Site icon IMLebanon

«الديار» تكشف عن ورقة عمل مُشتركة للبطاركة في دمشق : تثبيت المسيحيين في أرضهم وفق رؤية استراتيجيّة

افسح مجال التفهم لزيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشار بطرس الراعي الى دمشق المجال امامه كي يعمل بصورة لا يطالها التشويش من الخلف اللبناني ان كان على سبيل الجهل والنكاية، اما الزيارة قد تمت حسب اساس هدفها بانها زيارة راعوية كنسية فقط وهي بالفعل برهنت ان سيد بكركي عنيد على خلفية جمعه لخرافه ولو طاولته بعض الاسهم، وابسط الامور يقول مصدر روحي فاعل في الصرح البطريركي ان بطريرك الموارنة يزور الارض التي مشى عليها معلمه القديس بولس وكانت الظروف آنذاك اصعب واشد فتكا بالمسيحيين، فكيف الان والمسيحيون يتعرضون للترحيل والهجرة من الاماكن التبشيرية الاولى ويضيف المصدر انه اذا كانت الزيارة لا يمكن ان تتم يجب ان يشجع البعض عليها واذا لم تحصل يجب ان تكون في سلم اولويات الراعي خصوصا ان ابناءه حين شاهدوه في شوارع دمشق رجعت الروح اليهم واخذوا نفساً عميقاً بأن هناك من يعمل لأجلهم وهم غير متروكين لقدرهم المأساوي وما وجده الراعي خلال لقاءاته في الابرشية ومع سائر البطاركة عطش كبير لهذه الزيارة ومفاعيلها على صعيد تثبيت المسيحيين في ارضهم الاصلية كما وجد انهم متشبثون بارض القديسين ولا يريدون الرحيل عنها مهما كانت الظروف صعبة فلا بد ان تتحسن، وان الموارنة ليسوا موجودين في لبنان فقط بل منتشرين بكافة اصقاع الارض والدول العربية ولا يجوز تركهم لمصيرهم وهم يشابهون موارنة كسروان وجبيل وبشري والقليعة بالتمام والكمال وان الشأن السياسي متروك لاهله على خلفية الازمة السورية.

ويقول هذا المصدر ان البطريرك الراعي تغلب على كافة المصاعب السياسية المحلية وبعض الاعتراضات وحتى الصعوبات الامنية لرؤية ابناء رعيته وحقهم على الصمود والتطلع الى حاجاتهم فالموارنة اصحاب رسالة منذ الاف السنين ولا يجوز الاستهتار بها من اجل كلمة من هنا او اعتراض موضوع من هناك والبطريرك مستعد للزيارة كلما دعت الحاجة حتى ولو كانت الى الصين بفعل الاوضاع المصيرية والوجودية التي يعاني منها المسيحيون عموما وان عملية استهدافهم قائمة والمشاهد الحية ما زالت في النفوس لما حصل في الموصل ونينوى تحت انظار العالم المتفرج وان الكرسي الرسولي يشجع هذه الزيارات ويدعمها بل هو يحث على القيام بها اما من يريد تسييس الامر فهو غافل عن حقيقة شعار الراعي الشركة والمحبة التي ليس لها حدود وبدونها لا توجد مسيحية بالمعنى الحقيقي لهذا المفهوم.

ويتابع هذا المصدر شرحه لدوافع الزيارة بان البطريرك مستعد لقبول اي اعتراض انما من خلال زيارة بكركي واستفهام الامر من غبطته شخصيا وابواب الصرح مفتوحة لمن يريد الاستفسار عن دقائق الامور وبالتالي لا توجد قوة في الدنيا باستطاعتها منع الراعي من ملاقاة رعيته الخائفة والا ما معنى للرسالة باكملها ان يفترق رأس الكنيسة عن المؤمنين وبالتالي فان مصيره يرتبط بمصيرهم وهذا هو المعنى الحقيقي لهذه الزيارة، الرسالة وبالتالي فان زيارة البطريرك ليست بعيدة عما يحدث في بلاد الشام من قتل وتهجير بل هي صادقة خلال لحظات التخلي في المنطقة ان يكون قريباً من الخطر الذي يعانيه الناس هناك وهو بذلك وضع نفسه في ميزان رعاياه انطلاقا من الاخطار والاستهدافات للمسيحيين وهي موجودة بشكل مباشر في ظل استسهال تخويفهم تمهيداً لترحيلهم دون ان يعترض احد ان المهمة صعبة على بطريرك الموارنة والبطاركة المسيحيين في الشرق يقول هذا المصدر ولكن هذا هو الوقت المناسب لتفقد الرعية وليس في ايام السلم خصوصاً ان الايام القادمة على سوريا سوف يشتد فيها العنف بشكل مضاعف وكبير انطلاقا من الصراع القائم على ارضها وتدخل الدول الكبيرة والصغيرة، والراعي لا يريد ان يذهب المسيحيون فرق عملة لحروب الكبار فيما هم غيرمؤثرين واكثر ما باستطاعتهم هو القبول بالفعل الموجه نحوهم دون القيام باية ردة فعل مع ان البطاركة في صدد وضع خطة استراتيجية لحماية المسيحيين وان زمن تضييع الوقت قد ولى فالوجود على المحك والجرح النازف يتسع يوماً بعد الآخر لذلك فان المؤسسات الكنسية عازمة على استخدام قوتها بكل ما اوتيت في الداخل والخارج مع تشكيل خلية طوارئ يشترك فيها البطاركة الخمسة مع ابرشياتهم المنتشرة في كافة انحاء العالم مهمتها ايجاد ارضية تريح الوجود المسيحي بشكل دائم ومساعدة الجميع على تثبيت وجودهم ان من خلال فتح آفاق العمل ضمن ابرشياتهم واوقافهم كي لا يشكل العوز حافزاً للهجرة وليعلموا انهم في ارضهم ولن يرحلوا عنها كما حدث في العراق.