Site icon IMLebanon

اشارة فرنسية ألزمت الحريري ابتلاع «البحصة»

 

في الوقت الذي انتظر فيه اللاعبون على الحلبة السياسية والواقفون على قارعة طريقها، ظهور رئيس الحكومة سعد الحريري في مقابلة تلفزيونية «ليبق البحصة» وهي «بحصة كبيرة» وفق كلامه امام وفود العائلات البيروتية، فوجئ الجميع بأن الحريري لم يبتلع البحصة فقط بل ابتلع لسانه ايضا واعدا بأنه سيفعلها لاحقا ويسمي الاشخاص والاشياء بأسمائها قبل الانتخابات النيابية «بمنيح» وسبق تراجع الحريري عن موقفه اطلالة امين عام «تيار المستقبل» احمد الحريري التلفزيونية ليطرح جزءا ضئىلا مما كانت تنطوي عليه «البحصة» مهاجما حلفاء واصدقاء الحريري دون تسميتهم مضيفا الى القائمة اللواء اشرف ريفي واصفا اياهم «بالخردة السياسية» والمخبرين لدى السعودية وجميع هؤلاء وفق امين عام «تيار المستقبل» «زوادتن» جميعا من سعد الحريري ولكنهم باعوها واشتروا بثمنها خناجر لطعنه في الظهر» مشيرا الى وجوب ان يتقي رئيس الحكومة شر من احسن اليهم وفق الاوساط المواكبة لايقاع التيار الازرق.

وفي المعلومات المتداولة في دهاليز الاروقة السياسية والامنية ولدى الحلقة الضيقة المحيطة بالحريري ان الاخير التقط اشارة اوروبية خليجية املت عليه صرف النظر عن «بق البحصة» كون المرحلة هي مرحلة ذهب السكوت وليست مرحلة فضة الكلام لا سيما وان «العاصفة السعودية» التي نال قسما لا يستهان به من رياحها العاتية لم تنتبه بعد وسط الغموض الذي يحيط بأوضاع امراء العائلة المالكة السعودية الموقوفين في فندق الريتز –  كارلتون في مدينة الرياض وخصوصا وضع الامير الوليد بن طلال الذي يرفض التنازل عن قرش واحد من ثروته ويطالب بإحالة القضية الى القضاء.

وتشير المعلومات الى ان الاشارة التي املت على الحريري التراجع عن موقفه وصلت من باريس منطلقة من الامارات العربية المتحدة لا سيما وان الطرفين كان لهما الدور الاساسي والفاعل في اخراج الحريري من محنته اثر استدعائه الى السعودية واجباره على قراءة بيان استقالته من الحكومة وعزلته عن العالم عبر اغلاق كافة هواتفه وانتزاع ساعته الزرقاء من يده، وقد تزامنت محنة الحريري مع وصول الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى الامارات للاحتفال بتدشين متحف «اللوفر» في ابو ظبي حيث التقى ولي العهد الاماراتي محمد بن زايد وتباحث معه في مسألة استقالة الحريري وسائلاً اياه عن حقيقة وضعه في المملكة، خصوصاً وان ولي العهد بن زايد تربطه علاقة شخصية بولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان سمحت له بمعرفته عن قرب وبمشروعه الذي يعمل على تحقيقه داخل المملكة حيث يقود ورشة سياسية واقتصادية في آن، وصاحب طباع لا يستطيع الكثيرون تفسيرها، وقد الح بن زايد على ماكرون بوجوب انتقاله الى السعودية ولقاء بن سلمان لحل مسألة الحريري وفق الاخراج الذي سيتم الاتفاق عليه لان بن سلمان يتصف بالعناد وعدم التراجع عن اي قرار يتخذه. وحصل الامر وفق نصيحة بن زايد اذ زار ماكرون السعودية والتقى بن سلمان لساعتين كانتا بمثابة دهر على الرئيس الفرنسي الذي وضع ثقله كرئيس دولة عظمى لفك اسر الحريري قائلاً لبن سلمان ان المسألة تتعلق «بشرف فرنسا» كون الحريري يحمل الجنسية الفرنسية وان لعائلة الحريري مكانة خاصة في قصر الاليزيه منذ علاقة الرئيس الشهيد رفيق الحريري بالرئيس السابق جاك شيراك معيداً الى الاذهان موقف الرئيس فرنسوا ميتران يوم ربط مصير العماد ميشال عون «بشرف فرنسا»، فهل سيبقى الحريري «البحصة» مع انتهاء «العاصفة السعودية» ام انه سيلتزم الصمت الابدي ولو كان حالياً يتظلل السقف الفرنسي كونه سعودي الجنسية والهوى والثروة وعلى خلفية البيت الشعري «… واهلي وان ضغط عليّ كرام».