هو من الفريق الذي يقول باغتيال الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله ولو…بالقنبلة النووية!!
كان آمنون كابليوك يعلّق ساخراً بأن البعض في اسرائيل يعتبر ان ثمة خطاً ساخناً بينه وبين يهوه. هنا لا تبحث عن الرأس بل عن الخوذة. الكاتب الاسرائيلي البارز الذي التقيناه في الجزائر، وبجواز سفر فرنسي، يرى ان الضجيج التوراتي في رؤوس الساسة و الجنرالات يمكن، في لحظة ما، ان يفجّر اسرائيل…
في رأس يوسي كوهين، ومنذ ان كان مستشارا للامن القومي الكثير من الضجيج التوراتي. واذ بات الان رئيسا للموساد، علينا ان نتوقع محاولات متلاحقة لانشاء خلايا اكثر فعالية في الصراع مع «حزب الله» وايران التي لا حدود لكراهيته لها. البعض في الغرب قالوا لو كان كوهين في المنصب لحث بنيامين نتنياهو على تنفيذ عملية صاعقة ضد الاهداف النووية والسياسية الايرانية، حتى اذا ما كان الرد الصاروخي، لا بد ان تتدخل الولايات المتحدة ولو استدعى الامر اللجؤ الى الخيار النووي…
هذا القول ينطوي على الكثير من السذاجة. ولا داعي لالقاء المسؤولية على مئير داغان ومن بعده تامير باردو في ثني رئيس الحكومة عن تلك المغامرة الهائلة. الاثنان كانا على تواصل مباشر مع وكالة الاستخبارات المركزية. اخذا علما بأن واشنطن ، وتجنبا لتعريض حقول النفط لضربات كارثية، ولاقفال مضيق هرمز، ستنفذ عملية الكترونية واسعة النطاق للحيلولة دون وصول القاذفات الاسرائيلية الى الاجواء الايرانية…
معلقون اسرائيليون ورأوا ان كوهين حل في المنصب بعد فوات الاوان. الوكالة الدولية للطاقة النووية اعلنت ان طهران نفذت كل الاجراءات الخاصة بوقف الخطط (والمنشآت التقنية) التي يمكن ان تفضي الى العسكرة النووية. الولايات المتحدة اخذت بالتقرير. ما هي حجة تل ابيب الان؟
اذا كان ريتشارد ارميتاج قد قال، عندما كان نائبا لوزير الخارجية الاميركية (كولن باول)، ان «حزب الله» هو فريق الارهاب الاساسي اما تنظيم القاعدة فهو فريق الارهاب الاحتياطي، يرى يوسي كوهين ان «حزب الله»، وبقيادة السيد نصرالله تحديدا، اشد خطرا من القنبلة النووية لانه احدث حالة ايديولوجية، وكذلك حالة استراتيجية، زعزعت القاعدة الفلسفية للقوة في اسرائيل.
هل نتوقع، والحال هذه، حربا ضروسا يشنها «الموساد» ضد الحزب الذي في اعتقادنا، لا يغفل اي تفصيل، مهما كان محدودا، في تحليله للادمغة التي تحكم اسرائيل او التي لها علاقة بالقرار الاستراتيجي وسواء كانت الادمغة سياسية ام عسكرية ام استخباراتية…
الكل يعتبر ان كوهين لا بد ان ينتهج اسلوبا مختلفا عن داغان وباردو. الذين عملوا معه يقولون انه «متعدد الروؤس». لا بد من تكثيف التدخل الاستخباراتي في الحرب السورية، وان كان هناك في اسرائيل من يعتبر ان اليد الطولى على المسرح السوري باتت للقيصر..
الرئيس الجديد للموساد يفكر، ومنذ ان كان مستشارا للامن القومي، في رفع مستوى التعاون بين جهازه والاجهزة الاستخباراتية في الدول العربية التي تناصب ايران العداء. خطته اختراق مراكز القرار في هذه الدول، وهو الذي يستهجن كيف ان الذين سبقوه لم يزرعوا عملاء لهم داخل البلاطات للمساعدة في ازالة اي تخوف حيال دفع عمليات التنسيق والتعاون الى حدودها القصوى…
حصار»حزب الله» يأتي، وفي هذا السياق بالذات، اولوية مطلقة. ثمة في المنطقة العربية من هو جاهز لفعل اي شيء من اجل تفكيك تلك القوة الاقليمية التي تمكن رؤيتها، ورصد تأثيرها، في اي مكان…
ما نقرأه من آراء، وملاحظات، معلقين وباحثين اسرائيليين، ان قيادة «حزب الله» التي طورت الترسانة الصاروخية للحزب على نحو يكرس، عملانيا، معادلة توازن الرعب، بذلت جهودا هائلة لتفعيل اداء اجهزتها الامنية التي هي، ومنذ سنوات طويلة، في حالة مواجهة (واحيانا بالسلاح الابيض) مع جهاز الاستخبارات الاسرائيلية.
انهم يتحدثون عن البنية الفولاذية للحزب، عسكريا واستخباراتيا، وبالصورة التي يستحيل معها نجاح اي محاولة للاختراق او للتفكيك…
وهناك من يلفت الى الطموح السياسي ليوسي كوهين. الان هو ظل لبنيامين نتنياهو. الم يكن اول رئيس للموساد ايسار هارئيل ظلا لدافيد بن غوريون؟ عادة يطمح الجنرالات لمنصب رئيس الحكومة. البعض وصل مثل ارييل شارون واسحق رابين، والبعض اخفق مثل موشي دايان ورافاييل ايتان، لكن اسحق شامير الذي يفتقد اي كاريزما جاء الى رئاسة الحكومة من شق في حائط الموساد.
يوسي كوهين اكثر جاذبية بكثير. هو «عارض الازياء» المهووس بالاناقة خلافا لكل الاخرين في اسرائيل والذين يبدون إما آتون من الخندق او آتون من المزرعة. يريد ان يصل، ولكن لا بد، بادىء بدء، من ان يحقق انجازا استخباراتيا خارقا. الاولوية في كل هذا لـ«حزب الله». ولكن اذا كان شامير قد اتى من شق في الحائط، فكوهين عائد، حتما، الى شق في الحائط!!