Site icon IMLebanon

ازمة ثقة بين 8 آذار وبعبدا

حتى هذه اللحظة ينأى حزب الله بنفسه عن ازمة «الثقة» المتنامية بين بعبدا وتحالف احزاب 8 آذار. وتؤكد في هذا الاطار مصادر قيادية رفيعة المستوى في 8 آذار ان الاجواء متشنجة بين احزاب 8 آذار والتيار الوطني الحر لدرجة لا يكاد يخلو لقاء بين ممثلي احزاب 8 آذار وممثلي التيار الوطني الحر من سجالات او مناكفات او غمز ولمز من العيار الثقيل لدرجة الصراخ. وتصف المصادر ما جرى في احدى الاجتماعات منذ ايام بأنه يشبه طواحين الهواء لدرجة ان وجهات النظر الانتخابية والسياسية باتت متناقضة الى حد «الخصومة». وتشير المصادر الى ان قيادة حزب الله وامل وتحالف 8 آذار كررت نصيحة «اخوية» بأن يرقى التيار بخطابه الى مستوى الهم الوطني لان ما «يحلم» ويفكر به لا يمكن ان يتم. فمصلحة المسيحيين والمسلمين ان يخرجوا الى مستوى التلاقي الوطني بالغاء كل صيغ الطائفية السياسية الى العلمنة السياسية والغاء الطائفية السياسية التي تبدأ من قانون الانتخاب، لا بتكريس نغمات التقوقع والانعزال الشبيهة بمواويل الحرب الاهلية التي لم تجر الا الانقسام والحروب ولم تنته الا بقرار دولي كبير اعاد التوازن المفقود واعطى لكل طائفة حجمها السياسي. وقسم لها المواقع والمراكز الطائفية والسياسية في الدولة. في المقابل تؤكد المصادر ان حزب الله مستمر في سياسة النأي بنفسه عن الدخول في خلاف او سجال او تباعد مع العهد، اذ يعتبر نفسه ممثلاً في بعبدا بوجود العماد عون، رغم ان المصادر لا تخفي في هذا السياق ان تغييب السيد حسن نصرالله ذكر عون في خطابه الماضي لا تلميحاً ولا تصريحاً يصب في هذا الاطار. وما زال يعول على دور وطني لعون في جمع التناقضات الانتخابية والوصول الى حل منطقي وعقلاني قبل 20 حزيران وانتهاء ولاية المجلس النيابي. وتلمح المصادر الى ان العلاقة بين حزب الله وعون ما زالت جيدة وتشوبها «بعض الاسئلة» عن سبب جنوحه من النسبية الكاملة التي تعهد بها الى تأهيل باسيل الطائفي المرفوض من معظم القوى السياسية، علما ان حزب الله لم يرفضه بل سار فيه مع بعض الملاحظات لتسهيل الامر. ويشعر حزب الله بالضيق من تصرفات وخطابات باسيل التي وترت الاجواء في البلاد وفتحت نزاعاً بين الرئاستين الاولى والثانية ونحن في غنى عنه في هذا التوقيت. فطي صفحة التمديد وتأجيل جلسة 15 ايار كان يجب ان يقابل بمرونة من باسيل تجاه بري وليس التصعيد باستفزاز عبر ارسال الفاكس الشهير من باسيل الى الوزير علي حسن خليل لرفض مشروع بري الاخير قبل ان يجف حبره. وتعتقد المصادر ان الكيمياء والفيزياء باتت مفقودة بين باسيل وحزب الله وبري وغالبية قوى 8 آذار ولا احد يحبذ منهم الحديث عن باسيل وتصرفاته وربطها بغطاء او قبول من عون. اذ نصر في 8 آذار والكلام للمصادر على تحالفنا مع عون والتيار الوطني الحر ونسعى الى حلول انتخابية سليمة للمأزق النيابي ونريد من العهد ان يكون جزءً من الحل لا جزءً من المشكلة. وترى ان السجال المفتوح اخيراً حول القانون الانتخابي والنسبية المضبوطة التي تحدث عنها عون الى رفض بري لكل ما هو طائفي وتفضيل الستين عليه الى حديث بري عن صفقة البواخر المشبوهة ورد عون عليه امس، ما هو الا ترجمة لنار تحت الرماد بين الرجلين وازمة الثقة بينهما التي عززتها طروحات باسيل وتعاطيه «الفوقي» مع بري وكل الاطراف الاخرى.

وتشير المصادر بصراحة الى ان الافق الانتخابي مسدود كلياً في الوقت الراهن، ولا شيء على الطاولة او قيد الدرس ولا تعتقد ان تقدما ما سيحصل في الايام المقبلة وخلال ايار الجاري كله، اذا بقي البعض مصرا على هذه الذهنية والتفكير من منطلق الحسابات والاحجام والارقام.