IMLebanon

قرار تاريخي لرئيس تاريخي

شاء مَن شاء وأبى مَن أبى، وبكل تواضع يمكن أن نقول إنّ الرئيس سعد الحريري دخل التاريخ كما فعل والده الشهيد الكبير الرئيس رفيق الحريري الذي صنع «الطائف»… وكما فعل الزعيم رياض الصلح باتفاقه مع الرئيس بشارة الخوري.

سبحان الله وكأنّ التاريخ يعيد نفسه.

بالامس (في العام 1943) رأس هذان الزعيمان الكبيران لبنان المعاصر، واليوم يعاد تأسيس هذه الدولة بين الرئيس الحريري والرئيس الجنرال ميشال عون.

مَن كان يراهن على عدم الاتفاق بين الحريري وعون هو واهم لأنّ ما يجمع الرجلين بحبهما لبناء الوطن الواحد الموحّد السيّد المستقل لا يمكن إلاّ أن يلتقيا مهما كانت الظروف.

الرئيس سعد الحريري كما قال ضحّى بالغالي والنفيس وخسر ثروته في سبيل وحدة لبنان ومنع الحرب وعدم جرّ الطائفة السنّية الى الحروب، وفي كل مرة يساء الى الرئيس سعد الحريري… فيبادل هذه الإساءة بعدم الانسياق الى الحروب، وبقراراته حمى الطائفة السنية من أن تتورّط في هذه الحروب الطائفية المدمرة التي تحيط بلبنان.

الذين يحاولون بث الشائعات، كما جرى أمس، وخلق أجواء من الفوضى والكلام على التظاهرات قد يكون أمراً طبيعياً في بلد ديموقراطي، وفي جلسة خاصة مع الرئيس الحريري سُئل عن الانقسامات في كتلة نواب «المستقبل»، فأجاب: الكبار أسامحهم ولكن الصغار أحاسبهم، الكبار أعتبرهم رفاق والدي.

وفي مكان آخر قال إنّ ضميره مرتاح ولا يهمه من قريب أو بعيد ما يواجهه، لأنّ لبنان أغلى، ووحدته أغلى، وما يهمه مستقبل أولاده، وأولاد جميع اللبنانيين، ولا مستقبل لهم إلاّ بالأمن والاستقرار وقيام الدولة.

وللمناسبة فقد علمنا من الرئيس سعد الحريري إنه نادم لأنه لم يتفق مع العماد عون منذ العام 2005، ومَن يعرف الجنرال عون عن قرب يعرف أنه رجل صادق وتاريخه مع «حزب الله» يثبت ذلك، فعلى امتداد إحدى عشرة سنة لم يتخلَّ عن الحزب، وهذا دليل صدقية والتزام.

وفعلاً، خيراً فعل العماد عون بزيارته الى عين التينة حيث التقى الرئيس نبيه بري، وهذا مؤشّر واضح ومباشر الى أنّ الرجل يتجه لأن يكون عهده عهد وفاق ووئام بين المكوّنات اللبنانية كافة، والرئيس بري في مقدمها.

عوني الكعكي