Site icon IMLebanon

يوم لا ينفع الندم  

 

أن يعلن نتانياهو من على منبر الأمم المتحدة في الدورة السنوية للجمعية العمومية للأمم المتحدة في حضور الملوك والرؤساء وممثلي الأمم كلها، أنّ صواريخ لـ”حزب الله” يتم تطويرها في مواقع أقيمت قرب مطار بيروت الدولي، ويتهم الحزب بتعمد استخدام السكان الابرياء كدروع بشرية.

 

وهذا الكلام ليس من أجل التهديد وحسب، خصوصاً وأنه أبرز صورة جوية حول موقع في منطقة المطار يزعم أنّ فيها الصواريخ الدقيقة والمتطورة” التي يملكها “حزب الله”.

صحيح أنّ اللبنانيين استطاعوا، ولأوّل مرّة في التاريخ الحديث أن يجبروا إسرائيل (سنة 2000) أن تنسحب من أراضيهم من دون قيد أو شرط، ولكن ما حدث في العام 2006 يجدر التوقف عنده لأخذ العبرة منه، ونبدأ من كلام سماحة السيّد حسن نصرالله الذي قال: “لو كنت أعلم”! وهو القول الشهير الذي لا يحتاج الى تفسير.

نتوقف عند حرب الـ2006 لنقول إنها كبدت لبنان 5000 قتيل وجريح من المدنيين والجيش والمقاومة، وكلفت 15 مليار دولار مقابل خسائر فادحة خصوصاً في البنى التحتية.

كلنا نذكر أنّ الديبلوماسية اللبنانية استطاعت أن توقف هذا الإعتداء، بموجب القرار الدولي الرقم 1701 الذي أبعد المقاومة من الحدود اللبنانية – الفلسطينية الى 50 كيلومتراً شمالي نهر الليطاني، هذا أولاً.

ثانياً- وضع بين المقاومة وإسرائيل قوات دولية لا تزال موجودة حتى اليوم ويجدد لها سنوياً.

ومنذ ذلك التاريخ لم تطلق طلقة واحدة على إسرائيل من داخل الأراضي اللبنانية من دون أن يفوتنا ذكر التصريحات النارية التي يطلقها بالتهديدات، بين يوم وآخر، السيّد حسن نصرالله ضد إسرائيل، أمّا على أرض الواقع فلم يتغيّر شيء.

أمام هذا الواقع لا بدّ من وقفة هادئة ومسؤولة، لأنّ الخطورة هذه المرّة ستكون أكبر بكثير من سابقاتها(…)

وهنا نناشد رئيس الجمهورية أن يؤدي دوراً في تهدئة الأمور، وأن ينصح أصدقاءه في “حزب الله” بالروية وبتقديم مصلحة لبنان على ما سواها، كي لا نعطي مبرّراً للعدو الاسرائيلي، مع الاستدراك أنّ إسرائيل ليست في حاجة الى أي مبرّر، وهي الكيان العدواني، وجيشها ليس “جيش الدفاع الاسرائيلي” بل هو جيش العدوان.

ناهيك بأنّ أوضاع لبنان صعبة على جميع الأصعدة، خصوصاً الأوضاع الاقتصادية، أضف أنّ ما يجري في العالم العربي من حروب أخذ ينعكس سلبياً على لبنان، في وقت تذهب شركات كثيرة الى الافلاس.

ولكي نكون أكثر دقة فللمرّة الأولى يصل لبنان الى هكذا وضع خطير، ولم تنفك الهيئات الاقتصادية والنقابات ورئيس الاتحاد العمالي العام شخصياً تحذر من الأزمة الاقتصادية وتستعجل تسريع تأليف الحكومة خصوصاً أننا نعقد آمالاً كبيرة على قرارات مؤتمر “سيدر1” (باريس 4) ما يعطي أملاً واعداً بوقف الانهيار الاقتصادي…

وهذا كله يستدعي من الأطراف جميعاً الروية والتهدئة وتحكيم العقل…

عوني الكعكي