في حوار مع جاك تابر على محطة CNN ضمن برنامج “State of the Union”، صرّح الرئيس الاميركي دونالد ترامب بأنّ العالم سيكون أفضل بنسبة 100% لو كان صدام والقذافي في السلطة، وأنّ أميركا تعاني من عدة أزمات، وسأله تابر: صرّحت مؤخراً أنّ الشرق الأوسط كان سيكون أفضل بوجود القذافي وصدام حسين وبشار الأسد في السلطة، كيف ذلك؟
اجاب: لم أقل الأسد، ولكننا لم نربح شيئاً، أنظر الى ليبيا والعراق، لو كان صدام حسين حياً يرزق، كان قتل كل الارهابيين على الفور، اليوم هو زمن الارهاب، ولو نظرنا الى العراق كيف كان قبل سنوات، ولست هنا أقول إنّ صدام حسين كان رئيساً لطيفاً، بل على العكس كان رهيباً، ولكن الأوضاع في العراق كانت أفضل بكثير مما هي اليوم، وأصبحت مخيماً كبيراً لتدريب وإيواء الارهابيين، اليوم لا أحد يعرف ليبيا، وصراحة لم يعد يوجد بلدان إسماهما العراق وليبيا، كل شيء مدمّر، ولم يعد يوجد سيطرة على أي شيء، ولا أحد يعرف ماذا قد يجري مستقبلاً..
وسئل: إذاً تقصد القول إنّ العالم كان سيكون أفضل بوجود صدام والقذافي؟
فأجاب: مئة في المئة. (…)
ما قاله الرئيس الاميركي دونالد ترامب يثير الكثير من التساؤلات خصوصاً ان هذا اعتراف ضمني بخطأ ما فعله الرئيس جورج بوش في غزوه العراق تحت ذرائع ثلاث:
أولاً- القضاء على أسلحة الدمار الشامل.
ثانياً- مكافحة الارهاب.
ثالثاً- إحياء الديموقراطية في العراق.
وهنا نتذكر مجلة “كريستشن ساينس مونيتور” التي كانت تناولت هذا الموضوع، ولكن ليس الخطأ فقط في إسقاط نظام الرئيس العراقي صدام حسين، إنما القرار الذي اتخذه الحاكم الاميركي العسكري للعراق بريمر بحل الجيش العراقي.
ولو سألت أي مواطن عادي (وليس خبيراً) عن موضوع حل الجيش لأجابك: كيف تكون دولة من دون سلطة؟ والأسوأ دفع مليون ضابط وجندي من دون أي مرتبات! كيف يعيش هؤلاء هم وعائلاتهم؟
وما يصعب على الفهم أنّ لا إدارة أميركية تقوّم الأمور والقرارات من حيث النتائج؟ فهل كانت الإدارة تجهل ما هي النتيجة من حل الجيش العراقي وغزو العراق عموماً؟ إن كانت تعرف فتلك مصيبة وإن لم تكن تعرف فالمصيبة أعظم.
وهذا يثبت، بالرغم من كلام الرئيس ترامب أنه غير مطلع على هذا الملف… ملف النظام الايراني، نظام آيات الله والخميني، ومن جاء به الى العراق.
من هنا ندرك أنّ إدارة جورج بوش كانت تعلم ماذا تفعل.
والمصيبة الثانية ليبيا، حيث هناك أيضاً تركت أميركا للجماعات المتطرفة أن تستغل نقمة الشعب وغضبه على الحكم الظالم، لتدمير هذه الدولة الغنية التي لديها أكبر مدخول نفطي في العالم لمجموعة سكان لا يتجاوزون الملايين الاربعة، وكانت أميركا فرحة بضرب دولة عربية وتدميرها.
ونكرر قولنا: كما سمحوا لحافظ الأسد أن يسيطر على لبنان بدخول قواته وتستقر سوريا طوال عهده، كان ممكناً أن يسمحوا لمصر بدخول ليبيا وفرض الاستقرار فيها.
ويتحدث ترامب عن بشار، فهل فات ترامب ان من أنقذ بشار هو أوباما بالاتفاق الذي عقده مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول الاسلحة الكيميائية..؟ فأنقذه من السقوط قبيل أسبوع مقدر لنهاية حكمه، وكان بشار قد هرّب عائلته والأموال الى الخارج!
إنّ كلام ترامب نستطيع أن نصفه بفعل ندامة… ولكنه لا يقدّم ولا يؤخر، إنما فقط للتاريخ!