IMLebanon

«8 و14 آذار» يواجهان الفتنة.. بالتحذير منها

مظاهر الحرب لا تعني أنها آتية

«8 و14 آذار» يواجهان الفتنة.. بالتحذير منها

 

كل شيء يوحي ان الاقتتال ـ الفتنة ـ الحرب تطرق ابوابنا: قصف مدفعي في الجرود، إنزال عسكري، خطف وخطف مضاد، اسرى، شهداء للجيش، قطع طرقات وحرق اطارات، اطلاق نار، استهداف مدنيين ورجال دين، منشورات تهدد النازحين السوريين، حرق خيم، كم هائل من الشائعات، نفوس تغلي على ايقاع التحريض والحقد…

هذا في «العملي». اما في «النظري» فالسياسة في اجازة. من رئاسة الجمهورية الى مجلس النواب وصولا الى مجلس الوزراء الذي صار مختصرا بـ«خلية الازمة». اما اية «ازمة» يعالجها تحديدا، فذاك شان آخر، وان كانت كلمة «خلية» تنسجم مع مفردات هذا الزمن.

كل شيء يوحي اننا على مشارف انفجار كبير لا نعرف من اين قد تنطلق شرارته. ومع ذلك يصر مصدر حزبي في قوى «14 آذار» على التأكيد ان «لا قوة داخلية وازنة في البلد تريد فتنة او حربا، بالتالي لن تكون هناك حرب شاملة او تهديد جدي بمعارك او مواجهات مفتوحة في البلد». يضيف: «لا يعني ذلك ان الارضية غير مهيأة. على العكس، فالشحن والتحريض بلغا مستوى غير مسبوق. الناس تخشى بعضها بعضا، وكل طائفة او حزب يحقد على الآخر المختلف عنه ومعه بطريقة مخيفة. لكن علينا الاقرار ان من يملك امكانية اشعال حرب فعلية في لبنان هو «حزب الله»، والحزب لا يريدها ولا مصلحة له فيها. فقواه مستنزفة بين الحدود الشمالية وحربه في الداخل السوري وصولا الى العراق، وبين الحدود الجنوبية حيث تصدر عن اسرائيل ايحاءات غير مطمئنة لا تنتهي عند آخر ادعاءاتها حول أنفاق تمتد من داخل الحدود اللبنانية». ويتابع المصدر الحزبي مؤكدا: «في المقابل جميع مكونات 14 آذار لا تريد اي اقتتال او حرب او فتنة، وهي لا تملك حتى ادواتها، اضافة الى انها تتعارض مع كل طروحاتها ورؤيتها للبنان. لكن يبقى الخوف من ان يكون البلد ورقة ضغط وصندوقا لايصال الرسائل في يد النظامَين الايراني والسوري، اللذين قد يضغطان على حلفائهم في لحظات معينة فتخرج الامور عن السيطرة».

يبدو وكأن نائبا حزبيا في «8 آذار» يقرأ عنوان الكتاب نفسه لجهة «الحرب الممنوعة»، وان اختلف المضمون بشكل مناقض تقريبا. فبحسب قراءة النائب انه «رغم كل ما تعكسه التطورات من قلق وخوف وتمهيد لفتنة كبرى، الا ان الامور ستبقى تحت سقف ضبط الاوضاع والامساك بها. داعش خطر كبير وحقيقي، لكن لبنان قادر اذا ما توحد على مواجهته، بمؤازرة المجتمع الدولي. المطلوب التخفيف من التحريض والشحن وإعطاء الأعذار التبريرية لوجود هذا التنظيم او اي تنظيم مشابه بتكفيره وعنفه واسلوبه النافي والقاتل للآخر». يتابع: «لا يفيد إلقاء اللوم والتهم أحدُنا على الآخر، لكن على كل فريق ان يتحمل مسؤولياته. صحيح ان المجتمع الدولي يريد ابقاء الاوضاع اللبنانية مستقرة نسبيا، لكنه سيكون عاجزا اذا ما استمر النفخ في البوق الطائفي والمذهبي. الناس مستنفرة ومتوترة. والمؤسف ان جميع الطوائف تبدو بعضها للبعض الآخر خائفة ومخيفة. ولن تستقيم الامور الا اذا تلاقينا على التنديد بكل ارهاب ودعوة الى الفتنة من دون ايجاد تبريرات وأعذار واهية لها. المظلة الدولية اليوم تحمينا، الى حد ما، من حرب كبيرة، لكنها غير قادرة على ضبط الفتن المتنقلة هنا وهناك والتي في لحظة جنون قد تخرج عن السيطرة. لهذا، دور العقلاء في كل الطوائف والاحزاب اساسي اليوم، لا بل مفصلي».

في حين يحمّل كل فريق، ضمنا وعلنا، مسؤولية وقوف البلاد على حافة الانفجار، يحاول «الوسطيون» ان يجاروا «الاكثرية الصامتة» محملين الفريقَين مسؤولية شبه متساوية، وان اختلفت النسب بحسب قرب «الوسطي» اكثر من هذا الفريق او ذاك.

لكن يبقى في كلام «الآذاريين» في مقلبَي انقسامهم، ما يحمل بذور طمأنة، وهم يواجهون الفتنة بالتحذير منها، على الرغم من غياب أي تعاون مشترك أو آلية تتصدّى لمظاهر الحرب.