مع إنطلاقة برامج تلفزيون الواقع في لبنان كنتُ من الذين انخرطوا في تلك التجربة المهنيّة المثيرة، في العامين الأوّلين أو الثلاثة كنت أستمتع جداً بالعمل، بعد ذلك صرتُ، ومن اليوم الاول لبدء الموسم التلفزيوني، أثبّت لوحاً في مكتبي وعلى صفحته البيضاء أكتب بالـ”فوتر” العريض: راح يوم ويبقى أمامنا 111 يوماً من أجمل ما تكون، ثم “راح يومان ويبقى أمامنا 110…” وهكذا دواليك. أبدأ بالـ Count down بشكل مبكر جداً وفي الأيام الأخيرة للبرنامج الطويل العمر أعد الباقي من الساعات. وهذه حالي منذ 1 تشرين الثاني 2016، فقد سجّلت على دفتر أشبه بدفاتر أصحاب الدكاكين القديمة، على رأس الصفحة الأولى: راح من “العهد القوي” يومٌ ويبقى ألفان ومائة وأربعة وثمانون يوماً، وأمس كانت حساباتي الدفترية تشير إلى أن أمامي وأمام جميع اللبنانيين 728 يوماً جحيمية. ويستحيل عليّ في مقالة، أو في ألف، إقناع الوزير السابق غسان عطالله بالعكس.
أمام العهد إذاً 728 يوماً لاستكمال حلم الرئاسة، ويُشكر الرئيس 728 مرة على قوله في بداية عهده أنه لن يجدد، اللهم إن لم يكتشف في 30 تشرين الأول 2022 أن الفراغ آت، ولا بديل من استمراره في السلطة.
أمام العهد 728 يوماً لتشكيل حكومة العهد الأولى. حكومتا الحريري في عهده كما حكومة البروفسور حسّان دياب ما كانت سوى Brouillons للحكومة الأولى، التي يطمح فيها رئيس الجمهورية و”ربعه” إلى الإمساك بوزارات الداخلية والدفاع والعدل والطاقة والمال والأشغال والتربية والشؤون والشجون. لا يمكن مطالبة الرئيس بالإنجازات وليس معه حكومة تشبهه و65 نائباً يحلفون باسمه.
أمام العهد 728 يوماً فقط كي يبعد السادة الكرام من طريقه: رياض سلامة، الصهر الأخير بتراتبية العرش، جوزف عون، سليمان فرنجيه، سمير جعجع، جان عبيد وكل من تحوم الرئاسة في مخيلته ومعهم سعد الحريري، وظلّ رفيق الحريري، نبيه بري، علي حسن خليل، وأمين سر كتلة التنمية والتحرير أنور الخليل، وكل مرشحي دائرة البترون المحتملين في دورة 2022، محمد الحوت، سهيل عبود، وكل من لا يحب غادة عون، آل علّوش، مخاتير الطريق الجديدة، الجميّل أولاد عم، وليد جنبلاط، البطريرك الماروني بشارة الراعي (80 عاماً) من حملايا.
أمام العهد 728 يوماً للقضاء كلياً على فلس الأرملة وتعويض الأرمل، ومدّخرات اليتامى وإقرار ضمان شيخوختنا.
وأمام العهد 728 يوماً لتحرير سعر صرف الدولار بالتزامن مع تحرير شبعا وتحرير الإرادة الوطنية.
ويبقى أمامي أن أتحلى بالصبر لأحتفل باليوم الـ 729 وقد يكون أجمل أيام حياتي منذ أيام انبهاري بنجلاء فتحي.