لسنا نقتبس عنوان الكتاب الشهير جداً «عشرة أيام غيّرت العالم» عن «ثورة أكتوبر» في روسيا التي حدثت في 21 تشرين الأول 2015 وأسفرت عن سقوط واحدة من أعتى وأعرق الإمبراطوريات في العالم لتقوم على أنقاضها الدولة الشيوعية التي لم تلبث أن إجتاحت محيطها في أوروبا الشرقية، ودولاً كثيرة في مشارق الأرض ومغاربها على امتداد القارات كلها، وكانت أدت الى قيام الإتحاد السوڤياتي الذي لم يلبث أن سقط، بدوره، عشية بزوغ فجر الألف الميلادي الثالث.
فقط نود أن نشير الى أننا دخلنا في سباق محموم مع الوقت… وبالذات مع المهل الدستورية التي باتت داهمة جداً وضاغطة جداً، في وقت يتلهى أهل السياسة في مشاحنات أقل ما يُقال فيها إنها سخيفة وعقيمة، ناهيك بأنّ معظمها سمج حتى من الذين يظنون أنفسهم ظرفاء!
ولا نقول جديداً عندما نتحدث عن 21 الشهر الجاري الذي هو المهلة التي توجب دعوة الناخبين الى الإنتخابات المفترض أن تُـجرى ابتداء من 21 شهر ايار المقبل، ليصبح مجلس النواب الحالي منحلاً حكماً بعد ثماني سنوات عجاف هي كناية عن ولاية دستورية – شرعية إستمرت أربع سنوات وولايتين تمديديتين لا تزال علامات الإستفهام الكبيرة مرتسمة حولهما في ما يتردد عن الشرعية والقانونية… وهذا ليس مدار بحث في هذه العجالة.
نحو سبعة أيام لا تزال تفصلنا عن الحادي والعشرين من الشهر الجاري والقوم يتحدثون عن قانون إنتخابات سينبثق من هذا البرج بابل الذي يغرقنا قاطنوه بكل هذه الثرثرات وتلك الهمروجات وسواها من التغريدات والردود عليها الى ما هنالك ممّا نعيشه في هذا «الحمام المقطوعة مياهه» والذي يزعق كلّ من فيه على ليلاه، فإذا نحن أمام لغط وتهريج وقول ما لا يضمرون، والبحث عن المصالح الآنية – الذاتية بإسم الشعب حيناً والطائفة حيناً آخر والمذهب حيناً ثالثاً.
أفكار مشاريع تنبت كالفطر سرعان ما تتساقط لتقوم على إنقاضها مشاريع وإقتراحات فيها الرث والثمين، كثيرها مشبوه، قليلها صادق وكلها الى سلة المهملات.
وهؤلاء القوم الذين عجزوا (وما أرادوا أصلاً) عن أن ينتجوا قانوناً للإنتخابات في السنوات الثمان الماضية هل سيحل عليهم الروح القدس، وتتفتح عبقرياتهم عن إنجاز هذا القانون في سبعة أيام؟!.
من يصدّق؟!.
وهل هم، يصدِّقون أنفسهم؟!.
قليلاً من الجدّية يا قوم.
فاللعبة باتت مكشوفة…وكثيراً.