Site icon IMLebanon

8 آذار: لا رضوخ للإرهابيّين وسنواجه في مجلس الوزراء

نجحت الجهود المبذولة لعودة العسكريين المخطوفين، فعاد خمسة منهم، وحسم مصير الشهيد علي السيد فيما يسود هدوء مشوب بالحذر عرسال، وسط تعزيز الجيش من انتشاره عند مداخل البلدة وفي محيطها للحد من تحركات «داعش» و«النصرة»، وسط موجة شائعات واخبار تعصف بالبلد عن نوايا هذه المجموعتين الارهابيتين واستعدادات عسكرية وحزبية للمواجهة في البقاع وعلى الحدود الشرقية، ما نبه منه قائد الجيش مؤكدا الجهوزية للمواجهة، فيما تؤكد بيانات التنظيمين الارهابيين انها موجهة الى معركة القلمون الجديدة التي يتحضران لخوضها بغية اخراج الجيش السوري منها خلال بضعة ايام.

اما في التحركات الداخلية، لا قضية تتقدم على قضية العسكريين الاسرى، حيث تكشف مصادر شاركت في اجتماع السراي الامني احتلال ملف تصاعد التوتر المذهبي والطائفي على خلفية حرق أعلام ورموز دينية، من الشمال والجنوب مرورا بالبقاع، والمخاوف من الفتنة الشيعية – السنية والسنية المسيحية، حيزا كبيرا من الاجتماع، وسط اجماع على وقوف جهات استخباراتية وراء الاعمال المنسقة وتوقيتها معتمدة على وسائل التواصل الاجتماعي وضخ كميات من الشائعات، معتبرة على صعيد آخر أن الكلام عن قرار بإخلاء سبيل بعض الموقوفين المحكومين في اطار عملية مقايضة، امر غير دقيق كونه يحتاج الى «قوننة»، سواء كان من خلال عفو عام بقانون من مجلس النواب او خاص، ما يتطلب في الحالين توقيع الوزراء الـ24 نيابة عن رئيس الجمهورية، خاصة ان عدد المطلوب الافراج عنهم يبلغ حوالى 400 معتقل من جنسيات مختلفة، ما يوجب بالتالي اجماعا سياسيا حول الخطوة، كاشفة ان خلية الازمة الوزارية المشكلة ستباشر جولة تشاورية على القيادات السياسية لاستطلاع آرائها قبل اتخاذ اي قرار.

مصادر معنية بالتفاوض رأت ان انتقادات «داعش» لادارة « النصرة» لملف الاسرى واطلاقها بعضهم من دون ثمن، دفعها الى التهديد باعدام العسكريين الشيعة، ذلك ان الاخيرة تحاول استعادة هيبتها والمبادرة كونها القوة الاكبر في القلمون، رغم خسارتها اكثر من 1500 مقاتل بايعوا «الدولة الاسلامية»، متخوفة من محاولة «الجبهة» اثبات نفسها في الصراع مع «داعش» عبر اعدام العسكريين ارضاء لعناصرها، موضحة ان مطالبتها باطلاق موقوفي رومية هدفه تعزيز مكانتها في وجه «داعش»،رغم ميلها الى المساومة من اجل اطلاق آلاف العناصر المحتجزين لدى حزب الله ومن بينهم اكثر من قيادي.

في المقابل اشار مصدر في «هيئة علماء المسلمين» المصرة على موقفها بعدم العودة الى مهمتها ما لم يطرأ تغيير على مواقف الاطراف، الى وجود بوادر ايجابية مريحة، وسط الليونة والمرونة التي يبديها الطرفان ما أرخى أجواء ايجابية وطمأن المسلحين فأوقفوا البيانات والتهديدات، كاشفا ان المسلحين تراجعوا عن شرط الاطلاق الفوري لسجنائهم مقابل تعهد حكومي رسمي وضمانات بان تتم هذه العملية مع اكتمال الاجراءات الضرورية واللازمة لها ، على ان تتم على دفعات.

اوساط في قوى الثامن من آذار تريثت في الحكم على المبادرات والتسريبات بانتظار وضوح الصورة، لافتة الى خشيتها من ان يكون هناك مقابل جرى تسديده او وعد بتسديده، رافضة التفاوض مع خاطفي العسكريين اللبنانيين بغرض الاستجابة لمطالبهم لما له من نتائج ليس اقلها فتح الباب امام عمليات خطف جديدة والخضوع لمزيد من الابتزاز وفرض معادلات تقوم على إخضاع الدولة اللبنانية لمطالب الإرهابيين كإطلاق سجناء رومية وما شابه، خصوصا ان مطلب المسلحين قديم، واكدت سنواجه في مجلس الوزراء.

ورفضت الاوساط عودة وساطة «هيئة العلماء المسلمين» التي تفاوض الدولة من موقع قوة وباسم المسلحين، موضحة ان هذا الملف يعالج امنياً وعسكرياً وليس سياسياً، مطالبة الجيش بالقيام بعملية عسكرية، مؤكدة ان قراراً بالدخول الى عرسال سيشكل خسارة مدوية للمسلحين لأن الجيش يملك القدرة على ذلك، رغم تلطيه وراء ضعف الامكانات بينما يقوم بصرف ذخائر شهرية في مناوراته تفوق اي معركة يشارك فيه ، الا ان القرار السياسي والعسكري بالحسم لم يُتخذ ولم تُعتمد اي اجراءات لمحاصرة المسلحين الذين يسرحـون ويمرحـون في البلدة، معتبرة ان الوضـع قـاب قوسين من الانفـجار، ما يضع البلاد أمام احتمالات خطرة، فمشكلة عرسال تكمن في عدد النازحين الكبير الذين باتوا في معظمهم ضد الجيش، شأنهم في ذلك شان أهالي البلدة، كاشفة استـخدام مخيـمات اللاجئين كقواعـد في عملـيات المراقبـة الليلية لمواقع الجيش ، مضيفة ان الكمين الذي استهدف دورية اللواء الثامن شارك فيه شخصان من ابناء عرسال.