Site icon IMLebanon

سيناريو خطير على أبواب لبنان!؟

 

يكثر الكلام في الاّونة الاخيرة عن صفقة دولية قيد التحضير ستفضي إلى ولادة لبنان الجديد بحكم انتفاء وظيفة البلد الصغير والصندوق الذي كان يتبرع للخدمات المصرفية، يضاف اليها الخدمة في المنطقة كمستشفى للشرق وخدمات من خلال مرفأ بيروت. كل هذا صار من الماضي بعد إنفجار المرفأ وتحلل القطاع المصرفي وإنعدام الثقة به من اللبنانيين والعرب والاجانب.

 

وتشرح أوساط نيابية الوضع القائم ليتم تلخيصه «بالإنهيار» التام من كافة النواحي حيث داخليا الصراعات على اشدها لا فرق بين ثلث ناقص بالحكومة او وزير مضاف في حصة افتراضية في ظل انعدام الحلول من طبقة فاسدة هرمة وعاجزة بكل المقاييس، لكنها تغزوها حالة إنكار لا مثيل لها تجعلها تفترض بأنها قابضة على مصير البلاد والعباد، في حين يجري الاعداد في أروقة عواصم القرار لمؤتمر يعيد تأسيس النظام السياسي وفق متطلبات المرحلة وعلى وجه الخصوص من قبل فرنسا وأميركا وبريطانيا.

 

وهذا لم يعد سرا بعد سلسسلة من الاحاديث الديبلوماسية في هذا الاطار على خلفية إعتبار لبنان بلد فاشل، بالاضافة الى دفع لبنان نحو التطبيع مع «اسرائيل» أسوة بمعظم الدول العربية، وهذه الوضعية تتطلب مرحلة انتقالية عبارة عن فكفكة الدولة وأضعافها، ولعل معظم الأمر يلخص بأن أكثر المتحمسين إلى إعادة تكوين لبنان على اسس جديدة هم أصحاب شعارات القرار الحر عبر اختلاق الحجج والذرائع بأن العلة في النظام وليس في أمر اّخر.

 

وتقول هذه الاوساط نقلا عن مصادر ديبلوماسية مواكبة للشأن اللبناني عن تهيئة الاجواء اللبنانية لفرض وصاية أممية استهلها المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش عبر سلسلة تقارير رفعها إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة منذ اسبوعين مفادها أن لبنان على شفير الانهيار الشامل ما يتطلب اعلان الامم المتحدة تحويله دولة فاشلة وفرض وصاية مباشرة عليه، وهذا التوصية لم تأت من فراغ بل أن كوبتش نفسه لديه سلسلة من التصاريح الدقيقة التي تتناول وضع لبنان من كافة نواحيه وبالتفاصيل، ولا ينكر أحد من الساسة اللبنانيين خطورة هذه الهجمة الدولية على البلاد وفق حجج تصب في خانة «تشليح» القرار من أهل البلد ووضعه لدى الامم المتحدة.

 

والإدارة الأميركية كما قصر الاليزيه ليسا بمنأى عن هذه الاجواء، فماكرون لا يرغب بترك الرئاسة الفرنسية من دون تحقيق إنجاز يتعلق بإعادة النفوذ الى شرقي المتوسط، فيما جو بايدن لن يقدم على اية خطوة في الشرق الاوسط ومع ايران من دون أن تصب في مصلحة «اسرائيل» ولصالح ما يسمى عملية السلام في الشرق الاوسط، وكل ما يجري في لبنان بهذا الشكل السلبي يصب في الخانة نفسها بعدما رفض أهل السياسة في البلاد الإستماع الى صوت العقل، والناس الذين أصبحوا يريدون حلا ولو كان على حساب سيادتهم.

 

وضمن نفس الإطار، تتسرب أجواء عن اهتمام روسي – تركي متزايد في الاونة الاخيرة، وذلك نابع من مصالح الدولتين في في ظل انطباع بأن الجانبين يعملان على تقاسم النفوذ بعد صراعات في مناطق النفوذ المشتركة هكذا حصل في سوريا وليبيا ثم أذربيجان مؤخرا ما يطرح مصير الشمال اللبناني على بساط البحث الدولي بنفس قدر الاهتمام بالجنوب المتصل باطماع «اسرائيل»، حيال هذا السيناريو الخطير يقف اللبنانيون عاجزين عن فعل أي شيء يمكن أن يرد الروح للبنانيين أو إنتشال رؤوسهم من تحت المياه، وبالتالي إن العام القادم سيحمل الويلات والمجاعة للبلاد بالاضافة الى ما ستسفر عنه الاصابات بفيروس كورونا حيث المستشفيات عاجزة والجسم الطبي قسم هاجر الى الخارج والاّخر تم إستنفاد قواه، وما تصريحات وزير الصحة عن الايام القادمة سوى الانذار الاخير في عملية التعداد اليومي للاصابات التي ستتجاوز الخمسة اّلاف يوميا!!