Site icon IMLebanon

5 محافظين جدد.. و«معبر» للطفيل إلى الدولة

حِراك ديبلوماسي لـ «لبننة» الاستحقاق.. وعسيري في بيروت
5 محافظين جدد.. و«معبر» للطفيل إلى الدولة

                              

في شريط ماراثوني حافل بالمواقف السياسية والتحركات الديبلوماسية والإنجازات الحكومية، برزت أمس جلسة منتجة لمجلس الوزراء أقرت تعيين 5 محافظين جدد طال انتظار تعيينهم في بيروت والشمال وعكار وبعلبك الهرمل وجبل لبنان، وذلك في إنجاز جديد يضاف إلى سجل إنجازات حكومة «المصلحة الوطنية» لا سيما وأنّها المرة الأولى التي تقَرّ سلة تعيينات لخمسة محافظين دفعة واحدة، ولأول مرة في تاريخ لبنان يُصار إلى تعيين محافظيْن لكل من عكار وبعلبك الهرمل، فضلاً عن إقرار مبلغ 24 مليون دولار لشق طريق يصل بلدة الطفيل بالأراضي اللبنانية. وفي الغضون لفت الانتباه خلال الساعات الأخيرة حراك ديبلوماسي نشط على الساحة الداخلية بلغ أوجه مع عودة السفير السعودي علي عواض عسيري ربطاً بضمانات «الخطة الأمنية» التي باشرت الحكومة تنفيذها و«انطلاقاً من حرص خادم الحرمين الشريفين» على استئناف مهامه في لبنان، حسبما أوضح عسيري الذي شدد إثر عودته على أنّ الاستحقاق الرئاسي يجب أن يتم بناءً على «خيار لبناني لبناني» يتيح تجنّب الفراغ.

وبينما أعرب وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل عن ارتياحه لقرار السفير السعودي قائلاً لـ«المستقبل»: «نحن نرحب بعودة السفير عسيري ونعتبر أنّ مكانه الطبيعي هو أن يكون في لبنان، إذ إنّ وجوده يساعد على لعب دور إيجابي في الحفاظ على الاستقرار»، شددت مصادر ديبلوماسية لـ«المستقبل» على أهمية هذه الخطوة باعتبارها تبعث مؤشرات اطمئنان وثقة على غير صعيد سياسي وأمني في البلد، لافتةً إلى أنّ المملكة العربية السعودية وإن كانت غير معنية بإبداء أي تدخل في الشأن الداخلي اللبناني لا سيما في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي، إلا أنّ مجرد عودة سفيرها بعد أشهر من الغياب سينعكس إيجاباً على أجواء هذا الاستحقاق عبر تعزيز المناخات التوافقية التي لطالما كانت المملكة تحث على تكريسها حيال كل الاستحقاقات اللبنانية.

وعلى خط موازٍ لفتت إحاطة أميركية وأوروبية لمساعي «لببنة» الاستحقاق الرئاسي وإنجازه في مواعيده الدستورية وفق ما عبّر كل من السفير الأميركي ديفيد هيل وسفيرة الاتحاد الأوروبي أنجيلينا ايخهورست. وأكدت مصادر رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد استقباله السفير الأميركي في عين التينة لـ«المستقبل» أنّ الحراك الديبلوماسي الدائر في فلك الاستحقاق الرئاسي يندرج في إطار «التأكيد والتحفيز على الدور اللبناني في هذا الاستحقاق»، ولفتت في معرض إشارتها إلى تعويل رئيس المجلس على مروحة الاستشارات التي أطلقها مع القيادات السياسية إلى أنّ «مشاورات الأربعاء» الفائت على هامش جلسة الانتخاب التي لم يُكتب لها الانعقاد أطلقت مرحلة تفعيل وتكثيف الجهود في سبيل «لبننة» الاستحقاق بغية ضمان إنجازه في مواعيده الدستورية بعيداً عن أي تدخلات خارجية. في وقت كان لرئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة تصريح متقاطع أمس أكد فيه أنّ «هناك جهوداً تُبذل على أكثر من صعيد» على أمل في «أن يحظى اللبنانيون بفرصة انتخاب رئيس خلال الفترة الدستورية، وأن تتقدم هذه الجهود وألا نصل إلى 25 أيار من دون أن يكون للبنان رئيس جديد».

