أثنت مراجع سياسية رفيعة المستوى في العاصمة الفرنسية على العمل البطولي الذي يقوم به الجيش اللبناني عند الحدود اللبنانية السورية، وتحديدا في منطقة عرسال حيث الاعداد الكبيرة من النازحين المنتمين الى التنظيمات الارهابية.
وقال المرجع الذي رفض الكشف عن اسمه بعد لقاء جمعه مع مسؤولين أوروبيين في باريس لـ»الشرق« ان الرسالة الوطنية التي تقوم بها قيادة الجيش بتوجيهات القائد العماد جوزف عون خير دليل ان هذه المؤسسة التي مرت في أصعب وأدق الظروف برهنت أنه مهما عصفت الأزمات السياسية والاقليمية، أنها قادرة من دون شك على مواجهة أدق الظروف والصعاب للمحافظة على وحدتها وتماسكها وتضامنها.
وأضاف المصدر: ان دول الاتحاد الاوروبي بشكل عام تراهن اليوم على قوة وقدرة المؤسسة العسكرية في محاربتها الارهاب عند الحدود مع سوريا، كما أنها تعول كثيرا على أهمية التنسيق الأمني والاستخباراتي بين كافة الأجهزة الأمنية اللبنانية، وتبادل المعلومات في ما بينها، وهذا ربما ما افتقدناه منذ أعوام في دولنا، وتركنا الارهاب يصل الى أبعد الحدود ويتململ في اقطار العالم.
وأكدت استمرار دعمها المطلق للمؤسسات العسكرية كافة، مبدية استعدادها لتقديم كل دعم لوجستي او عسكري تطلبه الحكومة اللبنانية في هذا الصدد.
إلا أن المصدر لم يخف تخوفه من امتداد الارهابيين وهروبهم في اتجاه لبنان خصوصاً وأن قوة داعش والنصرة بدأت بالتراجع والانهزام بعدما استردت بعض المناطق التي كانت تحتلها وتسيطر عليها ان في سوريا او العراق، وبالتالي فإن ملاذهم الآمن ربما سيكون عند التخوم مع لبنان، وهذا يستدعي انتباها ويقظة عالية على كافة المستويات السياسية والأمنية في لبنان.
المرجع المذكور لمس من بعض الأقطاب السياسية الاوروبية ان لبنان مازال مصدر اهتمام ومتابعة، لكنه لم يعد أولوية حتمية على الأجندات الديبلوماسية الخارجية، فالأزمة السورية والحل في الشرق الأوسط بات ضرورة ملحة لا بل مستعجلة، وأي تسوية تحصل بين الدول الكبرى التي تتنازع الشرق الأوسط سيكون لبنان من ضمنها.
وأشار الى »أهمية ان يبقى التفاهم والتنسيق قائماً بين المسؤولين اللبنانيين لأن لا أحد اليوم في امكانه التوسط او التدخل في الشؤون الداخلية في لبنان، كما لا يحق لأي دولة ان تفرض سلطتها او قراراتها على لبنان وأن تستخدم حضوره في مواجهة جيرانه العرب. فلبنان يجب ان يكون دولة مستقلة في قراره ومستقبله.
من هنا فإن كل التحركات الخارجية والزيارات اللبنانية الى الخارج ستدفع بهذا البلد الى تثبيت حضوره ودوره الريادي بعيداً عن كل ما يحكى ويشاع عن تدخلات اقليمية ودولية فيه، إضافة الى تعزيز وتطوير علاقاته الدولية والعربية بعد كل النزاعات والصراعات الدائرة من حولنا.