Site icon IMLebanon

ديبلوماسي أوروبي: أزمتكم طويلة

يقول ديبلوماسي أوروبي بارز أنه من سوء حظ اللبنانيين، في هذه المرحلة، أنهم ليسوا أولوية لدى الأطراف الدولية والإقليمية، بل إنه حتى في الداخل ليس هناك إجماع على مبدأ الخروج من الأزمة ناهيك بالتفاصيل.

ويضيف: على الصعيد الدولي لدى كل من «قطبي المواجهة» (واشنطن وموسكو) ما يشغله عن الأولويات التي ترقى الأزمة  اللبنانية إليها من حيث الأهمية. وجلّ ما يهم الجانب الدولي هو الإبقاء على الستاتيكو القائم «بحد معقول من الإستقرار الأمني وبحدٍ أدنى من الخروقات الأمنية» (على حد قوله حرفياً).

كما ويضيف سائلاً ضيوفه اللبنانيين الخمسة وكانوا نائباً ومسؤولاً عسكرياً بارزاً وصحافيين إثنين ورجل أعمال: هل أنتم في لبنان مجمعون على إنهاء الفراغ الرئاسي؟ ويستدرك: أنا لا أسأل عن المواقف من ترشيح الوزير السابق النائب سليمان فرنجية، فقط أحدّد: هل ان الأطراف اللبنانية كلها تريد فعلاً إنتخاب رئيس للجمهورية في هذه المرحلة.

ويمضي قائلاً: ألا تدركون أنّ الإنقسام الحاد في بلدكم أكبر من قدرتكم على تجاوزه؟ وعليه فإنه يجب أن يُفرض الحل عليكم فرضاً كما حصل في إتفاق الطائف وتداعياته العسكرية (13 تشرين الأول 1990). ولكن قلت لكم (ولعلكم تعرفون) انّ الخارج منهمك في مشاكله الاستراتيجية الكبرى من أوكرانيا الى بحر الصين. وأما الخارج الإقليمي فلم يتوصل، بعد، الى توافق بين أركانه الثلاثة (المملكة العربية السعودية وتركيا وإيران) على حل نهائي في سوريا وفي اليمن.

ويحذر الديبلوماسي الأوروبي من أنّ تركيا أردوغان «قادرة» على تعطيل أي حل يمكن أن يتوصل اليه السعودي والإيراني، هذا إذا توصلا الى حل… فالمسافة لا تزال شاسعة بينهما وإن بدأنا نلمس «رغبة أكيدة» لديهما في مثل هذا الحل «الصعب».

لماذا صعب؟

يجيب: لأنّ السعودية لن تقبل بحل جزئي في سوريا مثلاً من دون أن يشمل نقطتين تعتبرهما بالغتي الأهمية. الأولى: توافق الحل السوري مع حل يمني يقرّ للمملكة بـ»مداها الحيوي» الجغرافي – السياسي (الجايو بوليتيك) في اليمن. والثانية: وقف التدخل الإيراني في البحرين. والواقع (يقول الديبلوماسي) إنّ إيران قد تتجاوب «بشروط» في اليمن، ولكنها ترفض أن تتجاوب في البحرين، لأنها تعتبر المنامة مدى حيوياً آخر لها فكما تفصل المياه بين المملكة والبحرين، تفصل المياه ذاتها بين إيران والبحرين مع فارق يتمثل بجسر الملك فهد الذي يربط بين «المنطقة الشرقية» في المملكة الكبيرة والمملكة المستجدة الصغيرة. ومعلوم أن للمنطقة الشرقية «خصوصيتها».

ويختم الديبلوماسي حديثه قائلاً: في تقديري لايزال البون شاسعاً بين الرغبات والمبادرات غير المعلنة «رسمياً» وبين الوصول الى إنتخاب رئيس للجمهورية. وعلى اللبنانيين أن يدركوا هذه الحقيقة التي قد تتبدّل بسرعة غير معهودة إذا سُجّل حدث عسكري استثنائي في سوريا في المستقبل القريب… ولكن المنطق والمنهجية العلمية يستبعدان مثل هذا الإحتمال.