتْ فوقَ تاجِ رؤوسِها
وفي كُلِّ رأسٍ ناحَ وَجهُ غُرابِ
وقد كانَ شلّالُ الدماءِ مُطَعَّماً
بقهرٍ خُرافيٍّ… ونَهْرِ عَذابِ
تَحَوَّلَ وَهْمُ الحربِ أَجْلَى حقيقةٍ
وغابتْ بلادٌ تحتَ نَحْتِ سَرابِ
وضاقَ على الحُرِّ التّنَفُّسُ بعدما
رأى أهْلَهُ… كالشّارِدِينَ بِغابِ
رجالٌ .. نساءٌ .. في الشوارعِ هُشَّمَاً
وصَرْخاتُ أطفالٍ .. ونَحْرُ شَبَابِ
فلا زَلْزلاتُ الأرضِ كانت كمِثْلِهِ
ولا صاعقُ الطوفانِ تحتَ سَحابِ!
حِسابٌ سَماويٌّ يُذَكِّرُ أنّنا
نميلُ إلى تأجيلِ أيِّ حِسابِ؟
أم انّ عِقاباً لا يُلِمُّ بقاتلٍ
يحَفّزُهُ هُزْءَاً بِكُلِّ عِقابِ ؟
وما أعلَنتْ بيروتُ يوماً سقوطَها
ولا انْتَكَسَتْ راياتُها بِقِبابِ
لكنّ يومَ المرفأِ.. انْهارَ جِلْدُها
ونامتْ على الطُّرْقاتِ دون ثيابِ
كأنيّ قدِ اسْتَمْتَعْتُ في الوصفِ، فاعذُروا
بكائي، ولُفُّوا ثَورَتي بِحجابِ !
هَوى جَبَلُ الأسرارِ ينشُرُ رُعْبَهُ
فكيف ؟ وماذا؟.. من لهُ بِجوابِ؟
تصاريحُ مِنْ فوقِ السطوحِ وتَحتِها
ورقصٌ على الموتى يَشي بِكِذَابِ
سيَعبُرُ هذا الفصلُ من دَمِنا سُدىً
فلا تكتبوا .. أو تَقرأوا بِكِتابي !
أنا حُلُمي بالعَدْلِ في بلَدي انتهى
كبابٍ يُخَبّي ألفَ قبضةِ بابِ
لِأنّا جَماعاتٌ إلى الخوفِ ننتمي
وعن بعضِنا نَرْوي… حَديثَ ذئابِ
ونَخْطُو بِكَهْفٍ غارقٍ في رَمادِهِ
وما بينَنا دَارٍ بِدَرْبِ إِيابِ؟!
تَساوَى لدينا العِلْمُ والجَهْلُ آبِداً
وفي يَدِنا البَلْهَاءِ… عُوْدُ ثِقابِ !