ميرفت سيوفي – ألف تحية لـ»غضب» اللواء الوزير أشرف ريفي
وقف بالأمس وزير العدل أشرف ريفي، غاضباً، «ومنيح اللي بعد في حدا بلبنان يغضب بشرفٍ وكرامة للحقّ في لبنان ولدماء الشهدا»، وقف أشرف ريفي ونعى إلى الشعب اللبناني المحكمة العسكرية، مؤكداً العمل على إسقاطها، وحاملاً على كتفيه دماء اللواء الشهيد وسام الحسن الذي اغتيل بالأمس مرّة ثانية اللواء وسام الحسن إنما بحكم صادر عن المحكمة العسكرية، بعد ما يقارب ثلاثة أعوام على اغتياله الأول بتفجير إرهابي في التاسع عشر من تشرين الأول عام 2012، بسبب دوره في الكشف عن «إرهابي» من مجرمي النظام السوري ، ومستشار رأس النظام الإرهابي المجرم ميشال سماحة الذي تمّ تصنيفه بالأمس بأنّه «عامل دليفري» نقل المتفجرات والأسلحة والأموال من علي مملوك هدية للبنان وشعبه لزعزعة الاستقرار وقتل الأبرياء وإحداث الفتنة…
بالأمس؛ لاقى غضب «الشريف» أشرف ريفي غضب اللبنانيين الذين شعروا أنّ القاتل واحد، من الرئيس الشهيد رفيق الحريري إلى الملازم أول الطيار سامر حنّا الذي قتل أمس من جديد، وقف وخاطبنا بكلام واضح لا لبس فيه: «لن أسمح بهذه المسخرة أبداً وأنا مسؤول عن كلامي»، ونحن معك لن نسمح بأن يقتل الشهداء مئات المرّات، وأن يتحوّل القتلة إلى قدّيسين، وأن يُسخّر القضاء لحماية القتلة بالأحكام المخفّفة في جرائم إرهابيّة كانت لتدخل لبنان في حرباً شنيعة مجدداً، وكان هدفها بثّ الذّعر وقتل الأبرياء وإيصالنا إلى الخراب لمصلحة النظام السوري وحلفائه!!
منذ أفرج عن قاتل الطيار الملازم سامر حنّا الذي اغتيل برصاصة في رأسه لأنه تجرّأ وحلّق بطوافة للجيش اللبناني فوق أرض لبنانيّة في الجنوب اللبناني الذي تحتله إيران بأداتها حزب الله، منذ أفرج عنه بكفالة وقدرها 6667 دولاراً أميركياً فقط لا غير، ومنذ حدّثنا وزير العدل السابق «البروفسور» إبراهيم نجار عن «مطالعة قضائية صادرة عن محكمة التمييز تصف جريمة قتل لضابط طيار في الجيش باعتبار «أنه قد حصل اقترافه بقصد من دون إرادة قتل الضابط سامر حنا»، ومنذ حمّلت السيدة إيفيت حنّا مسؤولية قتل ابنها للمؤسسة العسكرية واعتبرتها «مؤسسة لدفن الموتى» وقالت:»قُتِل ابني ثلاث مرات، سأعيد لهم بدلة ابني»…
منذ ذلك الوقت فهمنا أنّ القتلة لا يُحاكمون في لبنان، وأنّ ما يحدث «مسخرة»، تماماً كما أطلق عليها بالأمس «الشريف» أشرف ريفي، ولكن قبلها لم يكن هناك وزير عدلٍ يقف غاضباً ليقول: «لن أسمح بهذه المسخرة أبداً وأنا مسؤول عن كلامي»… ونحن معه في هذه المواجهة، لن نقبل بعد اليوم أنّ يُجلد الشهداء ويُكرّم القتلة!!
وقتل الشهداء مرّات، منذ عرفنا أنّ عضو «حزب الله» مصطفى حسن مقدم [قتل في آب 2014 وهو يقاتل دفاعاً عن نظام القاتل بشار الأسد] وهو قاتل الضابط الطيار سامر حنا «لم يكن موقوفًا في سجن رومية حيث يتم توقيف المدانين بجرائم جنائية وإنما تم التعامل معه بخصوصية شديدة، فتم توقيفه في المقر المخصّص لاحتجاز ضباط الجيش اللبناني الذين يتم توقيفهم بناء على أحكام مسلكية في المحكمة العسكرية، حيث يتم التعاطي مع المحتجز على أساس أنّه يخضع لفترة إحتجاز تحافظ على هيبته ورفعة رتبته العسكرية في مكان احتجازه»!!
بالأمس وقف أشرف ريفي وخاطبنا: «لن نسمح بإقامة دولة أمنية ولن نكون شهود زور على إستباحة الأمن اللبناني»، نعم؛ لن نسمح، وسط كلّ هذا التكاذب السياسي الذي يحيط بنا، ووسط مسخرة نتابعها ونتأمل فيها القاتل يتحاور مع «اهل القتيل» ويجلس معهم على طاولة واحدة يظلّلها شبح القاتل الأكبر نظام بشّار الأسد وحلفائه، نعم «لن نسمح»… فقد شبعنا ومللنا من هذه المهازل اليوميّة التي حوّلت لبنان إلى «مزبلة» لأجندات محاور وتابعاً ذليلاً لها…
رحم الله وسام الحسن، وسامر حنّا، وحمى الله «الشّريف» أشرف ريفي…