IMLebanon

وصمة عار على البشرية وأكبر مجرم حرب في العالم

 

 

لافت أن يقول هذا الكلام المبعوث الخاص لوزير الخارجية الاميركية الى سوريا جيمس جيفري: إنّ “الولايات المتحدة الاميركية لا تسعى الى تغيير النظام في سوريا، ولكنّها مهتمة بتغيير سلوكه أولاً وقبل كل شيء تجاه شعبه وجيرانه، ومن ثم نحو المجتمع الدولي”.

 

وأكد في مقابلة صحافية أنّ “الشعب السوري هو من يقرر من سيقوده وما هي الحكومة التي سيحصل عليها”، مشدداً على “اننا نعتقد أنّ الرئيس السوري بشار الاسد وصمة عار على البشرية، وهو مجرم حرب لا يرحم، ربما كان أكبر وأقسى مجرمي الحرب في العالم في الوقت الحاضر، ومع ذلك، وعلى الرغم من أنّ الولايات المتحدة لم تقم علاقات جيّدة مع الاسد، إلاّ أننا ملتزمون بعملية سياسية ستنفذ بالاشتراك مع الشعب السوري وعن طريق الشعب السوري نفسه”.

 

وأوضح جيفري أنّ “أميركا أيّدت وحدة أراضي سوريا على كل مراحل النزاع وقبله، وسوف نواصل ذلك، فوجود القوات الاميركية التي تنفذ عمليات مكافحة الإرهاب لا تشير الى الرغبة في تدمير البلد”، مبيّناً أنّ “واشنطن تعمل جاهدة لتشكيل اللجنة الدستورية السورية خلال الاسابيع المقبلة”.

 

أمام هذا الكلام نتوقف لنسأل:

 

1- هل نستطيع أن نصدّق أميركا؟ خصوصاً أنّ التجارب علمتنا أنّ الولايات المتحدة تقول شيئاً وتفعل عكسه، وهذا ما حصل في السنة الثانية على انطلاق الثورة السورية، يوم استعمل النظام لأوّل مرة في ضاحية دمشق (في الغوطة) السلاح الكيميائي وأرسل الرئيس الاميركي السابق باراك أوباما الأساطيل الى مقابل الشاطئ السوري في البحر المتوسط، وأرسل بشار عائلته الى دبي وكان يتحضر للهرب، وفجأة وبسحر ساحر كلف أوباما الروس الذين لم يكن لهم أي دور أو حضور أن ينقلوا الأسلحة الكيميائية الى خارج سوريا، والمصيبة الكبرى لسنا نعلم ما إذا كان قد تم نقل هذه الأسلحة فعلاً وإلى أين؟

 

2- هناك سؤال يحيّر الجميع: ماذا تريد أميركا؟ ولماذا قواتها موجودة في منطقة النفط في سوريا؟

 

3- رسم معالم دولة كردية بدعم أميركي، وفي الوقت ذاته علاقة الاميركيين مع الأتراك الذين لهم حساسية وخوف من إقامة دولة كردية، وهذا ما لا تقبل به أنقرة إطلاقاً.

 

4- اليوم سوريا مقسّمة عملياً بين أميركا وروسيا وتركيا وإيران و”حزب الله” والميليشيات الشيعية العراقية… وجيش النظام.

 

5- في المسارات كلها لحل القضية السورية، فالسوريون غير موجودين فيها، والموجودون هم: أميركا وروسيا وإيران وتركيا، فلا سوريا موجودة ولا العرب موجودون، وكأنّ سوريا ليست دولة عربية.

 

في المقابل، تقول أميركا إنّ الشعب السوري سيقرر! بالله عليكم: كيف؟

 

6- لتحقيق معادلة أنّ القرار هو للشعب السوري هناك 11 مليون سوري مهجرين الى خارج بلدهم، أي ما يوازي نصف الشعب السوري، وسوريا مقسّمة بين تلك القوى، فكيف ستتم الانتخابات ليقرر الشعب؟

 

نكتفي بهذا الكلام، إذ هناك بعد الكثير الكثير لنقوله، وبصراحة لو كانت أميركا جادة بادعاءاتها يكفي اجتماع بين الأميركي والروسي وممثلين عن النظام وعن المعارضة السورية، ليبدأ البحث الجدي عن الحل.

 

أمّا إيران وهي طرف ضد العرب والعروبة وضد الإسلام وضد الشعب السوري الذي هو سنّي بنسبة 80% فتريد أن تجعله موالياً لولاية الفقيه.

 

وتركيا أيضاً تدعم الإخوان المسلمين ضد النظام وهم من المتطرفين والمطلوبين.

 

والإيراني والتركي مثل من يوكّل القطة بالجبنة لتهتم بها.

 

كان الله في عون الشعب السوري المعذب… وهو الذي عانى في السنوات السبع الأخيرة ما لم يعانِه شعب باستثناء معاناة الشعب الفلسطيني، فكثير من التشابه بين ما يعانيه هذان الشعبان العربيان.

 

عوني الكعكي