بالأمس سمعنا كلاماً أميركياً ـ بريطانياً عن بحث هاتفي بين الثنائي «ترامب ـ جونسون» عن ردّ ديبلوماسي على الاعتداء الإيراني على أرامكو، تماماً مثلما سمعنا من يشكر أميركا على وقوفها إلى جانب حلفائها!!
يتعامل العرب اليوم مع دولة وحزب متمرّسيْن في أعمال الإرهاب، ولهما فيها باع عريض طويل منذ ثمانينات القرن الماضي فقد خبروه جيداً ونفسهم فيه طويل جداً، إيران التي أنشأت كلّ «أحزاب الله» عبر المنطقة والعالم تقف وراء كل عمل إرهابي من لبنان إلى البحرين إلى العراق، إلى سوريا، إلى الكويت، إلى اليمن، وصولاً إلى حزب الله النيجيري وحزب الله الكوبي!!
من المسلّم به جدلاً أنّ إيران دولة تمارس زعزعة الاستقرار في المنطقة وإثارة الفتن والحروب الداخليّة والتدخّل في شؤون الدول العربيّة كلّها، وقد يقول البعض أنّه من المسلّم به جدلاً أيضاً أنّ إيران دولة تستطيع أن تساعد في تحقيق استقرار المنطقة عندما تسحب جميع أذرعها وأذيالها مع سلاحهم وتسحب رغبتها التوسعيّة الجامحة من المنطقة، وفي هذه نحن نختلف معه، فأغراض إيران واضحة وفاضحة فهي تريد «نشر التشيّع الفارسي» في المنطقة لتتمكّن من حكم العالم العربي كلّه!!
لا يحتاج إرهاب إيران إلى أدلّة فهو واضح فاضح، وهنا لا بُدّ من إعادة القارئ إلى ما نشرته أمس الأحد 17 نيسان 2011 صحيفة «كيهان» القريبة من المرشد الأعلى للنظام الإيراني علي الخامنئي تحت مسمى «الإعدامات الثورية»، وذلك في مقال لحسين شريعتمداري مندوب الخامنئي في الصحيفة، شريعتمداري حرّض ضدّ الشخصيّات الحكوميّة والاجتماعيّة السعوديّة المقيمة في أميركا وأوروبا أو المتواجدة هناك لأسباب مختلفة، محرضاً على رصد تحركاتها والقيام باغتيالها… لقد تأخر العرب أربعون قرناً على مواجهة إرهاب إيران وإرهاب حزبها، فهل هناك بعد من أمل في أن يستيقظ العرب ولو متأخرين جداً!
من يتذكر اليوم ما كشفه قبل 4 سنوات في أيلول العام 2015 رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات اللواء أنور عشقي عن المخطط الإيراني للاستيلاء على المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي عبر هجوميْن من اليمن بمساعدة الحوثيين وتأتي قوات إيرانية أخرى عبر الكويت، وقال عشقي إن المخطط كان يجب أن يكتمل خلال موسم الحج الحالي لولا التدخل العسكري السعودي في اليمن الذي يقول اللواء السابق في الجيش السعودي؛ إنه لاقى ترحيباً أميركياً متأخراً بعد أن أطلعت الرياض العاصمة واشنطن على تفاصيل المخطط… ما الذي تغيّر منذ 4 سنوات حتى اليوم غير «التكتيك» الذي تتبعه إيران؟!
أين يقع لبنان وسط مأزق المنطقة المعقّد؟ لا يزال يراوح مكانه «التصفير» يطال كلّ شيء، مستوى سياسي «صفر»، ممارسة سياسيّة «صفر»، لم يحدث أن بلغت الحياة السياسيّة في لبنان من قبل مستوىً تحت الصفر، حتى الأمس كان اللبنانيّون ما يزالون يمضون أيامهم بالدوران في حلقة تعذيب مفرغة يوميّ لهم، بالأمس قالوا أنّهم فوجئوا بإضراب محطات المحروقات، وكشفت التقارير الإخباريّة أنّهم أصلاً لم يعودوا يتابعون النشرات الإخباريّة بلد يشبه رجع الصدى!