5 انتحاريين يتمّ البحث عنهم
والقوى الأمنيّة تكثّف إجراءاتها إنفجار قريب في مخيّم عين الحلوة لخلط الأوراق
تعيش الساحة اللبنانية هذه الايام هاجس الانتحاريين وسط الكلام المتزايد عن تحذيرات داخلية وخارجية عن عزم المجموعات المسلحة تنفيذ عمليات تستهدف الداخل اللبناني في محاولة منها لرفع معنوياتها بعد الضربات المتتالية والمؤلمة التي وجهها اليها الجيش اللبناني في المواجهات الجارية على الجبهة الشرقية من جهة، ونجاح القوى الامنية على تفكيك العديد من الشبكات في حربها الاستباقية ضد الارهاب.
وفي ظل تردد معلومات عن وجود خمسة انتحاريين جار البحث عنهم، كشفت مصادر مطلعة عن تعميم وثيقة امنية على كافة الاجهزة والحواجز العسكرية تتضمن صورتين ومعلومات مفصلة عن هوية كل من ج. ب عصارة من مواليد 1996 وم.م حبيش من مواليد 1994 من منطقة الهلالية في صيدا والمطلوب توقيفهما للاشتباه بتحضيرهما لعمل امني ما، بعد ان تواريا عن الانظار منذ مدة، وترجيح ان يكونا قد انتقلا الى منطقة القلمون السورية قبل ان يعودا الى لبنان عبر عرسال، مشيرة الى ان التقارير الواردة من البلدة تحدثت عن خروج سيارة رباعية الدفع يقودها انتحاري متنكر بزيّ امرأة منقبة وبرفقته انتحاري آخر بزيّ رجل دين مزودين ببطاقتي هوية مزورتين، ورجحت المصادر ان يكون هدف العمليتين جامع القائم ومجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية، حيث تم تشديد الاجراءات الامنية وتعزيزها بشكل لافت، بحيث اقفلت الطريق خلافا لما درجت عليه العادة باقفالها في أوقات الصلاة ليصار فتحها عند الإنتهاء.
وبحسب المصادر الامنية فان الانتحاريين المفترضين هما من انصار الشيخ احمد الاسير، وان والد احدهما قاتل الى جانب الشيخ الفار خلال معارك عبرا ضد الجيش اللبناني وهو موقوف حاليا في سجن رومية. وتفيد المصادر ان كلا من عصارة وحبيش سبق لهما ان دخلا الى مخيم عين الحلوة اكثر من مرة خلال الفترة السابقة بحسب ما بينت التحريات.
في هذا الاطار تحدثت المعلومات الامنية عن دخول عدد من الفارين بعيد احداث طرابلس من الذين قاتلوا الى جانب الثنائي المولوي – منصور الى مخيم عين الحلوة هربا من الضغط الامني الذي يمارسه الجيش في طرابلس ومناطق شمالية اخرى، بحسب ما بينت التحقيقات في تفجيري جبل محسن، حيث بات من المؤكد ان الانتحاريين تواريا لفترة داخل المخيم، كاشفة عن معلومات فلسطينية عن محاولات للمولوي لتجنيد شباب من ابناء المخيم للقيام بعمليات ارهابية،فيما رصدت اتصالات بين مجموعة المولوي وفضل شمندور المقيم في حي الطوارئ تحت حماية عناصر ما يسمى «جند الشام الاسلامية» التي كان يقودها شقيقه قبل سنوات.
وفيما تؤكد الروايات الامنية اللبنانية ان المولوي ما زال داخل المخيم استنادا الى اعترافات زوجته وحماته خلال التحقيقات التي جرت معهم منذ ايام، خلافا لما اورده وزير الداخلية عن خروج الاخير الى عرسال، اشارت المعلومات الى ان الجيش عزز من انتشاره في محيط المخيم وفي منطقة البساتين وصولا الى منطقة الاولي لمنع هروب المولوي من جهة، فيما العمل جار على تحديد مكان اسامة منصور، لمنع الثنائي الارهابي من تنفيذ اي من مخططاتهما وقد اسهم توقيف اربعة من الانتحاريين المفترضين غداة تفجيري جبل محسن من احباط تلك المخططات. وبناء على اعترافات هؤلاء جرى توقيف عدد من الاشخاص الآخرين واحالتهم الى الجهات القضائية المختصة لاتخاذ المقتضى بحقهم. والبحث جار عن غيرهم، في ظل التعاون الكامل الذي تبديه «عصبة الانصار الاسلامية».
الى ذلك تحدثت مصادر فلسطينية عن أن مخيم عين الحلوة يعيش أوضاعا أمنية خطيرة، تنذر بانفجار واسع نتيجة تقاطع مصالح واجندات اقليمية داخلية لبنانية فلسطينية، يستفيد من الانقسام الداخلي القائم على الساحتين الفلسطينية واللبنانية، حيث يتم استخدام الاموال لتجنيد ارهابيين، بعضهم يتم نقله الى داخل سوريا، والبعض الاخر يبقى في لبنا ن لقيام بعمليات ضد أهداف لحزب الله والمؤسسة الأمنية والعسكرية، بهدف اشعال الفتن والفوضى، مشيرة الى ان «جبهة النصرة» استطاعت من خلال بعض المجموعات كما من خلال اللاجئين الفلسطينيين الذي قدموا الى لبنان من مخيم اليرموك، من اقامة خلايا لها داخل المخيمات في لبنان في اطار التنسيق مع الجهات الاسرائيلية، متخوفة من انتقال عدوى عين الحلوة الى عدد من المخيمات الاخرى في بيروت والشمال بعدما بين ملف المولوي عجز القوة الامنية المشتركة عن التصرف، متوقعة انفجارا قريبا للوضع في محاولة لاعادة خلط الاوراق، وتحويل المخيمات الى ساحة للتنافس على تقديم الخدمات، وضرب القضية الفلسطينية خدمة لمصالح اسرائيل ومخططاتها،مدرجة في هذا الاطار اعلان حماس عزمها تشكيل أجنحة لكتائب عز الدين القسام داخل مخيم عين الحلوة وغيرها من المخيمات الفلسطينية.