ماذا عن التأليف؟
وأين أصبحت مبادرة (ولنقل حراك) الوزير جبران باسيل؟
وهل صحيح أن وزير الخارجية لم ينطلق في هذا الحراك عن عبث، إنما كان مزوّداً بتشجيع كثيرين، لعل في طليعتهم الرئيس نبيه بري. ولم تكن مجرّد مصادفة أن رئيس التيار الوطني الحر إنطلق في مساعيه من عين التينة بالإجتماع المطوّل الذي عقده مع رئيس المجلس والكلام الذي نقل يوم أول من أمس عن بري في «لقاء الأربعاء» (النيابي) ترك إنطباعاً مزدوجاً بأن المهمة صعبة ولكنها غير مستحيلة. فمن جهة تحدّث الرئيس بري عن «أفكار» قدّمها الى باسيل، ومن جهة ثانية تحدّث عن أنّ خطاب سماحة السيد حسن نصراللّه والمؤتمر الصحافي للرئيس سعد الحريري «تركا الأبواب مفتوحة».
وليس مفاجئاً هذا التوسّع في مرحلة الإتصالات والمشاورات التي يجريها الوزير جبران باسيل. فالحل المنشود، إذا ما تمّ التوصُّل اليه، يُفترض أن يحظى بأكبر قدر من الغطاء، كي لا يأتي متعثراً…
وفي ما يُسرّب من «معلومات» ثمة أمل بأنّ الأيام الطالعة قد تحمل حلحلة في عقدة النواب السُنّة الستة خلال أسبوعين على الأكثر، والبعض يقول خلال أيام معدودة. أما إذا مر الأسبوعان فستكون الأزمة مفتوحة الأبواب على مصاريعها.
وهنا يطرح السؤال ذاته:
من له مصلحة في الأزمة الحكومية المفتوحة؟
والسؤال يقصد، ضمناً، كلاً من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس مجلس الوزراء – المكلّف – سعد الحريري وسماحة أمين عام حزب اللّه السيّد حسن نصراللّه.
وفي مراجعة بسيطة: سيكون الرئيس عون أكثر المتضررين كون عهده سيكون قد أصيب (عملياً) بنكسة كبيرة، بل بالنكسة الكبرى إذ سيُكتب له الشلل وعدم القدرة على تحقيق أي إنجاز.
وبالنسبة الى الرئيس نبيه بري فإنّ مجلس النواب سيكون مجمّداً ومشلولاً أيضاً. ذلك أنه في حال تمادي الأزمة فإنّ غير طرف وفريق وكتلة وتكتل لن يعودوا يشاركون في ما يعرف بـ«تشريع الضرورة».
أمّا الرئيس سعد الحريري فسيكون رئيساً لحكومة غير موجودة.
وأما سماحة أمين عام حزب اللّه السيّد حسن نصراللّه فلن يرتد عليه الفراغ الشامل بأي نتيجة والعكس صحيح، وسيكون الحزب مكشوفا من دون أي غطاء، خصوصاً إذا إرتفعت أصوات في الداخل والخارج لتقول: الحزب يعطل البلد (…).
ولكن المتضرر الأكبر سيكون الشعب اللبناني بأطيافه كافة ولن تفرّق تداعيات الفراغ الخطرة جداً بين ماروني وسنّي وأرثوذكسي وشيعي وكاثوليكي ودرزي وأرمني وعلوي…
وفي تقديرنا أن أحداً لن يقبل بهكذا نهاية لوطن كان ذات يوم حلماً جميلاً تحقق في الواقع، فأضحى مرتعاً للكوابيس.