Site icon IMLebanon

8 آذار بين النقد والنقد الذاتي في تاريخ العلاقة مع الحريري وتيار الاعتدال (2)

ما هو مفهوم الاعتدال؟

وكيف نعرفه؟ الاعتدال عادة يكون في اتخاذ مواقف غير متطرفة، ومعالجة الخلافات السياسية بحكمة وبُعد النظر والقناعة وقبول الطرف الآخر، وهناك مئات المفردات لتعريف الاعتدال.

الرئيس بري

مثلاً، يتفق الجميع على وصف الرئيس نبيه بري بالسياسي المعتدل الذي أثبت حرصه على الوفاق الوطني وتعامل مع خصومه السياسيين بروح رياضية، ولم يلجأ على الأقل في السنوات العشرين الماضية الى السلاح او الى التهديد بالسلاح، على رغم ان حركة أمل، تضم عدداً كبيراً من الشباب مع جمهور واسع – بمعنى آخر، آمن الرئيس بري بالديموقراطية وقبل بنتائجها.

تيار المستقبل

ويتفق الجميع أيضاً على وصف تيار المستقبل وزعيمه الرئيس سعد الحريري بالاعتدال، هذا التيار الذي نشأ أساساً وترعرع على رفض منطق القوة في التعامل مع مكونات المجتمع اللبناني، وتبنى استراتيجيه، تستند الى ممارسة العمل السياسي وفق نظم الديموقراطية والايمان بضرورة العيش مع الطرف الآخر، والتمسك بالدستور وباتفاق الطائف الخ…

وليس سراً بأن تيار المستقبل يضم عدداً كبيراً من أبناء الطائفة السنية لكنه يضم أيضاً، شباناً من كل الطوائف وقد يكون أغلبيتهم شيعة الذين أوفدهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري الى الخارج للتخصص لأنه أراد خلق طبقة جديدة متعلمة ومتخصصة تساهم في بناء وطن جديد.

8 آذار

ويمكن القول، ان قوى 8 آذار تجاهلت تماماً الرأي العام السني، بل تعاملت مع هذا الرأي بطرق بشعة استفزازية حتى تكوّن اتجاها معادٍياً وتحديداً ضد حزب الله خاصة بعد اعلان قطع اليد التي ستمتد الى المقاومة او التهديدات المبطنة وغير المبطنة.

قد تختلف مع تيار المستقبل لكنه الطرف السني الأكثر والأكبر تمثيلاً في النقابات والاتحادات والجمعيات والبلديات – الخ… والنقطة الأهم هو تبني التيار سياسة معادية تماماً للارهاب وتمييزه وبدقة بين مفهوم الارهاب ومفهوم المقاومة.

العلاقة بين المستقبل والحزب

لقد أدت العلاقة المتوترة بين حزب الله والمستقبل الى نتيجتين: الأولى ازدياد الاحتقان المذهبي والاصطفافات والثاني تمدد تطرف مخيف، استغل هذا الاصطفاف ليتسلل الى نفوس طبقة من الناس مؤهلة أساساً للسير في هذا التيار، الذي نجح في الاستقطاب تحت شعارات معادية لكل من هو غير سني.

ولكن يجب عدم اقفال العامل التاريخي المساهم في تكوين هذا التطرف، بدأ منذ انتهاء الحرب الاهلية او خلالها، إذ قامت تنظيمات شيعية بدعم سوري من احتكار العمل المقاوم وقبل ذلك حرب المخيمات وضرب تنظيم «المرابطون» واغتيال المفتي حسن خالد واغتيال الرئيس رفيق الحريري والنائب وليد عيدو الخ…