يكتسب ترسيخ التحالف الانتخابي ما بين تيار «المستقبل» و«القوات اللبنانية» و«الحزب التقدمي الاشتراكي»، طابعاً بالغ الاهمية قبل أيام من اقفال اللوائح الانتخابية وحسم الاتفاق «القواتي – الاشتراكي» و«القواتي – المستقبلي». ومع انجاز الاتفاق على العناوين الانتخابية ما بين القوى الثلاثة، فان اللوائح ستبدأ بالبلورة قريباً حيث علم أن بعض المرشحين وتحديداً في دائرة الشوف – عاليه، يتجهون الى سحب تراشيحهم قبل السادس والعشرين من الجاري، في ضوء التحولات البارزة في المناخات السياسية في هذه الدائرة والتي ستكون نموذجاً لما ستكون عليه التحالفات ما بين «الثلاثي» المذكور في الوائر المشتركة.
وأكدت معلومات مواكبة أن ما من تعاون «على القطعة» سيسجل في هذا الاطار لان الاتفاق شامل والمعادلة الانتخابية ستطبق على كل الدوائر في كل لبنان سواء في الجبل او في البقاع او في الشمال وصولاً الى بيروت.
ونقلت المعلومات عن أوساط كتائبية أن حزب الكتائب سيبقى خارج هذا التحالف وذلك بصرف النظر عن العناوين السياسية والانمائية المرفوعة والتي تلتقي فيها هذه القوى، ولكن انسجاماً مع المواقف المبدئية للكتائب الرافضة لأي تحالف مع أطراف مشاركة في السلطة، فان خوض الانتخابات النيابية بالنسبة لها خصوصاً في هذه الدائرة، سيكون منفرداً ولكن ذلك لا يعني اقفال الباب أمام التعاون مع قوى المجتمع المدني. ومن هنا فان التحالف سيتبلور في الايام القليلة المقبلة وتحديداً بعدما اعلن «المستقبل» مرشحيه.
وفي سياق متصل قالت المعلومات المواكبة أن تثبيت التحالف ما بين القوى الثلاثة، سيؤدي الى عملية خلط أوراق كبيرة على الساحة الداخلية وليس فقط في الميدان الانتخابي، ذلك أن التعاون سيقود نحو تفاهم على عناوين سياسية من الممكن أن تشكل نواة محور سياسي تكرسه نتائج الانتخابات النيابية المقبلة ويمهد لاصطفاف جديد، وان كان من المبكر الحديث كما تتابع المعلومات عن ملامح البرلمان الجديد وخارطة توزع القوى السياسية فيه انطلاقاً من الموازين والاحجام الجديدة في برلمان2018.
وتوقعت المعلومات المواكبة أن تنسحب صورة التوافق «الثلاثي» على دائرة البقاع الغربي – راشيا كما على بعبدا وزحلة، حيث قطع التفاوض مسافة متقدمة وبات في مراحله الاخيرة وذلك بعدما أبدى «الاشتراكي» ايجابية ملحوظة تجاه كل الاطراف وليس فقط «المستقبل» و«القوات»، وصولاً الى «التيار الوطني الحر»، ولكن من دون تحقيق أي تقدم مع «التيار الوطني» وعلى الرغم من التنسيق العوني مع «المستقبل».
وفي هذا السياق فان كل تحالفات الاطراف السياسية والحزبية في الجبل والمتن الجنوبي، ستتبلور بعد محطتي «البيال» بالنسبة للرئيس الحريري واحتفال ساحل علما الكتائبي واحتفال ساحل علما بالنسبة لـ«القوات اللبنانية» يوم الاربعاء المقبل، بالاضافة الى الاعلان الرسمي للوائح «التيار الوطني» في مختلف الدوائر الانتخابية في الشوف وعالية وبعبدا وكسروان وجبيل.
ومن هنا خلصت المعلومات الى اعتبار اللحظة الداخلية حاسمة كونها ستكون المحطة الفاصلة أمام مرحلة سياسية وأخرى وليس فقط مرحلة انتخابية، لافتة الى أن التفاهمات بين «المستقبل» و«القوات اللبنانية» ستنجز كلها وليس فقط في الجبل في الساعات المقبلة حيث من المتوقع أن تبحث هذه التفاهمات بالنسبة للدوائر الاخرى خلال اللقاء المنتظر ما بين الرئيس الحريري والدكتور سمير جعجع والذي حان أوانه على حد قول المعلومات المواكبة للحراك «الانتخابي» الجاري.