رغم التشوهات الخلقية، التي أصابت قانون النسبية، نتيجة الولادة المتأخرة، والذي ادعى العديد من القوى السياسية، بأنه من صناعتها وادعى البعض الآخر زوراً بأنه من مؤيديه، نرى هذه القوى عاجزة على فهمه وتحتاج لاشهر لكي تستوعبه، وتحتار في كيفية نسج التحالفات فيما بينها.
فبعد اقرار قانون الانتخابات الجديد في مجلس النواب ظن المراقبون ان اقرار القانون سيعطي دفعاً كبيراً في الحياة السياسية الداخلية لكن فوجئ هؤلاء بحالة الركود التي اصابت القوى السياسية في لبنان عامة وفي زحلة خاصة حيث غابت النشاطات الانتخابية، ويخشى المرشحون البوح عن احتمال ترشيحهم بحجة ان الامور لم تنضج بعد وما زال الوقت يسمح بالتريث بعض الوقت.
لكن هذه القوى ووفق المراقبين ستواجه معركة انتخابية قاسية في مدينة زحلة، بوجه لائحة قيد التشكيل من شباب مستقلين موزعين على كبريات العائلات الزحلاوية، التي كانت تشكل سنداً استراتيجيا للعديد من المرشحين، وهذا ما اكدته مصادر زحلاوية التي كشفت ان هؤلاء الشباب الذين راهنوا على الاحزاب كأداة تغييرية، تنقلهم من حالة الفوضى والفساد، الى الاستقرار السياسي، والبدء بمسيرة الاصلاح التي تبدأ من تغيير النظام السياسي الطائفي الى نظام وطني، ولا تنتهي عند محاسبة اصغر موظف يساهم في نهب المال العام، واشارت المصادر الى ان هؤلاء الشباب قرروا ان يواجهوا هذه الطبقة السياسية بشكل مباشر للخروج من عباءة الاحزاب والزعامات التقليدية التي استأثرت بالحياة السياسية في لبنان لعشرات العقود ولم تنتج الا فساداً واقطاعيات من هنا وهناك، وجاءت الاحزاب لتكريس هذه السلوكيات البغيضة.
من جهة اخرى تسود الفوضى والانقسامات داخل الاحزاب والتيارات في مدينة زحلة حول اسماء المرشحين التي سترفعها دوائر هذه الاحزاب الى القيادات المركزية في بيروت ورجحت المصادر الزحلاوية ان تشهد الدوائر الحزبية في زحلة بعد الانتخابات النيابية صراعات داخلية على خلفية التجاذبات حول هذا المرشح اوذاك.
من جهة اخرى تسعى مرجعية سياسية عائلية ان تنسج تحالفاً سياسياً وانتخابياً مع تيار المستقبل الذي يملك اكبر كتلة ناخبة في قضاء زحلة، الا ان تيار المستقبل رفض ان يلتزم بهكذا تحالف، لانه متفاهم مع التيار الوطني الحر على الكثير من التفاصيل لكن دون الاعلان عنها انما وعد هذه المرجعية باعطائها بعض الاصوات من كتلته الناخبة، وسيحجب اصواته التفضيلية عنها، لانه لا يريد ان يدخل بمغامرة غير محسوبة النتائج.
وختمت المصادر السياسية الزحلاوية ان لائحة المجتمع المدني التي تتوزع على عائلات وازنة في المدينة، وستحظى بأصواتها التفضيلية، مما تجعل اصوات مدينة زحلة التفضيلية مشتتة على أكثر من لائحة وأكثر من مرشح في كل مذهب، مما يرسم صورة قاتمة عن نتائج انتخابات زحلة، وسوف تخالف كل الاستطلاعات والاحصاءات والدراسات.
