بينما كان وزير الخارجية يقوم يوم أوّل من أمس بزيارة تفقدية الى الشريط المسيحي في البقاع الغربي أدلى بتصريح حمّل فيه الحكومة مسؤولية التقصير بحق المسيحيين في المناطق النائية.
الطريقة التي تحدّث بها معالي الوزير تعبّر عن أنّه شخص ليس له علاقة لا بالحكم ولا بالحكومة!
هذا الوزير رسب مرتين في الانتخابات في دورتين متتاليتين، وطبعاً جاء الى الحكومة نتيجة تعنّت عمّه الجنرال المتقاعد ميشال عون الذي أخّر تشكيل الحكومة تسعة أشهر مرتين إصراراً منه على تعيينه وزيراً مرة في وزارة الطاقة ومرة في وزارة الاتصالات… ما يعني أنّ معالي وزير الخارجية هو جزء أساسي في تركيبة الحكم… فإذا كان يريد أن يحاسب فالأجدى به أن يحاسب نفسه…
علماً أنّه ليس وحده في الحكم من فريقه إذ أنّ «التيار الوطني الحر» يحظى بحصة الأسد في الحكومات المتعاقبة… وهم في الحكم منذ ست سنوات… وكان لهم عشرة وزراء في الحكومة السابقة، فهل يتكرّم علينا معالي الوزير فيدلّنا على ما حقق من إنجازات في الوزارات التي تسلمها؟!.
فقط للتذكير:
أولاً- تسلم وزارة الطاقة والمياه ولغاية اليوم فإنّ الخلافات التي تركها في وزارته أكثر مما هي عليه في أي وزارة أخرى.
* بالنسبة الى الكهرباء فقد رفض القروض من الصناديق العربية مصرّاً على الإستدانة بفوائد 10 و12 في المئة بينما فائدة الصناديق هي 1 في المئة، لماذا؟ لأنّ الصناديق هي التي تشرف على عملية الإنفاق… فتحرم أي راغب في الإستفادة من أي عمولة.
وعلى الرغم من إصراره على المليار وحظي به فلم ينفذ شيئاً من المشاريع، ثم تحدّث بالبواخر… وجاء بباخرتين… فليسأل أي مواطن: ماذا حقق جبران باسيل في وزارة الكهرباء؟
* الجواب واضح: تراجع في عدد ساعات التغذية بالتيار الكهربائي.
* لا تزال مشكلة المياومين عالقة ولا تنتهي لأنّ معاليه يرفض الإحتكام الى مجلس الخدمة المدنية.
* وأمّا بالنسبة الى المياه… فقد عطش الناس وبارت المواسم الزراعية في الصيف الماضي بسبب الحاجة الى المياه في بلد المياه!
ثانياً- في وزارة الاتصالات أقام الدنيا ولم يقعدها… ومنع «داتا المعلومات» عن الأجهزة الأمنية ما أسهم في أضرار أمنية فادحة…
ثم انّ لبنان الذي كان البلد الأوّل في الاتصالات، كما كان أول من أدخل «الموبايل» واستخدمه… فقد بتنا اليوم البلد المتخلّف في المنطقة، في آخر اللائحة بـ»فضل» معاليه وسياسته.
ونعود الى موضوع الانتخابات لنقول إنّ وزير الخارجية ليس هو المسؤول المباشر عن أي موضوع إنتخابي؟ صحيح أنّ هناك نصاً بأن يشارك المغتربون اللبنانيون في الانتخابات… ولكن معاليه يعيش في لبنان وليس في أوستراليا أو الكويت… فعلى ماذا يستعجل إجراءها في البلدين الـمُشار إليهما أعلاه…؟!
ولماذا اختار هاتين الدولتين فقط من بين نحو 200 دولة في العالم يوجد فيها انتشار لبناني؟
على من يضحك وزير الخارجية؟ ولماذا هذا التهريج؟!.
إنّ مَن يسمعه يتكلم يتبادر الى ذهنه السؤال الآتي: لماذا لا يقف معاليه أمام المرآة ليعاين ذاته فيها… فهل يصدّق ذاته؟
فعلاً «اللي استحوا ماتوا».