IMLebanon

الحكومة العتيدة اسيرة لعبة «تسديد الديون»

هل يفقد العهد العتيد وهجه وزخمه من خلال العراقيل التي تحاصر عملية التأليف بعد انحسار التفاؤل بولادة حكومة الرئىس المكلف سعد الحريري عشية عيد الاستقلال في ظل الخلافات حول الحصص في الكعكة الوزارية ومن يقف وراء تنفيس اندفاعة الحريري لانجاز هذا الاستحقاق تمهيدا لانطلاقة عهد الرئيس ميشال عون، ولماذا لا يعتمر رئيس مجلس النواب نبيه بري خوذة الاطفائي على جري عادته وهل سيكون ابو مصطفى قائد المعارضة من قلب الحكومة لا من خارجها حيال اصراره على حقيبة وازنة «للمردة» ولماذا لا يدخل «حزب الله» على الخط ويجرف العراقيل امام ولادة الحكومة العتيدة؟

الاوساط المواكبة للمجريات ترى في ان عقدة العقد في تشكيل الحكومة تعود الى مسألة سداد الدين السياسي بين مختلف السياسيين الذين سلّفوا بعضهم بعضا مع انهيار فريقي 8 و14 آذار «فحزب الله» الذي اعتبر موقف عون في عدوان 2006 حيال المقاومة دينا في عنقه الى يوم القيامة سدّد دينه كاملا للجنرال من خلال موقفه المعروف ابان الاستحقاق الرئاسي والذي ترجم «عون او لا احد» ولولا هذا الموقف لكان وصول عون الى «بيت الشعب» في خانة حلم ليلة صيف، ووفق بعض المصادر يعتبر حزب الله ان دوره يتوقف عند هذا الحد وان همومه الاقليمية كلاعب اساسي على المسرح في المنطقة الملتهبة اهم بكثير من غرقه في تفاصيل تشكيل الحكومة المرتقبة في مرحلة تشهد اعادة تشكيل العالم بعد وصول دونالد ترامب الى الرئاسة الاميركية.

وتضيف الاوساط ان برّي يعتبر انه والنائب سليمان فرنجية سلفا عون مسبقا وان الوقت حان لاستيفاء دينهما فرئيس مجلس النواب وعلى الرغم من فقدان الود بينه وبين الجنرال يرى انه في تأمينه لنصاب المجلس النيابي لانتخاب عون رئىسا، وكان باستطاعته التعطيل دين في عنق رئىس الجمهورية، وان على الاخير تسديد هذا الدين بإعطاء حصة وازنة «للمردة» كوزارة الاشغال ووزارة سيادية وعدم عزله فرنجية كونه خاض جلسة انتخاب الرئيس «بالصوت الابيض» في شبه انسحاب لصالح الجنرال من المعركة الرئاسية فموقفه كاف ليشكل دينا في ذمة العهد عليه تسديده دفعة كاملة وليس بالتقسيط، لا سيما وان لفرنجية دينا اخر يتمثل بوقوفه الى جانب الجنرال عامين ونصف من الفراغ على خلفية «Plan B» وPlan A» ولكنه فوجئ باصرار الجنرال على رفض هذا الخيار.

وتشير الاوساط الى ان بري سدّد دينه كاملا للحريري واعطاه سلفة تمثلت بتسميته مانحا اياه عباءة الميثاقية وعلى قاعدة انه كان مع الحريري ظالما ومظلوما، وانه حان الوقت ان يرد الرئىس المكلف الجميل بالجميل الحكومي، اما «القوات اللبنانية» فقد سلفت عون الكثير الكثير وفي طليعة تسليفها انسحاب رئىسها سمير جعجع من المعركة الرئاسية، وطي صفحة الماضي، اضافة الى ان جعجع رشح عون من «معراب» في مشهدية احتفالية لن ينساها احد حتى اشعار اخر مثبتا انه السياسي الوحيد الذي لديه جرأة ركل السلطة ومغرياتها وفق الوزير السابق وئام وهاب الذي يعتبر ان له ايضا دينا على العهد لانه وقف الى جانب الرابية في كافة المناسبات وكانت زياراته الدورية للقاء عون اشبه ما تكون بالنذورات وعلى العهد عدم نسيانه في زمن السير كونه عايشه في مرحلة العسر، اما الدين القواتي للعهد فمن البديهي ان تكون «القوات» شريكة بالمناصفة مع «التيار الوطن الحر» وانها تنازلت عن مطالبتها بحقيبة المالية السيادية لتسهيل انطلاقة العهد بزخم وهذه سلفة اخرى تعلق على ذمة رئىس الجمهورية، ومن البديهي بمكان ومن زاوية احقيتها بالشراكة ان تحصل على حصة وازنة في الحكومة المرتقبة فهل يبقى تشكيل الحكومة اسير سداد الديون بعد استحالة تسليف اي فريق لاخر على حسابه الشخصي!