قد ينظر البعض الى قرار السماح للمرأة السعودية بأن تقود سيارة في المملكة على أنه قرار عادي.
يخطئ من يظن ذلك لأننا لا نعرف حقيقة المجتمع السعودي ولا نعلم مدى تأثير رجال الدين المتشدّدين على الحياة الاجتماعية بالنسبة للمرأة.
ولي العهد الأمير محمد بن سلمان اتخذ هذا القرار لأنه يؤمن بخط والده الملك سلمان بن عبدالعزيز الاصلاحي منذ كان أميراً لمدينة الرياض حيث كان يأتي الى مركز الإمارة الساعة 8 صباحاً ويستطيع أي مواطن أن يرفع أي شكوى له بالإضافة الى أنه كان يتولّى في بعض الأحيان التدخّل شخصياً لحل أي خلاف بين مواطنين.
وكان الأمير سلمان، الملك اليوم، صديق الصحافيين في العالم العربي كله، والسؤال الذي يطرح ذاته: لماذا تأخرت الدولة في اتخاذ مثل هذا القرار؟ والسؤال الثاني: ما هي الفائدة منه على صعيد الاقتصاد السعودي؟
أولاً: إنّ القرارات التاريخية بحاجة الى رجال تاريخيين إذ أنّ هذا القرار الذي يبدو عادياً هو في الحقيقة بحاجة الى رجل غير عادي ليستطيع أن يقف أمام رجال الدين المتشدّدين وأمام جماعة «المطاوعة» الذين كانوا في وقت من الأوقات يحكمون الشارع السعودي بدون مبالغة.
ثانياً: هذا قرار إقتصادي، إذ أنّ قيادة المرأة للسيارة توفر على الخزينة والمجتمع السعودي رواتب 500 ألف سائق طبعاً معظمهم غير سعوديين، وبذلك توفر على الخزينة مئات الملايين التي تذهب هدراً.
بالإضافة الى أنّ هناك فوائد كثيرة من قيادة المرأة أو الأم أو الزوجة للسيارة وهي:
1- هناك حالات طوارئ يعني قد يصيب أب أو زوج أو أحد الأولاد طارئ صحّي بحاجة الى نقله الى مستشفى والسائق غير متوافر، فماذا تفعل المرأة؟
2- الزوجة أو الاخت أو البنت بقيادتها للسيارة توفر نفقات السائق، وهناك بعض العائلات المتوسطة الحال أو الفقيرة يكون بدل أتعاب السائق موضوعاً مهماً بالنسبة لهم وعبئاً عليهم.
أخيراً، هذا القرار الذي اتخذه وسهر على تنفيذه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان هو قرار تاريخي نهنئ الشعب السعودي عليه خصوصاً بعد وضعه موضع التنفيذ.
والجدير ذكره ما قاله الأمير الوليد بن طلال في كلمة شكر الى الملك سلمان وإلى «شقيقي» الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة على هذا القرار وكانت ابنته السيدة ريم أوّل امرأة سعودية تقود سيارة وكانت الساعة 12 تماماً، وكان الأمير الوليد يجلس الى جانبها، ووزّع شريط ڤيديو وهو يضع حزام الأمان ويتحدّث مع أحفاده الذين كانوا معه في سيارة رانج روڤر بيضاء اللون وتقودها كما ذكرنا إبنته ريم، وأضاف: دخلنا القرن الحادي والعشرين ومبارك للمملكة وشعبها هذا القرار.
عوني الكعكي