العودة الى التصعيد والشارع حتمية… اذا استمرت المماطلة وغيّبت الحقيقة
مع الدخول في مرحلة العد العكسي للأيام القليلة المتبقية عن موعد الذكرى الأولى لانفجار ٤ آب المروع الذي دمّر العاصمة بيروت وأوقع مئات الضحايا وآلاف الجرحى، تتسارع الإتصالات والضغوط لتشكيل الحكومة في مسعى واضح ومقصود من قبل الطبقة السياسية لمحاصرة تداعيات ٤ آب المقبل وتطويق ما قد ينتج من تفاعلات في الشارع، الذي يتهيب المناسبة لاطلاق صرخة وجع ضد الظلم ورفع الصوت للمطالبة بكشف الحقيقة.
فالأنظار متجهة الى الذكرى الأولى للانفجار، في ظل توقعات من ان ينفجر الوضع، ومخاوف من ان يشكل انطلاقة لمرحلة جديدة وعودة الحراك بقوة وبشكل واسع الى الشارع، اذ تشير المعطيات الى ان ما بعد يوم الأربعاء سيكون مختلفا عن كل الأيام التي سبقته بتصعيد ومعاودة التحركات الشعبية، وعلى صعيد مواصلة الضغوط على السلطة المقصرة في التعاطي مع جريمة المرفأ، والتي يتهرّب نوابها ومسؤوليها من المثول امام المحقق العدلي برمي الكرة في ملعب الحصانات.
ولمواجهة أي تداعيات، أكدت مصادر أمنية، ان الأجهزة وضعت في حالة جهوزية منذ فترة لمواكبة المسيرات والتجمعات استعدادا ليوم الأربعاء المتوقع ان يكون حاشدا، اما مجلس الوزراء فأصدر مذكرة ادارية لجعل يوم الانفجار يوم حدادا وطنيا، تنكّس فيه الاعلام، وتتوقف الادارات الرسمية والعامة عن العمل، فيما تقام في المناسبة صلاة وقداس الهي ومسيرات تضامنية تنطلق من محاور عدة في العاصمة، ويبدو واضحا ان العمل ينقسم بين عدد من المجموعات تعمل مع بعضها لاعادة رسم وتكوين مشهد الانفجار باستثناء مجموعة ذوي الضحايا الذين سيتوجهون الى حرم المرفأ ويقتصر تحركهم على الصلاة فقط .
وزير الداخلية أحمد فهمي ليس متخوفا من حدوث مشاكل في هذا الموعد، على حد تعبيره «لا شيء سيحصل بناء على المعلومات»، ومن جهة المشرفين على التحضيرات، فان الأولوية هي لإيصال رسالة الى المعنيين في الداخل والخارج ، عنوانها المطالبة بالحقيقة وترجمتها «لن ننسى وسنتابع القضية حتى آخر نفس» .
٤ آب، من دون شك محطة مؤلمة، لكن الأيام التي مضت على اهل الضحايا لم تكن أقل قسوة ووجعا، فكل يوم يمر لأهل الشهداء والمصابين يشبه يوم ٤ آب ، وهؤلاء كل يوم في رحلة البحث عن الحقيقة، وفي مواجهة السيناريوهات السياسية التي تحاك للمماطلة في موضوع التحقيق تحت عنوان عريضة نيابية ورفع حصانة نيابية وغيرها، للتهرب من المحقق العدلي.
وتؤكد مصادر اهل الضحايا ان يوم ٤ آب مخصص لاستذكار الفاجعة واستعادة المشهد المؤلم ومن اجل الصلاة ، وتضيف المصادر ان ما يحكى عن مخاوف من فلتان أمني وما شابه ليس واقعيا ، فبالنسبة الى أهل الضحايا «يوم الانفجار للصلاة على أرواح الذين سقطوا فقط، ولن يكون هناك قطع واقفال طرق او شغب، وان اللجوء الى الشارع مطروح في وقت لاحق اذا لم نحصّل حقوق ضحايا الانفجار».
اشارة، الى ان البطريرك مار بشارة الراعي يترأس القداس الالهي، اضافة الى مشاركة رؤساء روحيين من طوائف اسلامية ، بالنسبة الى ذوي الضحايا «لن يكون هناك كلام سياسي، وهناك حرص على الابتعاد عن الخطابات السياسية الرنانة والتركيز على مطلب العدالة، العودة الى الشارع لن تكون محددة في موعد الرابع من آب، فكل يوم هناك الرابع من آب والنزول الى الشارع سيكون حتميا اذا لم تكشف الحقيقة».