IMLebanon

ملك أم صانع ملوك !!!

في الفترة الماضية، تكلم الجميع ان قائد الجيش الجنرال جان قهوجي هو المرشح الاكثر حظا للوصول الى رئاسة الجمهورية كون معظم الاطراف السياسية توافق عليه خصوصا انه على تنسيق دائم مع حزب الله وعلى علاقة جيدة مع سوريا كما ان تيار المستقبل وبعض الاحزاب والشخصيات من 14 آذار لا يعترضون على وصوله رئيسا للبنان.

الا ان الامور تغيرت الان وتراجعت حظوظ الجنرال قهوجي لرئاسة الجمهورية بما ان رئيس كتلة التغيير والاصلاح العماد ميشال عون يضع «فيتو» عليه وعلى اي مرشح يحتاج الى تعديل دستوري ليصبح رئيسا. والعماد عون لم يخف نواياه لا بل اعلنها بالفم الملآن انه لن يكرر الخطأ ذاته ولن يقبل بأي تسوية كما حصل عند انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً.

ويعتقد البعض ان عون قد يبدل موقفه اذا نضجت صفقة اقليمية دولية في المنطقة واذا مارس حلفاؤه عليه ضغوطا للقبول بالمرشح الذي سيفرض على لبنان، الا ان هؤلاء لا يعلمون ان العماد عون متشبث بفكرة احترام الدستور اكثر من اي وقت مضى ومتمسك بعدم تعديل الدستور حتى لو أن كتلته ستكون الوحيدة التي لن تصوت على عملية انتخاب الرئيس اذ رأى ان اتفاق الدوحة ثم انتخاب ميشال سليمان حجم دوره بطريقة ما فكيف يقوم بالخطأ ذاته وقد ذاق الامرين؟

هؤلاء لا يعلمون ان العماد عون لن يتساهل ولن يقدم تضحيات على حسابه. وهو ذاهب حتى النهاية هذه المرة حيث لن يقبل بأي قرار ينتقص من وجوده على الساحة السياسية ومن شعبيته. والتيار الوطني الحر بقيادة العماد ميشال عون لا يقبل المس بالدستور وقد برهن ذلك من خلال مقاطعة جلسة تمديد مجلس النواب ورفض التمديد لقائد الجيش الحالي ولامين عام المجلس الاعلى للدفاع محمد خير.

وتمسك عون بعدم تعديل الدستور ليقطع الطريق على العماد جان قهوجي للوصول الى قصر بعبدا والذي بات عرفا في لبنان ان قائد الجيش ياتي دائما رئيسا للجمهورية.

نعم ان العماد ميشال عون مصمم حتى النهاية لاثبات وجوده في المعترك الرئاسي وذلك يعني انه لن يقبل بأي طرف يتخطاه او يتجاهله لانه بحسب ما يعتقد انه الاحق في الرئاسة. وخير دليل على ما نقوله ان احدهم توجه الى العماد عون قائلا: «ان دورك كبير في لبنان وانت بمقدورك ان تصنع الملوك على الساحة اللبنانية فلماذا لا تكتفي بذلك؟» فرد عون عليه: «لماذا علي ان اصنع الملوك طالما انا الملك على الساحة المسيحية؟