هذا اليوم، السبت، الواقع فيه السادس من شهر حزيران 2020 يمكن أن يكون أحد أكثر الأيام إشراقاً في لبنان، ولكن يمكن أن يكون أيضاً أحد الأيام السيئة لكي لا نقول السوداء. والقرار في كيف يكون ليس في يد طرف واحد. فباستطاعة الثوار أن يحوّلوه مشرقاً. وكذلك باستطاعة السلطة. والعكس صحيح.
لذلك نطالب الجهتين معاً بأن تجعلاه مشرقاً.
من نافل القول أن نكرّر ما قلناه، مراراً وتكراراً، ودون إنقطاع، إنّ الإنطلاقة الرائعة للثورة حدثٌ إستثنائيٌّ غير مسبوقٍ بجلاله وجماله. وبالرغم من خروقات، نسَبَها الثوّار إلى “مدسوسين”، فإنّ المبادئ التي انطلقوا منها، هي محقّة جداً وعادلة جداً وضاغطة جداً. والبرهان ما وصلنا إليه من حالٍ مزرية خصوصاً في المجال الإقتصادي / الإجتماعي، وقد باتَ شعبنا يفتقر إلى أدنى مقوّمات العيش، والوضع ماضٍ في إنحدارٍ بيانيّ مروّع… هذا كلّه نتيجة الجشع والطمع لدى الذين تعاقبوا على إدارة (أي إدارة؟!) شؤون لبنان “منذ عقود” على حدّ التعبير الذي استخدمته، أربع مرّات، السفيرة الأميركية السيدة دوروثي ك. شيا في حديثها إلى قناة OTV الذي أثار تساؤلات كثيرة، وبالتحديد لدى فريق حزب الله وجمهوره وقد ملأ الفضاء الإفتراضي إعتراضات “من كعب الدست”.
نعود إلى منطلقنا في هذه العجالة لندعو الثوّار إلى أن يحسبوا جيّداً أنّ لبنان لا تمشي فيه القوة والعنف. ولأن يتنبّهوا جديّاً إلى تنقية صفوفهم من “المندسّين”. وهؤلاء موجودون في كل مكان ولدى الأطراف كلها.
وفي المقابل ندعو السلطة إلى التنبّه واليقظة من أيّ خطوة ناقصة، أو ردّ فعل مبالَغ فيه. فما حذّرنا منه الثوّار نحذّرها منه هي أيضاً. أجل. فلبنان يا سادة لا يمشي بالقوة والعنف.
ويكفي ما أظهره الناس في الساعات الأخيرة من مخاوف تكاد أن تُنسيهم ويلاتهم وأزماتهم وجوعهم، ليدرك طرفا المعادلة حراجة الموقف ودقّته.
وكلمة أخيرة. أما أهل السياسة من الذين ينطبق عليهم “كلن يعني كلن”، فيجب أن يكون الثوّار أشدّ وعياً من أن يدَعوهم يتسلّقون على أكتاف الثورة.