مع تقدم ملف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان واقتراب موعد صدور حكمها بحق قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لم يعد موضوع تشكيل الحكومة أولوية بعد الاعتراضات التي وضعها رئيس الجمهورية ميشال عون على الصيغة الأخيرة التي قدمها له الرئيس المكلف سعد الحريري الذي ينتظر اجتماعه بالرئيس عون ليسمع منه طبيعة هذه الاعتراضات التي تحول حتى الآن دون ولادة الحكومة .
ولا يظهر بوضوح أن الظروف الحالية مؤاتية مطلقاً لأي تقدم على الصعيد الحكومي، طالما أن العهد لا يزال مصراً على عدم إعطاء القوات اللبنانية أربعة وزراء، وكذلك الأمر رفض حصر التمثيل الدرزي بالحكومة بالحزب التقدمي الاشتراكي، تزامناً مع اشتداد التصعيد بين «المختارة» و«بعبدا»، الأمر الذي يزيد من المتاعب أمام الرئيس المكلف الذي تشير مصادره لـ«اللواء»، أن الصيغة الأخيرة التي قدمها إلى رئيس الجمهورية، هي الأكثر توازناً من كل الصيغ السابقة، وسط تساؤلات عن أسباب عدم الاعتراف بحق «القوات» و«الاشتراكي» بما يجب أن تكون عليه حصتهما في الحكومة الجديدة.
وتذهب أوساط قيادية في «القوات» أبعد من ذلك، برسمها صورة صورة قاتمة عن مستقبل التشكيلة الحكومية، إلا إذا كان للرئيس عون موقف آخر، من خلال إزالة اعتراضه على الصيغة الأخيرة التي قدمت له، باعتبار أن عقبات التأليف لا زالت نفسها، في رفض الاعتراف لـ«القوات» و«التقدمي» بنتائج الانتخابات النيابية، مشيرة إلى أن الرئيس المكلف بذل جهوداً مضنية من أجل التوصل إلى صيغة مقبولة من كافة الأطراف، لكن يبدو أن هناك من لا يريد للحكومة أن ترى النور ، سيما في ظل العقبات التي لا يزال يضعها على تشكيلة يقدمها الرئيس المكلف .
وتؤكد أن «القوات» متشائمة من بدء التطورات الأخيرة ولا ترى إمكانية في الظروف الراهنة بولادة قريبة للحكومة، دون استبعاد انقضاء السنة الحالية دون وجود حكومة،في حال أصر الآخرون على تعنتهم ورفضهم القبول بالتمثيل العادل الذي تستحقه «القوات» التي قدمت أقصى ما يمكن من تسهيلات، وبالتالي فإنها غير مستعدة مطلقاً للتساهل أكثر، فيما المطلوب من الآخرين أن يلاقوا الرئيس المكلف في مسعاه لتجاوز الأزمة القائمة والإسراع في ولادة الحكومة، سيما وأن الاستحقاقات التي تنتظر لبنان تستوجب تشكيل الحكومة في وقت قريب، إذا كان هناك فعلاً من هو جاد بإخراج البلد من الظروف الصعبة التي يعيشها .