تقارب أكثر وأوسع بين بعبدا وحارة حريك والرابية بعد الإنتخابات
تراجع موضوع الانتخابات النيابية والانشغال بها الى الخلف ليتقدم انعقاد مؤتمر «سيدر1» الواجهة، وسط الاندفاعة السعودية باتجاه لبنان، واعادة تأكيد بعبدا عشية انعقاد المؤتمر على مسلمة الاستراتيجية الدفاعية، في محاولة لبنانية جديدة لتحقيق خرق في جدار الازمات، على وقع التصعيد الاسرائيلي تجاه لبنان وما قد يترتب عنه من خلط اوراق كبير.
وفيما تستمر الساحة الداخلية منهمكة بالحركة السعودية المتسارعة الايقاع وتحليل ابعادها وما قد تسفر عنه بعد مشهد «فينيسيا» ورمزية اطلاق اسم العاهل السعودي على احد ابرز الشوارع في وسط المدينة، متوقفة عند مجموعة رسائل قد لا تجد اجوبة لها حاليا، فالسفارة السعودية وخلافا للمتعارف عليه قامت بتوجيه الدعوات لمجموعة من الشخصيات لحضور حفل التدشين، في الوقت الذي لفت عدم توجيه دعوات لشخصيات اتهمت بالوقوف وراء الخلاف بين الرئيس الحريري والمملكة من بينها الوزير اشرف ريفي والنائب السابق فارس سعيد، في الوقت الذي بدا فيه رئيس حزب القوات اللبنانية مسرورا بالانجاز الذي حققه بلقائه الشيخ سعد وبراءة الذمة التي اعطيت له بعد اتهامه بالتحريض ضد الشيخ سعد، بعكس النائب وليد جنبلاط الذي بدت ملامح عدم الارتياح جلية على وجهه، خصوصا ان ثمة من حاول تصوير خلوة الفينيسيا على انها نواة لحلف جديد هدفه حزب الله.
واذا كانت الرياض التي بدت مرتاحة ومنتشية بعودتها الى الساحة اللبنانية قد اظهرت استعدادا لتقديم الدعم لانجاح مؤتمر «سيدر1» بعد مشاركة جس النبض في «روما2»، فان بيروت لم تتأخر بدورها بمد الوفد اللبناني بجرعة دعم اتت من بعبدا مع اعادة تأكيد رئيس الجمهورية امام سفيرة الاتحاد الاوروبي على مسألة الاستراتيجية الدفاعية، التي تشكل محور الاهتمام الدولي نظرا لارتباطها بمسألة النأي بالنفس، رغم ان الرئيس عون حمل المندوبة الاوروبية «تحذير» لبنان من نتائج التهديدات الاسرائيلية المتمادية وما قد تصل اليه الاوضاع.
من جهتها رأت مصادر في 8 آذار الى ان حزب الله بدأ يلمس ارتفاعا في حدة التصريحات الداخلية ضده المتزامنة مع حركة خارجية مشبوهة، وجدت ترددات لها في الداخل عبر مواقف رئيس الجمهورية حول الاستراتيجية الدفاعية،ومحاولات الخارج الاستفادة من الوضع اللبناني والحاجة الماسة للمساعدة على كافة الاصعدة مع وصول الامور الى حافة الانهيار الكامل والافلاس، ما يحتم بحسب المصادر على الحزب المبادرة الى استيعاب ما يحضر تجاهه والذي يبدو بحسب قراءة حارة حريك اساسه في خلق شرخ بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحزب الله والفصل بينهما، في الفترة المقبلة ما بعد الانتخابات النيابية.
من هنا تشير المصادر الى ان الرهان على خلافات بين بعبدا وحارة حريك ،او الرابية والحارة هو في غير محله، ذلك ان حزب الله مستعد للذهاب مع العهد في الامور الداخلية حتى النهاية، وان ما حصل على صعيد التحالفات الانتخابية هو استثناء، معتبرة ان فترة ما بعد الانتخابات ستشهد تقاربا اكبر بين الطرفين والتقاء اوسع حول الملفات الداخلية التي كانت مثار خلاف وتباعد بينهما، من موضوع الكهرباء وصولا الى التعيينات مرورا بما بينهما على صعيد تشكيل الحكومة المقبلة.
بالمقابل، اكدت مصادر متابعة انه لا يمكن بناء سياسة دفاعية في لبنان دون اسلحة، والجيش اللبناني الذي عديده 78 الف جندي يحتاج الى 200 دبابة فوراً، فالدبابات «ام 48» قديمة ولا يوجد دبابات اخرى حديثة. كذلك يحتاج الجيش اللبناني الى 500 ناقلة جند تتسع لعشرة جنود كي تستطيع نقل الجنود اذا اندلعت اي حرب.
كما يحتاج الجيش الى 40 طوافة عسكرية حربية اضافة الى 6 الاف صاروخ وهذا ما تشمله الهبة السعودية، وقد قدم لبنان اللائحة الى فرنسا، الا ان السعودية ابلغت فرنسا انها ستدفع كامل المبالغ، الا ان اشترطت ان تتوجه هذه الاسلحة الى السعودية، وبالفعل فقد ارسلتها فرنسا الى السعودية حيث استعملتها في حرب اليمن.
وتقول المصادر ان نتائج مؤتمر روما جاءت مخيّبة للامال، وللاسف فقد قدمت دولة 100 مليون دولار و3 دول 40 مليون دولار، وكل ما حصل عليه الجيش اللبناني هو 500 مليون دولار.
واكدت المصادر ان وضع استراتيجية دفاعية دون سلاح لا قيمة لها، لان الجيش بغياب الاسلحة لا يستطيع بناء خطة دفاعية، هذا اضافة الى انه ممنوع على لبنان شراء سلاح دفاع جوي ضد الطائرات وممنوع عليه شراء صواريخ ارض ـ ارض.