مفاوضات إستعادة العسكريين: وعد بإطلاق إسلاميين يسرِّع إنهاء الملّف
جلسة السلسلة على النار .. وقرار الشهادات يسابق الإفادات
ينطلق الاسبوع بأجندة تشكل امتداداً لموضوعات على الطاولة، تتبدل احوالها من دون معالجات، تسمح بإيجاد بنية صلبة، تؤسس لاعادة احياء مؤسسات الدولة الدستورية وتفعيلها، في وقت تقدمت فيه مفاوضات استعادة العسكريين اللبنانيين المحتجزين لدى المجموعات المسلحة خارج عرسال.
فلا قرار اعطاء الافادات لكل من تقدّم بطلب ترشيح الى الشهادات الرسمية واعتباره ناجحاً، انهى مشكلة سلسلة الرتب والرواتب ومشكلة هيئة التنسيق ووزير التربية والطبقة السياسية، بانتظار قرار الهيئة في ضوء الجمعيات العمومية للاساتذة والمعلمين ولجان التصحيح ومجالس المندوبين التي تعلن مقرراتها بعد ظهر اليوم.
ولا اللعب على وتر رفض التمديد المعلن لدى بعض الكتل النيابية، للمجلس النيابي الممدد له، وصدور دعوة الهيئات الناخبة يعني ان المجلس ينجو من شرب هذا الكأس، وهو ما قد يشكل «الحل الاقل سوءاً من الفراغ الشامل في حال اصر فريق 8 آذار على عرقلة اجراء الانتخابات الرئاسية»، على حدّ تعبير اوساط مطلعة في كتلة المستقبل.
ورئاسياً تتأرجح دائرة الانتظار، بين الوقوف على رأي رئيس التيار الوطني الحر من هذا الاستحقاق الحيوي، وفقاً لما يرى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ومطالبة اطراف 14 آذار بتدخل الحزب لدى حليفه العوني لاقناعه بالانسحاب لمصلحة رئيس توافقي.
وبانتظار ما سيعلنه وزير الاتصالات النائب بطرس حرب والمرشح لرئاسة الجمهورية في مؤتمره الصحفي اليوم، توقع النائب عمار حوري في تصريح لـ«اللواء» ان تشهد الايام المقبلة اتصالات ومشاورات حول الجلسة 11، والتي تحدد موعد انعقادها في 2 ايلول المقبل.
وبموازاة الانفراج الحاصل في العملية السياسية في العراق، استبعد دبلوماسي غير عربي في تعليق لـ«اللواء» عن ابعاد نور المالكي عن المشهد السياسي، ان تترك التفاهمات الاقليمية – العربية – الدولية انعكاساتها على الوضع اللبناني، تلقائياً، معتبراً انها تفتح المجال امام مقاربات مماثلة لمعالجة مشكلات المنطقة، ومن بينها ازمة الاستحقاق الرئاسي وما يترتب عنها.
ورحب مصدر وزاري بدعوة السيد نصر الله «للحفاظ على الحكومة الحالية وعدم السماح بانفراطها مهما كانت الخلافات الى حين انتخاب رئيس وتشكيل حكومة جديدة».
وفي هذا الاطار، اعلن وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش ان «يدنا ممدودة لحل كل الخلافات ومعالجة كل المسائل ومستعدون ان نكون جزءاً من اي حل مقبل تتحقق فيه مصالح اللبنانيين».
لكن مصادر نيابية في 14 آذار ابلغت صحيفة «اللواء» ان على حزب الله اظهار البعض من التواضع قبل الحديث عن رغبته في اجراء الحوار مع احد، مؤكدة ان «المستقبل» على استعداد للحوار معه شرط ان يصل الى نتيجة ما والا فما الفائدة منه.
واعربت عن اعتقادها انه ما لم يعترف الحزب بمرجعية الدولة وبأنه اخطأ في مكان ما، فلا جدوى من الحوار معه.
النفايات الصلبة
حكومياً، لفتت مصادر وزارية الى ان جلسة الحكومة غداً الثلاثاء ستبحث في ملفي النفايات الصلبة والترخيص لبعض المعاهد والكليات، مؤكدة ان هناك رغبة في استكمال انتعاش في الملف الاول على الرغم من وجود ملاحظات لعدد من الوزراء، وان سير النقاش به يحدد الوجهة التي سيسلكها سواء اقراراً او مزيداً من التأجيل بعدما بحثته اللجنة الوزارية المكلفة به.
وتوقعت المصادر نفسها عقد جلسة عادية للمجلس يوم الخميس المقبل لبحث جدول الاعمال، وقد تردد ان الجدول وزع مساء امس.
لم تستبعد مصادر وزارية لـ «اللواء» أن يطرح موضوع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة في الجلسة الاستثنائية للحكومة المقررة غداً الثلاثاء، حتى وإن انتهت المهلة القانونية لإصداره.
وجزمت المصادر أن الحكومة مجتمعة وقّعت مراسيم عدة، إنما لم يكن هذا المرسوم من بينها ولذلك من المرجح طرحه، معلنة في الوقت نفسه أن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق قام بواجباته في هذا المجال.