مجلس الوزراء

إذاّ، وفي ما بدا «يوم وزارة الداخلية» بامتياز في مجلس الوزراء، أقر المجلس خلال الجلسة التي عُقدت في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية تعيين 5 محافظين هم: زياد شبيب لبيروت، رمزي نهرا للشمال، بشير خضر لبعلبك الهرمل، عماد لبكي لعكار وفؤاد فليفل لجبل لبنان، مع قبول المجلس استقالة المحافظ ناصيف قالوش. في حين كشف وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق لـ»المستقبل» أنّ «مجلس الوزراء سيبحث الأسبوع المقبل في تعيين مدراء عامين من ضمن الآلية المتبعة في وزارات العدل والعمل والاقتصاد، بالإضافة إلى مدير عام الجمارك ومدير عام موظفي التعاونيات»، وقد أفاد وزير العدل أشرف ريفي المستقبل» أنّ السيدة ميسم النويري هي المرشح الأبرز لتولي مديرية وزارته.

كذلك أنتجت جلسة الأمس الموافقة على تطويع 2500 عنصر في قوى الأمن الداخلي و500 مفتش وعنصر في الأمن العام، والموافقة على مشروع قانون برنامج بقيمة 24 مليون دولار لفتح طريق بلدة الطفيل من الجانب اللبناني، وتخصيص مبلغ 58 مليون دولار لتحسين شبكة الطرق عند منطقة جل الديب وتكليف لجنة وزارية برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء سمير مقبل وعضوية الوزراء سجعان قزي والياس بو صعب وغازي زعيتر وأرتور نظريان مع مجلس الإنماء والإعمار بغية تقديم الاقتراحات اللازمة في هذا الملف. كما علمت «المستقبل» أنّ مجلس الوزراء أقر أمس «سور» مطار رفيق الحريري الدولي.

سليمان

في المواقف، جدد رئيس الجمهورية ميشال سليمان المطالبة بـ«رئيس صناعة لبنانية»، مشدداً في هذا السياق على «رفض تدخل الدول في مسألة اختيار» الرئيس العتيد. وأشار إلى أنّ «بعض الدول يساعد على تشجيع اللبنانيين لتنفيذ الاستحقاق في موعده»، مع إشارته إلى أنّ «تعطيل النصاب» في جلسات الانتخاب هو «عمل نقيض للديموقراطية».

سليمان، وفي كلمة ألقاها خلال استقباله وفد السفراء والقناصل اللبنانيين المعتمدين في الخارج والمشاركين في فاعليات مؤتمر «الديبلوماسية الفاعلة»، رأى أنه «بعد إقامة العلاقات الديبلوماسية مع سوريا، يجب استكمال إعادة النظر في الاتفاقات المعقودة معها»، وقال: «الطائف ينص على علاقات متميزة معها، ولكن هذه العلاقات المميزة هي مع كل السوريين وليست مع جزء من الشعب السوري»، مشدداً في الوقت عينه على وجوب «إعادة النظر في الاتفاقات التي أبرمت قبل التبادل الديبلوماسي، لأنه بات هناك تعارض بين دور السفير والأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري، بالإضافة إلى أمور أخرى».

وفي ملف السلاح الخارج عن إطار الدولة، ذكّر سليمان بمندرجات قرار مجلس الأمن الدولي 1701 الذي أقر نزع هذا السلاح، مؤكداً في هذا الإطار على ضرورة إقرار استراتيجية دفاع وطني في هيئة الحوار وكذلك متابعة تنفيذ مقررات الحوار التي اختصرها بالبنود التالية: «ترسيم الحدود، نزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، المحكمة الدولية، إحترام إعلان بعبدا، وإقرار الاستراتيجية الدفاعية التي تحمي لبنان».

سلام

بدوره، لفت رئيس مجلس الوزراء تمام سلام خلال استقباله السفراء اللبنانيين المشاركين في مؤتمر الديبلوماسية الاغترابية إلى نجاح الخطة الأمنية التي أقرتها حكومته وقال «تبيّن أنّ الدولة عندما تحزم أمرها وتتخذ قرارها وتوحد كلمتها لا يستطيع أحد أن يتحداها»، مشدداً على أنه «بعد استتباب الأمن كان لا بدّ أيضاً للحكومة أن تسعى إلى معالجة أمور أخرى كأزمة النزوح السوري الذي يشكل عبئاً كبيراً غير مسبوق في أي دولة في العالم»، وأشار إلى أنّ «الوضع في سوريا مأسوي ومزعج وينعكس علينا إن كان على مستوى النازحين أو على المستوى السياسي».

وعن «الاستحقاق الدستوري الكبير» حسبما وصفه، رأى رئيس الحكومة أنه «حتى هذه اللحظة لم يظهر شيء يعطي إشارة الى أنّ هذا الاستحقاق سينجز بشكل مريح»، إلا أنه أردف: «كلنا أمل بناءً على المناخ الذي أنتجه توافق القوى السياسية على تشكيل الحكومة من دون أي تدخل خارجي، أن يجري انتخاب رئيس للجمهورية في مناخ مماثل».