Site icon IMLebanon

استراتيجيّة دفاعيّة لتشريع دور المقاومة؟

 

 

الجميع تابع كَلِمَتَيْ الدكتور سمير جعجع في قدّاس الشهداء والنائب جبران باسيل في مؤتمره الصحافي الأخير.

 

لَنْ أتناول ردود رئيس التيّار على رئيس حزب القوات اللبنانيّة لأنّها أتت، كما كلّ تصاريح وتغريدات نواب التيّار ومسؤوليه، فارغة مُشْبَعَة بتعابير أَكَلَ عليها الزمن وشرب واستهلكها العماد عون منذ بلوغه السلطة في العام 1988 كاتّهام جعجع بكلّ موبِقات الميليشيا والحرب وهي تعابير تدلّ على إفلاس التيّار بإيجاد نقطة سوداء واحدة في مسيرة القوات يصوّب عليها بعد انتهاء الحرب اللبنانيّة، وتدلّ على إفلاس التيّار في إيجاد نقطة بيضاء واحدة في تاريخه ومن صنعه بعد عودته التسوناميّة في العام 2005 الى النيابة والوزارة والرئاسة يمكن الإضاءة عليها بعد صفر إنجازات طيلة 17 سنة من الهَيمنة على معظم المواقع المسيحيّة في الرئاسة والبرلمان والحكومة والإدارة والقضاء والأمن والعسكر.

 

وقبل المقارنة بين مشروعَي الفريقين لا بدّ من الإشارة الى تكرار استنجاد النائب باسيل العلني «بالسيّد حسن» كما عادته أمام كلّ صعوبة تواجهه خاصة في علاقته مع الرئيس برّي الذي يهاجمه باسيل طيلة الوقت، من البلطجة الى اتّهامه بمؤتمره الأخير بأنّه رأس نظام يلّي «ما خلّونا»، وفي ذات الوقت يتحالف معه علناً في كلّ الدورات الانتخابيّة تحت ذرائع واهية مُضحكة مُبكية لا تُقنِع أحداً.

 

على كلٍّ، انا أؤيّد النائب باسيل بردّه على الدكتور جعجع حين قال: «لا أحد يُخرج الرئيس العماد عون من التاريخ». نعم لن يُخرِجه أحد، لكن سنترك القرار للتاريخ لنرى أين سَيُصَنّفه وبأي أحرف سيَكتُب اسمه.

 

بالمناسبة، لم يكن مناسباً تعبير فخامة الرئيس «أنّ بين الطيور هناك الصقر والدجاجة».

 

في العودة الى الأساس،

 

سمير جعجع طالب في قدّاس الشهداء بانتخاب رئيس سياديّ يواجه كلّ مصادرة، ولو جزئية، لقرار السلم والحرب وما يستتبعه ذلك من استباحة للحدود والمرافق والمرافئ ومن هيمنة على مفاصل الدولة ومن أخذ لبنان رهينة الى مكان لا يشبه تاريخه ولا شعبه ولا حضارته، طالب برئيس يسعى لإخراج لبنان من جهنّم، فيما أعلن النائب باسيل بمؤتمره أنّ طريق خلاص لبنان هو في أنْ يكون جزءاً من المشرق وان يكون «لبنان المشرقي».

 

طبعاً لم نفهم المقصود بالمشرق وأيّة دول هي المقصودة بالمَشرقيّة، وهل تضمّ السعوديّة والإمارات والبحرين وقطر وسلطنة عُمان والأردن ومصر على سبيل المثال، أم فقط محور إيران وسوريا والعراق واليمن بالتحالف مع فنزويلا؟

 

والصدمة الكبرى كانت حين أكمل النائب باسيل مُعلِناً:

 

«وأن يكون لبنان القوي محميّاً باستراتيجيّة دفاعيّة تكون المقاومة جزءاً منها !!!».

 

هذه هي الجملة المفتاح وباقي المؤتمر الصحافي حَشُو غير أساسي.

 

يعني بصريح العبارة، الدكتور جعجع يريد لبنان دولة سيّدة حرّة مستقلّة راشدة، عفيفة شريفة، رافعة الرأس عالية الجبين، لا إشراك ولا مشاركة ولا شراكة فيها لأحد،

 

والنائب باسيل يريد دولة، القرار فيها للضُرّة، أيّ للمقاومة، والمقاومة قرارها عند إيران.

 

الأمور باتت واضحة، والشمس شارقة والناس قاشعة، والشعب والنواب والقيادات الزمنيّة والروحيّة عليها أن تختار بين خيارين لا ثالث لهما:

 

– هيمنة المقاومة ومحورها وثقافتها وطريقة عيشها واقتصادها ومشرقيتها بإشراف «السيّد حسن» كما ناداه النائب باسيل، أي العيش في اليأس والانهيار،

 

– او أن تختار لبنان السيادة والحياد والانفتاح على كلّ شعوب ودول العالم شرقاً وغرباً، لبنان العلم والثقافة والمستشفى والمدرسة والجامعة والسياحة والموسيقى والفنّ وملكات الجمال، لبنان الحوريّات في قدّهن الـ»ميّاس» اللواتي أبْهَرْنَ وألهَبْنَ مئات الملايين من قلب اميركا.

 

السياديّون، مسلمون ومسيحيّون ودروز اختاروا لبنانهم.

 

الى مسيحيّي «حزب الله» إخوتنا ورفاقنا في التيّار الحرّ،

 

كفاكم هروباً الى الأمام،

 

عودوا الى أصالة اجدادكم.

 

لا ترتضوا أن تكونوا الإسخريوطيّين الجدد فتسلّموا لبنان الى جلّاديه.

 

لن يفيد الندم ولا الشنق بالتينة.