لا يزال المشهد العراقي، يتقدم على كل ما عداه من احداث في غاية الاهمية، والذي يترافق مع تطورات سياسية وميدانية، تمهيداً لاكبر عملية سحق للارهاب الممتد من عكار وعرسال وصولا حتى تخوم طهران، التي تعتبر العراق الحديقة الامامية لها، والخلفية لسوريا، لذلك وحسب مصادر سياسية في 8 آذار برزت المواقف الايرانية الحاسمة والحازمة، والتي تدل على جدية الجمهورية الاسلامية على حسم الاوضاع في العراق عسكرياً، وامنياً، وهذا الامر قد يستدعي تدخلاً مباشراً، سريعاً، عندما تتقدم الحكومة العراقية بطلب رسمي.
هذه الجدية الايرانية، تضيف المصادر، ترافقت مع القلق الاميركي من دخول «داعش» الى منطقة الموصل العراقية، والناتج عن خوفها من توقف تدفق النفط الى مستودعاتها بعيدا عن رقابة «الاوبيك» واكثر ما استوقفت المصادر، الاندفاعة الاميركية لحظة دخول داعش الى الموصل، ومن ثم تراجع تلك الاندفاعة، وبدأ الحديث عن خيارات لدى الرئيس الاميركي، تساهم في القضاء على «داعش» دون اي تدخل عسكري ميداني، وتعتقد المصادر ان التراجع لدى الادارة الاميركية، جاء بعد تقارير استخباراتية عن امكانيات «داعش» العسكرية، والتي لا تستدعي تدخلاً عسكرياً اميركياً، فالامر لا يحتاج لاكثر من معلومات تحتاجها الوحدات العراقية.
واشارت المصادر الى انه بالرغم من الحملات الاعلامية العربية وغير العربية التي حاولت تسويق تصريحات لاتحاد تجمع علماء المسلمين، بأن ما يجري في العراق ثورة شعبية تتحمل انفجارها سياسات رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، لكن سرعان ما خرج علماء العراق وفي طليعتهم الشيخ خالد الملا ليدحض هذه الاوهام بحقائق على الارض، ولم تتأخر «داعش» في ترجمة سلوكها الدموي حيث اقدمت على اعدام اكثر من اثني عشر رجل دين سني، بذلك ردّت «داعش» على وزيرة الاعلام البحرينية التي قالت بتصريح لها «ان ما يجري في العراق ثورة شعبية»، وسألت المصادر الوزيرة البحرينية ماذا تسمي ما يجري في البحرين منذ ثلاث سنوات، فالحقيقة لا تحجب بالتصريحات، وثورة البحرين من ارقى الثورات في العصر الحديث بعد الثورة الاسلامية في ايران، والتي اسقطت اكثر الملوك سطوة في العالم، ودعت المصادر فريق 14 آذار الى عدم الرهان مجدداً على القتل والتخريب، لان رهاناتهم باءت جميعها بالفشل، لانه بالرغم من سقوط بعض قادة الفرق العسكرية العراقية في الموصل في شرك البترودولار، الاا ن الجيش العراقي يستعيد المبادرة بأكبر عملية تطهير للمدن العراقية من رجس داعش، وستترافق هذه العملية مع هجوم كاسح بدأ به الجيش السوري في العديد من المناطق السورية، وآخرها في كسب وغيرها.
ورجحت المصادر ظهور تعاون عسكري في القريب العاجل بين العراق وسوريا وايران والولايات المتحدة الاميركية للقضاء على التكفيريين الذين يسعون للسيطرة على منابع النفط وامداداته، واشارت الى ان غزوة الداعشية للموصل، وضعت المجتمع الدولي على المحك الذي اجمع على ضرورة تقديم المساعدة للعراق للقضاء على الارهاب بسبب ازدواجية النظرة للارهاب ففي سوريا، لم يترك المجتمع الدولي الذي تديره الولايات المتحدة الاميركية واوروبا فرصة الا ووفرّتها لدعم الارهاب في سوريا، وقدمت السلاح الفتّاك منذ بداية الحرب على سوريا وغطت على استعمال الارهابيين للغازات السامة في الغوطة الشرقية وخان العسل، فيما ترى ان هذا المجتمع الدولي اليوم يسعى لتقديم اي مساعدة للحكومة العراقية لضرب داعش في الموصل، وداعش نفسها التي قدمت لاميركا والغرب كل ما يمكن ان تقدمه.