8 آذار يسأل : ماذا جنى المسيحيّون من زيارة الراعي الى الأراضي المقدّسة؟ حزب الله لم يُمارس التحدي مع بكركي ولا يحتاج غطاء إلّا من الله
«فعلا هناك من يظن نفسه، بانه محور الكون وفعلا هناك من يحاول ايقاظ الذاكرة التي تمتلئ بأسماء مرتكبي المحرمات».
جملة انطلق منها مصدر سياسي في فريق 8 آذار في قراءته لتداعيات زيارة البطريرك الراعي الى فلسطين المحتلة، والاراضي الواقعة تحت الاحتلال الاسرائيلي بالكامل، والتصريحات الانفعالية، والتي جرى فيها قلب الوقائع، بما يخالف، الحق، والعدل والتاريخ، من خلال وصف القاتل، والجلاد، بالضحية وكأن دماء الآلاف من اللبنانيين في الجنوب وبيروت والشمال والبقاع بشماله وغربه الذين استشهدوا واحرق العملاء جثث البعض منهم، ونكٌل بالاحياء منهم من الذين احتجزت حرياتهم في اسوإ اعتقال عرفه التاريخ في حينه، وتفنن عملاء العدو الاسرائيلي بأساليب التعذيب الذي تعرضوا له، ابناء ابل السقي، ورميش، والخيام، ومرجعيون، وغيرهم من اللبنانيين.
واشار المصدر نفسه الى ان ممارسات العملاء في حق اللبنانيين من كل الطوائف، موثقة وباستطاعة كل من يهمه الامر الاطلاع عليها بالصوت والصورة. وذكر المصدر البطريرك الراعي، بان العدالة وذكر الحق، ونصرة المظلوم من اركان العمل اللاهوتي وابدى المصدر الذي يكن للبطريرك الاحترام، دهشته لما قاله في القدس المحتلة عن العملاء متسائلا عن فوائد زيارته لفلسطين المحتلة، في وقت ما زال بعض قادة الطائفة المارونية يدفعون ثمن العلاقة التي اقاموها مع اسرائيل في زمن الحرب الاهلية.
وسأل المصدر ما هي مصلحة بكركي باعادة احياء تلك الحقبة، وايقاظ الاحقاد التي اتفق اللبنانيون على دفنها، وبسببها يخسر المسيحيون بعضا من دورهم وحضورهم في المنطق. ولماذا كل ذلك الانفعال وكأن ميليشيا العميل انطوان لحد وقفت الى جانب الجيش اللباني والدولة اللبنانية، هم بنوا دولتهم في الشريط المحتل لماذا هذه المواقف، لا بل ما فائدة الزيارة، في وقت ما زال اللبنانيون يبلسمون جراحهم التي خلفها هؤلاء العملاء، الذين كان يجب تنفيذ حكم الاعدام، في حقهم في ساحات الجنوب وحقوله، وازقته التي ارتوت من دماء الشهداء والتي اثمرت تحريرا وانتصارا، تماما كما حصل مع العملاء الفرنسييين في الحرب العالمية الثانية.
كما سأل المصدر لماذا كل هذا الانفعال في وقت لم ينته اللبنانيون من ترميم الثقة فيما بينهم، ودفن الماضي الاليم.
لماذا ايقاظ ذاكرة اللبنانيين التي تحاول نسيان مساعي المطران مبارك في الاربعينات باستقدام اليهود وتوطينهم في مدينة صور ومنطقتها، لماذا ايقاظ ذاكرة اللبنانيين عندما ارسلت البطريركية من يمثلها في الصلاة على كبير العملاء عقل هاشم، لماذا احراج المسيحيين وحشرهم في مواقع لم يختاروها؟
واشار المصدر الى ان هذه الزيارة ستنعكس على علاقة البطريركية بالشريك المسلم والتي تعززت اواصرها منذ ان زار البطريرك الراعي البقاع الشامخ والجنوب الصامد، حيث خرجت الحشود الى كل الطرقات والساحات التي سلكها مار بشارة بطرس الراعي ولقي حفاوة قلّ نظيرها، وجزم المصدر ان مستقبل هذه العلاقة الى تراجع وضمور، خصوصا عندما رفض تمنى وفد حزب الله الذي زار بكركي قبيل زيارة البطريرك الى فلسطين المحتلة، بثني الراعي عن عزمه زيارة الاراضي الفلسطينية، نظرا الى ارتداداتها السلبية على اللبنانيين عموما، والمسيحيين خصوصا وقدم له مجموعة خيارات وبدائل، تجنبه الوقوع في سلبيات الزيارة والتي قد تحقق تواصلا مع ابرشيته في فلسطين، وقطعا لجسور الثقة التي انطلق بنيانها في لبنان، والتي قطعت مراحل متقدمة، وخاطب المصدر السياسي غبطة البطريرك قائلا «العملاء لا دين لهم، ولا طائفة، ولا مذهب، الا مذهب العمالة للعدو.
واكد المصدر برده على احد المطارنة الذي صرح ان حزب الله يحتاج الى غطاء بكركي، وهو الخاسر بمقاطعتها قائلا بكركي هي صرح من صروحنا الدينية والوطنية، لكن حزب الله لا يحتاج الاّ الى غطاء الله وسع كرسيه السماوات والارض، واكد حزب الله انه لن ولم يمارس التحدي مع بكركي يوما من الايام ولا مع غير بكركي، بل هو دائما يمارس التواضع من اجل ان يعزه الله.