IMLebanon

عامٌ كامل من الفراغ  ماذا عن السنة الجديدة؟

بعيدا من الأضواء الإعلامية، ولئلا تحسب خطوته في خانة الاستحقاق الرئاسي، أجرى الرئيس سعد الحريري في اليومين الأخيرين سلسلة من الاتصالات الهاتفية بشخصيات سياسية ودينية واعلامية، مُهنئا بالأعياد، ولم تخل بعض هذه الاتصالات من تمنيات بأن تحمل السنة الجديدة ما يتوق اليه اللبنانيون من انتخاب رئيس للجمهورية، ويكون هذا الانتخاب منطلقا الى اعادة تكوين السلطة على المستويات الحكومية والنيابية والادراية والعسكرية، فيتم وضع حدّ لهذا الفراغ المستشري والذي يقترب من ملامسة العامين.

***

يُدرك الرئيس سعد الحريري ان ما يمر به لبنان هو من أخطر المنعطفات في تاريخه، انها المرة الأولى في تاريخ الجمهورية اللبنانية، منذ الاستقلال وحتى اليوم، التي يمر فيها عام كامل من دون وجود رئيس للجمهورية. عام 2015 هو العام الاول الذي يمر من أوله الى آخره من دون وجود رئيس للجمهورية:

عام 1988 مرت ثلاثة شهور من دون رئيس، بعد خلو سدة الرئاسة بانتهاء عهد الرئيس أمين الجميل.

عام 1989 مرَّت عشرة شهور من دون رئيس، وتم وضع حد للفراغ بانتخاب الرئيس رينيه معوض ثم الرئيس الياس الهراوي.

عام 2007، مرَّ شهران من دون رئيس اثر انتهاء عهد اميل لحود.

عام 2008 مرَّت خمسة اشهر منه من دون رئيس الى ان تم انتخاب ميشال سليمان في أواخر أيار.

وحده العام 2015 سيمر كله، ولم يبق منه سوى ثلاثة أيام، من دون رئيس للجمهورية، فهل المسألة مقصودة لكي يعتاد اللبنانيون على مرور أعوام من دون رئيس للجمهورية؟

انه الخطر بعينه، وهذا ما يقض مضاجع الكثيرين من الحريصين على البلد وفي مقدمهم الرئيس سعد الحريري الذي ادرك هذه المخاطر واستشعرها منذ فترة، فأقدم فيما الآخرون منكفئون، وحاول ولا يزال يحاول، وكل ذلك لأنه يُدرك ان لا جمهورية من دون رئيس للجمهورية ولا نظام من دون رأس للنظام، ولا دولة من دون رأس للدولة. هذه هي حساباته وهي ليست حسابات ضيِّقة كما يدَّعي البعض، فالدستور اللبناني واضح، والآليات الدستورية واضحة، والتراتبية واضحة، فمن يتحدث عن السلة هو الذي يكون يضع العراقيل، وهناك فرقٌ كبير بين المبادرة وبين السلة فالرئيس سعد الحريري بادر لكنه لم يطرح سلة لأنه يعرف ان ذلك مخالف للدستور، وبكلمة واحدة: انتخبوا الرئيس والبقية تأتي.

***

في انتظار ان يتحرَّك الملف الرئاسي مجددا مع مطلع السنة الجديدة فإن الحركة الرئاسية القائمة على انتخاب النائب سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية شهدت بعض المعوقات لكن لا يمكن القول انها سقطت، فالمعارضون لها لا يملكون حتى الآن بديلاً جدياً منها، ولهذا فهي قائمة حتى اشعار آخر.

ولكن في الانتظار، ماذا نفعل، هل نترك البلد مجمداً؟