Site icon IMLebanon

8 آذار مستمرة بالتعطيل.. والراعي يستنجد بالقديسين

مشاورات على نار هادئة لإقرار سلة تعيينات جديدة
8 آذار مستمرة بالتعطيل.. والراعي يستنجد بالقديسين

 

أن يوكَلَ أمرُ الإستحقاق الرئاسي إلى «شفاعة» القديسين حسبما تضرّع البطريرك بشاره بطرس الراعي في قداس كنيسة مار مارون في روما بحضور رئيس الجمهورية ميشال سليمان، يعني أنّ القيّمين على هذا الإستحقاق باتوا متيقنين من أنه بات في خطر وأنّ رمال 8 آذار المتحركة تسعى إلى إغراقه في غياهب الفراغ لغايات في نفس الساعين إلى «مؤتمر تأسيسي» والراغبين بفرض هذا الإستحقاق «ورقة ضغط على طاولة المفاوضات الإقليمية» وفق ما حذر النائب عمار حوري لـ»المستقبل».

وأكد حوري في المقابل أنّ «قوى 14 آذار مستمرة في قرارها خوض المعركة الرئاسية موحدة خلف ترشيح رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع»، مع إشارته إلى أنّ «المشاورات قائمة ومتواصلة بين أفرقاء الرابع عشر من آذار لكن دون أي تعديل في الخطة الموضوعة لمقاربة الإستحقاق الرئاسي». وفي معرض إبداء تخوفه من تداعيات استمرار قوى 8 آذار في لعبة تعطيل نصاب الدورات الإنتخابية، قال حوري: «نحن مصرون على الدفع باتجاه إحترام المواعيد الدستورية وانتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل 25 أيار، إلا أنّ ما نخشاه هو أنّ الفريق الآخر يعمل بجهد على إدخال البلد في محظور الفراغ لربط الإستحقاق الرئاسي اللبناني بطروحات حساسة كـ«المؤتمر التأسيسي» الذي طالب به «حزب الله» وبملفات واستحقاقات أخرى متصلة بالأوضاع والمفاوضات الإقليمية».

«حزب الله»

وإذ لا تلوح أية مفاجآت في أفق جلسة ما بعد الغد الرئاسية باعتبارها لن تخرج وفق قراءات نيابية متقاطعة عن دائرة مقاطعة قوى 8 آذار باستثناء كتلة الرئيس نبيه بري، ومشاركة قوى 14 آذار تحت سقف وحدة الموقف والمرشح، واصل «حزب الله» مواقفه التصعيدية لليوم الثاني على التوالي فوضع أمس عصيّ الشروط في عجلات الرئيس العتيد فارضاً عليه جملة «مواصفات» يجب أن يتحلى بها للوصول إلى قصر بعبدا أبرزها أنّ الرئيس الجديد «لا بدّ له أن يكون صديقاً للمقاومة» كما اشترط كل من الوزير محمد فنيش والنائب علي فياض الذي جزم بأنّ «من اعترض على البيان الوزاري لا محل له في سدة الرئاسة».

الصايغ

تصعيد «حزب الله» وفرض كفة شروطه على ميزان مواصفات رئيس البلاد قبيل الدورة الانتخابية الثانية، رأى فيه عضو المكتب السياسي في حزب «الكتائب» الوزير السابق سليم الصايغ «تصفيراً لعداد» الإستحقاق الرئاسي، وقال لـ«المستقبل» إنّ «حزب الله» من خلال الشروط التي يفرضها على رئاسة الجمهورية إنما يرمي إلى «ضرب الإعتدال القوي» مسيحياً، موضحاً أنّ الحزب حين يضع «فيتو» على وصول من اعترض أو تحفظ على البيان الوزاري إلى سدة الرئاسة الأولى، يكون بذلك يُلقي «الحُرُم» على كل مرشحي قوى الرابع عشر من آذار باعتبار أنّ هذا الإعتراض لا يطال ترشيح رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع فحسب بل ينسحب كذلك على «سائر المسيحيين الأقوياء في تحالف 14 آذار وفي طليعتهم حزب «الكتائب» الذي عبّر من داخل الحكومة عن الاعتراض على صيغة البيان الوزاري، وكذلك فعل الوزير بطرس حرب». وشدد الصايغ في هذا الإطار على أنّ المشاركة في الحكومة الحالية «لم تكن لتغطية السلاح الخارج عن نطاق الدولة ولا لتغطية الانغماس في الحرب الدموية السورية، إنما أتت تحت عناوين المصلحة الوطنية وتحصين مؤسسات الدولة وتمتين الإستقرار في حده الأدنى، في مقابل إحالة بتّ النقاط الخلافية على طاولة الحوار الوطني».

وعن جلسة الأربعاء، أكد الصايغ أنّ كتلة «الكتائب» ماضية في خيارات 14 آذار لجهة «المشاركة في جلسات الإنتخاب والإستمرار في ترشيح الدكتور جعجع طالما لم يطرأ أي جديد على الظروف المحيطة بالإنتخاب»، بينما أعرب في المقابل عن قناعته بأنّ الفريق الآخر قد يلجأ إلى تعطيل نصاب جلسة الأربعاء، لافتاً الانتباه في هذا السياق إلى أنّ قوى 8 آذار تعمل على «استغلال ورقة تعطيل النصاب للضغط باتجاه فرض رئيس على الجمهورية لا يتقاطع في طروحاته مع خيارات قوى 14 آذار السياسية والسيادية»، وختم الصايغ قائلاً: «باختصار «حزب الله» لا يثق بصندوق الإقتراع، ولو كان يتمتع بمثل هذه الثقة لما كان عطّل مع حلفائه نصاب الدورة الإنتخابية الثانية خلال جلسة الأربعاء الفائت».

تعيينات

على صعيد منفصل، علمت «المستقبل» أنّ اتصالات ومشاورات تجري على نار هادئة في سبيل الإتفاق على دفعة جديدة من التعيينات الإدارية تشمل تعيين مدير عام لوزارة العدل ومحافظين جدد ورئيس جديد لصندوق المهجرين. وفي حين كانت المساعي تصب في اتجاه التوافق على سلة التعيينات الجديدة قبل انعقاد مجلس الوزراء برئاسة الرئيس سليمان يوم الجمعة المقبل في قصر بعبدا، إلا أنّ الإتصالات الجارية لم تُثمر حتى الساعة توافقاً سياسياً حيال التعيينات المزمع إقرارها، إذ لا يزال البعض منها قيد التشاور بين المعنيين لا سيما في ما يتعلق بأسماء بعض المحافظين المنوي تعيينهم.