الى ذلك، أوضحت مصادر مطلعة أن أي تحضيرات لوجستية وأمنية لإجراء الانتخابات النيابية في الإمكان أن تؤدي الى إتمام هذا الاستحقاق بنجاح إلا أن انعداماً تاماً لحماسة القوى السياسية لحصول هذه الانتخابات، في الوقت الذي باتت فيه الأيام والمهل تؤشران الى أن التمديد حاصل لا محالة، متحدثة في الوقت نفسه عن عدد لا بأس به من النواب المعترضين على إجرائه، ما قد يفسح المجال أمام بازار سياسي بشأنه قد يرجح في نهايته كفة التمديد للمجلس الحالي.
السلسلة على النار
على أن قرار وزير التربية الياس بو صعب إعطاء إفادات لكل من تقدّم بطلب ترشيح الى الوزارة ليصبح فائزاً في الامتحانات الرسمية، لم يحجب الاهتمام بإنهاء الترتيبات الخاصة بسلسلة الرتب والرواتب لموظفي القطاع العام.
وعلمت «اللواء» من مصدر مطلع على أجواء هذه الترتيبات أن لا مناص من إقرار السلسلة، وأن تقدماً ما حصل، وأن البحث هو جدّي للموازنة بين الإيرادات والنفقات.
وقال المصدر أن السلسلة وضعت على نار جلسة يجري الإعداد لها، للانتهاء من هذا الملف.
وتوقع المصدر أن يشهد السباق في الساعات المقبلة بين قرار الإفادات وقرار مجالس المندوبين، ربما بالعودة الى التصحيح، وإصدار الشهادات، ولم يستبعد نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض لـ «اللواء» صدور توجه عن الجمعيات العمومية بالعودة عن قرار مقاطعة التصحيح (راجع ص8).
وربط الرئيس نبيه بري بين إقرار السلسلة والتمديد للمجلس النيابي، وسط مؤشرات عن وضع الملف الرئاسي على النار أيضاً.
وقال مصدر نيابي أن موعد 2 أيلول لانتخاب رئيس لم يأتِ جزافاً، بل حكمته عوامل منها عودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان، وتنشيط الاتصالات للتفاهم على رئيس توافقي، قد يكون أحد ثلاثة: الوزير السابق جان عبيد، العماد جان قهوجي، والحاكم رياض سلامة.
وأشار الى أن الاتصالات تركز الآن على بت مصير ترشيح عون وإقناعه بسحب هذا الترشيح، بعدما أكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع أنه مستعد لسحب ترشيحه والانغماس مع الآخرين في ورشة البحث في اختيار رئيس جديد للجمهورية.
إستعادة العسكريين الأسرى
في تطور بارز، وعلى صلة بانتهاء ذيول معركة عرسال، وبعد تأكيد الرئيس تمام سلام لوفد أهالي العسكريين المفقودين، الذي استقبلهم في السراي الكبير، «أن الدولة تبذل كل الجهود الممكنة لتأمين الافراج عن الأسرى، وهي لا تفرّط بمصير أبنائها ولن تتخلى عنهم»، أفرج المسلحون السوريون عن عنصرين من قوى الأمن الداخلي، أحدهما من الفاكهة، والثاني من عكار، بوساطة الشيخ مصطفى الحجيري، المطلوب للعدالة اللبنانية، وكتنظيف لملفه.
وتأتي هذه الخطوة بعد الافراج عن ثلاثة جنود و3 من الشرطة في وقت سابق.
وتحرير هذين العنصرين جاء بعد تجاوب العماد قهوجي مع أحد مطالب الخاطفين المتعلق بجرحى «النصرة» و«داعش» في مستشفى دار الأمل – بعلبك.
وكشف عضو «هيئة العلماء المسلمين» الشيخ عدنان إمامة أن الهيئة هي التي كانت ستتسلم الدركيين، لكن مسؤول جبهة النصرة أبو مالك، تمنى أن يكون الافراج عبر الشيخ الحجيري لما له من صلة ودور في نصرة الثورة السورية.
وأضاف إمامة أن العسكريين المحتجزين موزعين على النحو التالي:
– 11 جندياً لدى تنظيم داعش.
– 15 عنصراً من قوى الأمن و3 جنود لدى جبهة النصرة.
واستبعد إمامة أن تتحول قضية العسكريين الأسرى الى أعزاز جديدة، كاشفاً عن طلب ستتقدم به الهيئة الى الجهات الرسمية يتعلق بإظهار الحكومة اللبنانية بادرة حسن نيّة، عبر إعلان الموافقة بالمبدأ على إطلاق سراح إسلاميين، غير متورطين بأعمال عسكرية أو عنف، من دون تقديم أسماء محددة.
وتوقع إمامة أن تعقب هذه الموافقة بادرة جديدة بإطلاق سراح جنديين من الجيش اللبناني.
وأكد إمامة أن مبادرة «هيئة العلماء المسلمين» مستمرة، وهي تنطلق من مراعاة شروط الطرفين (الدولة والمسلحين السوريين».
في تطور آخر، على صلة بالأوضاع الأمنية، حذرت الخارجية الأميركية عبر سفارتها في بيروت مواطنيها من السفر مجدداً الى لبنان حفاظاً على أمنهم، بعد الاشتباكات المسلحة في طرابلس.
وعلم أن هذا الاجراء هو روتيني.