Site icon IMLebanon

8 آذار»: عون أو الفوضى … وكيف ستردّ «14»؟

إرتفعَت نسبة المخاوف ممّا هو آتٍ بعد القراءات السلبية في ما رافق الدورة الأولى من الإنتخابات الرئاسية وما تلاها. وبعدما أملَ البعض أن تفتح هذه الدورة نصفَ الباب إلى انتخاب الرئيس العتيد، جاءت المؤشّرات لتوحي بأنّ هناك قوّة ثالثة مرشّحة للتقدّم، وهي قادرة على التحكّم باللعبة إلى نهاياتها، ولا تريد أيّاً من مرشّحي جلسة الأمس. فكيف السبيل إلى الحلّ؟

أقفلت الدورة الأولى من انتخابات رئاسة الجمهورية بعض السيناريوهات المتوقّعة، فلم تأتِ بجديد مفاجئ. كان واضحاً أنّ قوى «8 آذار» لن تسمح بانعقاد الدورة الثانية مباشرةً، فهناك هواجس كثيرة دفعتها إلى إقفال الباب فوراً على احتمال انعقاد هذه الدورة، خوفاً ممّا هو متوقّع من الأفخاخ المنصوبة.

وثمّة من يقول من المراقبين الحياديين إنّ كلّ طرف من الأطراف قدَّم أفضل وأقوى ما لديه من العروض. فتلمَّس فريق «8 آذار» في شكل من الأشكال شعوراً بالمرارة بأنّ الأوراق البِيض وما خرج منها من أوراق سُود هي أقصى ما يمكن أن يقدّمه إلى مرشّحه المكتوم – المعروف، وذلك تزامُناً مع شعور قوى «14 آذار» بأنّ ما تحقَّق هو أقصى ما يمكن أن يناله مرشّحها من أرقام، وإذا ما احتفظت بالمرشّح نفسه ستتقلّص هذه الأرقام في دورات أخرى تدريجاً ولن يعوّضه حضور من غابوا بعذرٍ شرعيّ أو غير شرعي.

وأمام هاتين الحالين اللتين كشفَتا عن هزالة التحالفات بما تحمله من مرارة ناجمة عن فقدان الثقة البينيّة، وحجم التكاذب بين أطرافها، فقد ظهر أنّ هناك قوّة وسطية مرشّحة للتعاظم على حساب الفريقين، ويمكنها التحكّم بالدورة الثانية وما يليها، متى سمح اكتمال النصاب مرّة ثانية بمواجهة مماثلة، إذا ما بقيَ المرشّحون لخوض المواجهة إيّاهم إلى أن يُحسَم أمر إسم المرشّح الذي يمكنه الخروج من شرنقة الطرفين.

وعلى هذه الخلفيّات يعترف أقطاب من «8 و14 آذار» في سرّهم، بأنّ فقدان الثقة ضمن الصف الواحد كان نقطة ضعف الطرفين على حدّ سواء، فالخروق التي سجّلتها أوراق الإنتخاب أعطت انطباعاً بأنّ هامش الخروج على الإجماع لدى الطرفين أمر ممكن وبسيط. فلا قدرة لأيّ من الأقطاب على الإمساك بكُتلِهم وتحالفاتهم بقبضة حديدية.

ولذلك تهاوت المعادلات وفقدت الأرقام أهمّيتها وصولاً الى الاعتراف العلني لبعض النواب بالخروج على إرادة الجماعة، فتغلَّبت الأحقاد في بعض أوراق الإقتراع، بعدما نبش أصحابها صفحات سوداء في التاريخ، من دون النظر الى ما يحتاجه المستقبل من سعي إلى فتح صفحة جديدة لا بدّ أن تبدأ برئيس «صُنع في لبنان» ولو في الشكل.

وما زاد الطين بلّة، أنّه عندما سارع نوّاب «8 آذار» إلى تعطيل النصاب منعاً لاحتمال انعقاد دورة ثانية، سارع الفريق الثاني إلى اتّهامهم بالتعطيل على خلفية أوحَت كأنّهم كانوا على ثقة بأنّ الدورة الثانية كانت محسومة لمرشّحهم، فتجاوزوا المنطق في استغلال الخطوة إلى حدٍّ صدَّق البعض أنّه فقد الفرصة الذهبية لحسم المعركة، فيما الحقيقة تقول غير ذلك تماماً.

والأخطر من ذلك، اعتقاد البعض أنّ في إمكانه الإستمرار في خوض المواجهة المقبلة بالفرسان – المرشّحين إيّاهم، وقد جاءت بعض التصريحات لتوحي أنّ رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع ماضٍ في المعركة بالمقوّمات وعدّة الشغل نفسها، كما بالنّسبة الى إصرار الطرف الآخر على سبغ صفة «الوفاقي» أو «التوافقي» على مرشّحهم العماد ميشال عون، وهي صفة مستحيلة لا يمكنه الحصول عليها بأيّ شكل من الأشكال.

وفي انتظار ما ستحمله الأيام المقبلة من مبادرات داخلية وخارجية، يبدو أنّ قوى «8 آذار» ستستمرّ علناً في معركتها متمسّكةً بترشيح العماد عون إلى «يوم الدين»، والبديل هو الفراغ أو الفوضى… الأمر الذي يطرح السؤال: كيف ستردّ قوى «14 آذار»؟ فهل ستحتفظ بالأسلوب عينه؟ إنّه تلفزيون الواقع.